أعفى إدريس بنهيمة، المدير العامّ لشركة الخطوط الملكية المغربية للطيران، المديرَ الجهويَّ للشركة في جدة على خلفية قضية المغاربة المعتمرين «العالقين» في المطار بالتزامن مع احتفالات عيد الفطر. لكن ذلك لم يُنهِ ملف هؤلاء المعتمرين، الذين قاربت أعدادهم 492 معتمرا، ضمنهم مُسنّون ونساء وأطفال. فقد أشارت المصادر إلى أن نصف هؤلاء فقدوا أمتعتهم في رحلة العودة إلى مدينة فاس على متن طائرة تدخَّل أحدُ المحسنين في المملكة العربية السعودية لتوفيرها لهم.. وقالوا إن شركة الطيران المغربية هي التي تتحمل المسؤولية، لأن إيداع أمتعتهم في المطار سبق امتطاءَهم الطائرة بوقت كبير. واحتج المعتمرون العائدون في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء -الأربعاء في مستودع الأمتعة في مطار فاس -سايس ضد شركة الطيران المغربية وما سبّبته لهم من مشاكل. وقرر المحامي أحمد حرمة، من جهته، رفع دعوى قضائية ضد هذه الشركة، نيابة عن شقيقته ووالدته، اللتين كانتا ضمن المعتمرين. وقال إن هذه المبادرة ترمي إلى «وقف الإهانات التي تمارسها «لارام» في حق المواطنين، في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة». ووصف حرمة تبريرات «لارام» للحادث بالازدحام ب»غير المقنعة»، وأشار إلى أن الشركة «تستخف بذكاء المواطن»، معتبرا أن توقيف إطار لشركة في جدة ما هو إلا محاولة لذر الرماد في العيون، مشيرا إلى أن دعواه القضائية ترمي إلى تحديد المسؤولية ومواجهة المؤسسة وليس الأشخاص.. وفي الوقت الذي تدخل مسؤولون محليون في جدة للاعتذار للمعتمرين عما لحقهم من أضرار جراء عدم التزام «لارام» بوعد توفير طائرة لعودتهم إلى المغرب، فإنه لا أحد من مسؤولي هذه الشركة، سواء في السعودية أو في المغرب، تكبّد عناء الاتصال بهم والاعتذار لهم.. وقال المهدي بلخياط، أمين مال غرفة التجارة والصناعة والخدمات في فاس، إن أحد العاملين في الشركة طلب منهم ملء استمارات يشيرون فيها إلى أنهم لم يتوصلوا بأمتعتهم، وسلم لهم توصيلا على هذه الاستمارات وأخبرهم بضرورة الحضور إلى المطار في كل مرة تصل فيها طائرة من السعودية. وكان عشرات المواطنين المغاربة المعتمرين، والذين كانوا ينوون العودة إلى المغرب يوم ثاني أيام عيد الفطر، قد احتجّوا في مطار جدة، في السعودية، متهمين شركة «لارام» بعدم الوفاء بالتزام توفير الطائرات للعودة. ولم تنفع احتجاجات المغاربة مساء الاثنين الماضي في دفع مسؤولي هذه الشركة إلى التدخل. وبقي هؤلاء المواطنون «عالقين» لما يفوق 20 ساعة في المطار. وكان ضمنهم منتخبون وسياسيون.