سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمال النقل الحضري ببني ملال يستأنفون اعتصاما بدؤوه منذ ثلاثة أعوام اتهموا المالك الأصلي ببيع المستودع لشركتين وهميتين والتهرب من تنفيذ حكم قضائي بقيمة 360 مليونا
دخل عمال ومستخدمو شركة «سوتيرب» للنقل الحضري والقروي في بني ملال، منذ الأحد الماضي، في اعتصام جديد في مستودع الشركة في «المنطقة الصناعية»، بعد شيوع أنباء عن نية شركة جديدة استغلال المستودع. وعاد عمال الشركة للاعتصام بعد أكثر من ثلاث سنوات على الاعتصام المطول الذي خاضوه سابقا دون التوصل بمستحقاتهم. وكانت شركة النقل الحضري والقروي مَدينة بمستحقات مالية بلغت مئات الملايين لأزيد من 56 من عمال الشركة من السائقين والمساعدين وبعض الإداريين. وفوجئ العمال باحتلال المستودع في المنطقة الصناعية في بني ملال رغم صدور حكم من المحكمة التجارية في مراكش، حيث عمد المالك الأصلي للشركة إلى بيع العقار موضوع التصفية القضائية المخصص كمستودع للحافلات ومحطة للبنزين لطرف أجنبي بمقتضى رهن رسمي، لكنّ الغريب أن الشركتين المشتريتين تعودان إلى نفس الشخص البائع الذي كان يهدف من وراء عملية البيع إلى التخلص من العمال. وعاد عمال شركة النقل الحضري والقروي في بني ملال إلى الاعتصام في مستودع الشركة للمرة الثانية بعدما اختفى المُشغِّل، وخلّف وراءه أسطولا من الحافلات وعددا من العمال «وراءهم جيش من الأفواه تنتظر الطعام». وكانت «المساء» قد زارت المعتصمين ونقلت صورا مأساوية لعمال كانوا بالأمس القريب يواجهون تكاليف الحياة و»يصبرون» على ظروف العمل القاسية، ليجدوا أنفسَهم عرضة للبطالة والتشريد، حيث تحولت حافلات النقل الحضري والقروي إلى «قصة من الزمن الماضي» بعدما «أصبح العمال أمام ثلاثة خيارات فقط: «الحصول على أرزاقنا، أو السجن، أو الموت دون ذلك»، كما قال أحد العمال. ويحكي السائق «عمر» عن معاناته «بعد هروب المشغل وتملصه من أداء أجورنا، لقد كنت أعمل، كزملائي، 16 ساعة يوميا مقابل 2900 درهم، وأكتري بيتا ب1000 درهم، هددني مالكه بالافراغ بعدما تخلّفتُ عن أداء أجرة أربعة اشهر، قبل أن أفرِغ السكن بالفعل وأصبح، أنا وأطفالي، رهن الضياع». ويستغرب العمال المعتصمون كيف تم بيع المستودع المقام على عقار مملوك أصلا لبلدية بني ملال، رغم أنهم ينتظرون تنفيذ قرار بتعويضهم مبلغ 360 مليون سنتيم كتعويض من الشركة السابقة، حيث طالبوا وزير العدل ورئيس الحكومة بالتدخل لوضع حد لمأساتهم ولحماية حقهم الذي أصبح مهددا. كما استغرب العمال ما جاء في عقد ملكية المستودع من كونه أرضا عارية، بينما هو في الواقع مستودع مخصص للحافلات كانت تستغله شركة «سوتيرب» منذ 1990، بعد تسلمه من البلدية، وأنشات فيه محطة للبنزين ومخزنا لغسل الحافلات وتغيير الزيوت ومسجدا ومكتبين للمحاسبة، فيما أحيط العقار بسور عالٍ. وكان مصدر من عمالة بني ملال قد أكد، في وقت سابق، في تصريح ل»المساء»، أن العمالة بصدد الإعلان عن طلب عروض لتشغيل الشركة من طرف الخواص»، مؤكدا «حرص مصالح العمالة على ضرورة إيجاد حل للسائقين المعتصمين، بمنح الامتياز لشركة نقل قادرة على إدماجهم، وهو ما سيتضمنه دفتر التحملات بعد تلقي العروض بالاتفاق مع كل الشركاء وضمان حقوق جميع الأطراف»، لكن استمرار الوضع المعلق للعمال جعلهم يعودون من جديد إلى الاعتصام.