دعا إبراهيم المرزوقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، السلطات القضائية إلى فتح تحقيق عاجل في الاعتداء الذي تعرض له طاقم قناة «الأولى» بمدينة مكناس، عندما كان يقوم بتغطية حريق بإحدى المؤسسات الصناعية نهاية الأسبوع الماضي. واستنكر المرزوقي «الهجوم الذي تعرض له الزميل عبد السلام الخلوي والمصور إبراهيم الغوتي من قبل مجموعة مدججة بالأسلحة البيضاء، مسخرة من طرف إحدى وحدات إنتاج المواد الغذائية بمكناس، وهو اعتداء على حرية الصحافة، كما أنه اعتداء على الحق في الوصول إلى المعلومة الذي يكفله الدستور». وشدد المرزوقي على «ضرورة اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها أن ترد الاعتبار للزميلين والجسم الإعلامي ككل، خاصة أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث سبق لمصورين وصحافيين من القناة أن تعرضوا لاعتداءات مماثلة أثناء قيامهم بعملهم، وعلى التحقيق القضائي أن يذهب إلى أبعد مستوى حتى يكون عبرة لكل من سولت له نفسه القيام بمثل هذه الاعتداءات». وجاء في تفاصيل الحادث، حسب رسالة موجهة إلى النقابة الوطنية لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أنه بعد الشروع في التقاط أولى صور الحريق من خارج أسوار المؤسسة الصناعية، فوجئ الصحافي والمصور بأحد المسؤولين بالمؤسسة يهددهما بشكل صريح بالضرب والتعنيف، جراء إقدامهما على التقاط تلك الصور. وبعد مرور وقت وجيز على وعيده، وبعدما كانا يستعدان لمغادرة مكان الحريق، خوفا من تنفيذ التهديدات، فوجئ طاقم القناة بمجموعة من الأشخاص كانوا يرافقون هذا المسؤول بداخل المؤسسة، حيث قاموا بمحاصرتهما وهم في حالة هسترية حاملين عصيا وأدوات حادة . وأوضحت الرسالة أنه خوفا من تنفيذ التهديدات، اضطر طاقم القناة للاختباء داخل مؤسسة صناعية مجاورة لمكان وقوع الحريق لمدة تقارب نصف الساعة، وبعد ذلك خرجا ليفاجآ بنفس الأشخاص مازالوا يتربصون بفريق القناة، والذين أكدوا أنهم مدفوعون من طرف مسؤول بنفس المؤسسة الصناعية. وبينما كان فريق القناة يتجه نحو البوابة الرئيسية للمصنع، لأخذ الإذن بالدخول لتصوير جناح الحريق، فوجئ موفدا القناة ب«عصابة» مدججة بالأسلحة البيضاء تضم مجموعة من الأشخاص يحاصرون طاقم القناة، حيث اقتحموا السيارة وهم في حالة هيجان، ومارسوا على الفريق مختلف أشكال التهديد والسب والإهانة، قبل أن يعمدوا إلى مصادرة معدات ووسائل العمل، وإدخالها إلى المؤسسة الصناعية. وبعد اتصال الفريق الصحفي للقناة برئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس، حضرت عناصر من الأمن الوطني إلى عين المكان، وباشرت تحرياتها حول حادث الاعتداء، ليتأكدوا بعد ذلك من أن المعدات توجد لدى إدارة المؤسسة، حيث قاموا بإنجاز محضر، تسلموا بموجبه تلك المعدات من طرف مدير الإنتاج بالمؤسسة، الذي أكد بدوره لعناصر الأمن أنه تسلمها من إدارته.