أتى حريق مهول على دكاكين بسوق الخميس بمراكش، وخلف وراءه خسائر مادية ليست بالقليلة. لم يكن أحد الباعة بالسوق الشهير بالمدينة يتوقع أن إعداده لوجبة الغداء، صباح أول أمس الخميس، داخل محله سيتسبب في حريق سيشب في ثمانية دكاكين ومحلات لبيع الآثات المنزلي بالسوق الشعبي القريب من ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز. فبينما كان البائع يعد وجبة الغداء إذا بلهيب النار يسري على حين غفلة منه في الخشب الذي كان يؤثث المحل. لم يستطع صاحب المحل احتواء النيران التي اجتاحت المحل بأكمله ليستسلم ويفرَّ هاربا، ولتنتقل النيران إلى باقي المحلات المجاورة، عندئذ سيصبح الوضع شبيها بكارثة كبيرة ستضرب السوق الشعبي الذي يعتبر مورد رزق للعديد من الأحياء الشعبية بالمدينة الحمراء. وعمد أصحاب المحلات في إطار التكافل الذي يطبع علاقاتهم إلى تقديم يد المساعدة لرفقائهم، حيث بدؤوا بجلب الماء ومحاولة إخماد النيران التي شبت في المحلات وكذلك التي بدأت تطالها النيران، بينما قام البعض باستدعاء رجال الوقاية المدنية، هذه الأخيرة التي أتت على الفور إلى مكان الحادث معززة بطاقم كبير من رجال الوقاية المدنية، إذ شرعوا في القيام بإخماد النيران ومحاولة تطويق وتأمين باقي المحلات خوفا من انتقال لهيب النيران إليها، والتي تحوي سلعا تقدر قيمتها بالملايين، وتشكل مورد رزق المئات من الأسر. بعد أزيد من ربع ساعة، بدأ رجال الوقاية المدنية يسيطرون على النيران وعلى الوضع داخل السوق الشعبي، الذي يستقطب ذوي الدخل المحدود وكل من اكتوى بلهيب الأسعار المرتفعة في الملابس والأثاث المنزلية، وتمكن رجال الوقاية المدنية من الدخول إلى السوق بدل الاقتصار على إخماد النيران من على سطح السوق. وتفقد الوضع، الذي استنفر محمد امهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، والكاتب العام الجديد ومختلف المصالح الأمنية التي شرعت في إجراء تحقيق حول أسباب وملابسات الحادث. امهيدية وقف بالقرب من رجال الوقاية المدنية وحاول تفقد الوضع قريبا من المواطنين، حيث بدأ يسأل تارة رجال الوقاية المدنية لمعرفة درجة الخسائر، ويسأل تارة أصحاب المحلات حول الأسباب ويطمئنهم على محلاتهم التي يتطلعون لمعرفة مصيرها. وبحسب معلومات أولية حصلت عليها «المساء» من مصادر لها علاقة بالتحقيق، فقد بلغت خسائر الحريق، الذي لم يخلف خسائر في الأرواح، 9 ملايين سنتيم، تمثلت في إتلاف بعض الآلات والأثاث التي كان يعرضها بعض الباعة.