أخرج العطش، يوم الثلاثاء الماضي، مجموعة من سكان دواوير تابعة لإقليمالصويرة للاحتجاج (تابعة للدوائر الانتخابية 01، و02 و08 ) في وقفة احتجاجية رافقتها مسيرة احتجاجية للسكان المتضررين من «موجة العطش» و»شح المياه» التي تعرفها المنطقة بسبب الجفاف، وشارك فيها أيضا مستشاران جماعيان، الطيب أمكرود عن الدائرة 02 وأحمد ومزوغ عن الدائرة 08 بجماعة إيمي نتليت. ونظمت الوقفة الاحتجاجية في موقع إحدى الآبار الجماعية بعد إقدام الرئيس من جانب واحد، ودون أخذ رأي المجلس، على التصرف في البئر الجماعية الموجودة بجانب منزله وملكه المحفظ. وهي البئر المنجزة ضمن مشروع صادق عليه مجلس جماعة إيمي نتليت سنة 2009 وحفرت في بداية سنة 2010 وفوتت صفقتها بتاريخ 14 يونيو 2012 بمبلغ 76 مليون سنتيم، والتي كان من المفترض أن تزود بموجبها الجماعة سكان دواوير الدوائر الانتخابية 01 ، 02 و 08 بالماء الشروب، وتتضمن بناء خزانين ومد القنوات إلى دواوير أيت حساين، أيت حماد، بوزرو، إدعثمان، إدلحرش، والتي تقدر ساكنتها بحوالي 2000 نسمة، وهي الصفقة التي لم تعرف طريقها إلى التنفيذ، يقول الطيب أمكرود ل«المساء». وطالب السكان الجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا بتزويدهم بالماء الصالح للشرب، بعد أن نضبت الآبار التقليدية وتحولت حياة ساكنة هذه الدواوير إلى جحيم بسبب مسيرات طويلة للبحث عن الماء، وهي رحلة غالبا ما يقوم بها الأطفال والنساء قاطعين مسافات قد تصل إلى عشرة كيلومترات من أجل جلب بضعة لترات من الماء لا تكفي لإطفاء عطشهم. وأكد أمكرود أن هذه المسيرة والوقفة الاحتجاجية جاءت بعد احتجاجات يوم ال31 من يوليوز الماضي بدوار بوزرو، و2 غشت ببهو قيادة سميمو، احتجاجا على ما وصفه ب«تبخر» وعود كل من عامل إقليمالصويرة لأعضاء مجلس جماعة إيمي نتليت في لقاء يوم 12 يوليوز الماضي، ووعود قائد قيادة سميمو للساكنة يوم 2 غشت الجاري، والتي تمحورت في مجملها حول إيجاد حل عاجل لمعضلة الغياب التام للماء الشروب بأغلب دواوير الجماعة، يضيف المصدر ذاته. وفي ظل هذه الظروف نظم المحتجون خلال الشهر الماضي، أيضا، بمركز إيمي نتليت تزامنا مع السوق الأسبوعي مسيرة شعبية عفوية توجت بوقفة أمام مقر الجماعة وببهوها، وهي المسيرة التي شارك فيها عشرات المواطنين حاملين لافتات منددة بالوضع الفقير للسكان، لتنطلق المسيرة من أمام مقر الجماعة حيث جابت مركز إيمي نتليت مطالبة بمحاسبة المسؤولين عنه . ويطالب السكان بمد دواويرهم بالبنيات التحتية الأساسية وتسهيل الولوج إلى الخدمات الاجتماعية عبر توفير الماء الصالح للشرب، وتعبيد طريق زاوية سيدي محند أوسليمان الجزولي، وفك العزلة عن ساكنة دواوير الشمال وإصلاح الطرق والمسالك وتزويد المركز الصحي البئيس بالمركز بطبيب وممرضة. كما يطالبون بإيفاد لجان تحقيق وافتحاص مركزية للوقوف على أوضاع الجماعة المالية وإجراء خبرات على مختلف ما أنجز بها من مشاريع قالوا إنها «وهمية». وفي اتصال سابق برئيس الجماعة، صرح ل«المساء» بأن الجماعة هي من بين أفقر الجماعات في المغرب، مضيفا أن ما يقع بالمنطقة يدخل في إطار الحسابات السياسية لا أقل ولا أكثر.