الرباط -مصطفى الحجري تعتزم ساكنة الجماعة القروية «سيدي بوبكر الحاج» والدواوير المجاورة لها تنظيم مسيرة احتجاجية صوب ولاية القنيطرة للمطالبة بوضع حد لمعاناتها مع العطش، بعد أن قامت بعض العائلات النافدة في المنطقة بتحويل مجرى منبع طبيعي للمياه لتنفرد باستغلالها في سقي ضيعاتها الفلاحية. واستنكرت فعاليات حقوقية تحدثت إليها «المساء» صمت السلطات المحلية والمجلس المنتخب ازاء عملية السطو التي طالت مياه «عين» طبيعية يناهز عمرها قرنا من الزمن وتعتبر مصدر المياه الوحيد في المنطقة وتحقق اكتفاء ذاتيا للسكان ومواشيهم والمحاصيل الفلاحية، بحكم صبييها القوي. وأصبحت ساكنة «سيدي بوبكر الحاج» ملزمة بأن تقطع عشرات الكيلومترات من أجل الحصول على براميل صغيرة من المياه لقضاء حاجاتها الضرورية، بعد أن نضب صبيب العين الذي تحول مجراه بشكل كلي لصالح محظوظين في المنطقة. وحمّل عدد من ساكنة المنطقة المسؤولية للسلطات، التي لم تتفاعل مع الشكايات التي قُدّمت لمسؤولين في العمالة من أجل إيفاد لجنة مختصة لإيجاد حل وتطبيق القانون في حق المتطاولين على العين. وكانت عدة دواوير في المنطقة، وخاصة دوار «أولاد عمار زويتن»، قد نظمت في وقت سابق وقفات احتجاجية ضد بعض الأشخاص والعائلات التي سطت على العين، المصدر الوحيد للمياه في المنطقة، خصوصا أن ربط المنازل بالمياه الصالحة للشرب في الدواوير المذكورة اقتصر على عائلات بعينها موالية لرئيس الجماعة، أما باقي الدواوير ففُرِضت عليها مبالغ مالية تعجيزية تقارب 8000 درهم للاستفادة من الربط بالماء، حيث تعذر عليها الانخراط في هذه العملية، لتنخرط، بالمقابل، في عمليات احتجاجية متواصلة شاركت فيها النساء والأطفال والشيوخ بحمل قنينات وبراميل فارغة وترديد شعارات تندد بتجاهل السلطات مطالبهم المشروعة بفتح تحقيق نزيه في الموضوع وإعادة فتح العين من جديد.. وناشد المحتجون الملك التدخل من أجل إنقاذهم من «الحكرة» المُمارَسة عليهم بعد حرمانهم من المياه من طرف عائلات ذات نفوذ وتجاهل السلطات مشاكلَهم.