شب حريق مهول في محل تجاري لبيع الملابس الجاهزة، والمنتجات النسائية، وألعاب الأطفال بشارع علال الفاسي بمراكش، يوم الجمعة الماضي، مما خلف خسائر مادية كبيرة، تمثلت في إتلاف كمية كبيرة من الملابس والأثاث، إضافة إلى انتشار الخوف والهلع وسط سكان العمارة وأصحاب باقي المحلات المجاورة، التي طالها الدخان الكثيف، عبر النوافذ والأبواب. وبحسب معطيات حصلت عليها «المساء» من شهود عيان، فإن الحريق اندلع في حين غفلة من صاحب المحل الذي فوجئ بالنيران التي بدأت تنبعث من أحد جوانب المحل، قبل أن تتطور إلى كومة كبيرة من النيران، فقد السيطرة عليها مما حذا به إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من لهيب النيران. وقد أحدث الحريق حالة من الهلع في صفوف أصحاب المحلات المجاورة، وكذا العيادات الطبية الموجودة فوق المحل المذكور، بعد أن بدأ الدخان ينبعث من المنطقة السفلية، نحو النوافذ، مما جعل السكان وبعض المرضى، وأصحاب العيادات يغادرون الشقق هربا من أي سوء يمكن أن يلحق بهم. وقد زاد من حالة الخوف انفجار بعض قنينات العطور بفعل الحرارة المرتفعة، مما يحدث صوتا رهيب أعاد الانفجارات الإرهابية إلى أذهان المواطنين الذين تجمهروا حول الحادث. وبعدما لم تفلح مجهودات عدد من المواطنين وأصحاب المحلات المجاورة، الذين غادروا محلاتهم لإخماد الحريق، بادر أحد أصحاب المتاجر المجاورة للمحل المشتعل بإخبار مصالح الوقاية المدنية، التي هرعت إلى مكان الحادث، مجهزة بكل تقنيات التدخل، الذي كان عاجلا نظرا لخطورة الوضع، وقرب ثكنة رجال الإطفاء من مكان الحادث، حيث شرع رجال الوقاية المدنية في صب كميات كبيرة من المياه، والتدخل لإنقاذ أصحاب المحلات من النيران، وتطويق اللهيب كي لا يطال باقي المحلات، ولم يتأت لهم ذلك إلا بعد أزيد من ساعتين ونصف، نظرا لقوة الحريق الذي اندلع، وكذا الحرارة المرتفعة، التي تشهدها المدينة الحمراء هذه الأيام. وبعد أن سيطرت عناصر الوقاية المدنية على الحريق، الذي لم يخلف إصابات أو خسائر بشرية، ما عدا إصابة أحد عناصر الوقاية بحروق خفيفة في رجله اليسرى، شرعت المصالح الأمنية في التحقيق حول ملابسات الحادث، الذي استنفر عددا من الأجهزة الأمنية، للوقوف على أسباب الحريق. واستنادا إلى المعطيات الأولية، التي توصلت إليها المصالح الأمنية فإن الحريق هو نتيجة تماس كهربائي.