- كيف تنظرون إلى المعطيات التي تضمنها التقرير الأخير للمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا حول الدعارة في المغرب والأرقام الواردة فيه؟ < في الحقيقة هو تقرير يكشف حقائق مهمة وخطيرة بخصوص ظاهرة الدعارة في بلادنا وتجارة الرقيق الأبيض، وقد سبق لنا في مرات عدة أن قرعنا ناقوس الخطر من استفحال هذه الآفة في المغرب، وسقنا أدلة ومعطيات حول الموضوع، ولكن ما تضمنه التقرير الصادر عن المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا خطير جدا وبمثابة إنذار، خصوصا في ما يتعلق بسن الفتيات المغربيات اللواتي يمارسن هذه الظاهرة، وأنا هنا أرفض اعتبار الدعارة عملا، كما تشير بعض التقارير مثلا إلا أن الدعارة ليست عملا، ووصفها بذلك يسبغ عليها نوعا من المشروعية بطريقة غير مباشرة وغير واعية، الدعارة ليست عملا بل هي تجارة في الرقيق الأبيض وفي تجارة الأجساد وامتهان كرامة الإنسان وقيمة المرأة والطفل وضرب كل القيم المتعارف عليها. تدر هذه التجارة على المستوى الدولي مداخيل ضخمة تأتي في الدرجة الثانية بعد تجارة الأسلحة في العالم، وهذا يعني أن هناك شبكات دولية تشتغل في هذا المجال ولها أياد تمتد في العديد من البلدان، والمغرب من بين هذه البلدان التي أصبحت للأسف الشديد مرتعا لهذه الشبكات، وقد سبق لنا في الرابطة الديمقراطية لنساء المغرب أن طالبنا بإنشاء مؤسسة لمحاربة الدعارة لأننا نعتبرها شكلا من أشكال العنف الممارس على المرأة والقاصر. - كيف تفسرين أن بعض المدن المغربية أصبحت مقصدا للدعارة معروفا على النطاق العالمي؟ < نحن مع السياحة من حيث المبدأ، فبلادنا ليست مصدرة للبترول، ذلك أن السياحة تدر على ميزانية الدولة مداخيل مهمة، إنما نحن ضد السياحة الجنسية التي تسعى إلى تحويل بلادنا إلى قبلة لكل الراغبين في شراء الأجساد وامتهان كرامة المواطن المغربي، والصحافة المغربية أصبحت اليوم مليئة بأخبار هذه القضايا التي تحصل في بعض المدن السياحية، بل إن بلادنا أصبحت معروفة في بعض المدن العربية الأخيرة كمصر والأردن، بوصفها بلدا مصدرا للأجساد، مما يؤثر على صورتنا في الخارج، لكن ما نلاحظه للأسف الشديد هو أن هناك غيابا لأي إجراءات قانونية صارمة لمحاربة هذه الظاهرة، بل نرى أنه في القضايا التي يتم فيها اعتقال أفراد يمارسون الدعارة يتم الإفراج عن الرجل، ولذلك طالبنا في الرابطة الديمقراطية لنساء المغرب بتجريم الزبون أيضا، كما فعلت السويد، وكان لذلك أثر إيجابي في الحد من الظاهرة، رغم أن ظاهرة الدعارة في السويد ليست بالحجم الموجود في بلادنا. - كيف يمكن وضع خطة للتحسيس والتوعية بمخاطر هذه الظاهرة؟ < يجب التفكير في خطة شمولية وصارمة لمكافحة ظاهرة الدعارة في المغرب، لأن الأمر تجاوز كل الحدود، ولم يعد الأمر يقتصر على النساء بل تعداه إلى الأطفال القاصرين، فالأمر لا يخص الدعارة فقط بل أصبحت هناك دعارة الأطفال، أو البيدوفيليا، وما لم يتم وضع خطة حقيقية للتوعية والتحسيس وإجراءات صارمة لمحاربة الظاهرة فإننا سنجد أن الوقت قد فاتنا. *رئيسة الرابطة الديمقراطية لنساء المغرب