تحول حي تابريكت، في مدينة سلا، أول أمس إلى مسرح لمطاردات ومواجهات بين «حومتين» شارك فيها حوالي 35 شخصا، معظمهم من القاصرين، استُعمِلت فيها الأسلحة البيضاء والهراوات والحجارة والماء الحارق.. وذكر شهود عيان أن الصراع نشب بين «حومتين» مباشرة بعد صلاة التراويح، إثر تعرض أحد القاصرين لطعنة سكين في وجهه، الأمر الذي دفع رفاق دربه إلى إعلان «حالة استنفار»، حيث تحوّل سور إحدى الحدائق المهجورة إلى «مستودع» تجمّع فيه أزيد من 18 شخصا معظمهم من القاصرين قاموا بفرز «الأسلحة» التي سيستخدمونها، ومنها سيوف وسكاكين وحجارة وهراوات تحمل مسامير.. فيما قام بعضهم بوضع لثام على وجهه قبل تنفيذ «غارة» على الحومة التي ينتمي إليها المعتدي، ما خلّف حالة من الرعب في المكان، كما قام المشاركون في هذه المواجهات بتدوين كتابات حائطية تحمل أسماء الدروب التي ينتمون إليها وتتوعد بالمزيد من الهجمات. ووفق ما ذكر مصدر مُطّلع، فإن تدخل مصالح الأمن في الوقت المناسب حال دون أن تتطور الأمور إلى الأسوأ ومكّن من تجنب حدوث إصابات بشرية أو خسائر مادية، حيت انتقلت إلى عين المكان سيارات تابعة للشرطة القضائية عملت على ملاحقة الجناة بإشراف ميداني لرئيس المنطقة الأمنية، مولود أخويا، وهو ما أسفر عن اعتقال ثلاثة أشخاص، وجهت لهم تهمة إحداث الفوضى في الشارع العام والتهديد بالسلاح الأبيض. وأكد مصدر مُطّلع أن الموقوفين الثلاثة ستتم إحالتهم على العدالة فور انتهاء التحقيق معهم، في الوقت الذي مازالت التحريات متواصلة لاعتقال باقي المتورطين في هذه المواجهات. وكانت مصالح الأمن في سلا قد عمدت، في شهر رمضان الجاري، إلى تكثيف الانتشار الأمني وإشراك جميع العناصر الأمنية، بما فيها قوات التدخل السريع، حيث تمكنت، في الخمسة أيام الماضية، من اعتقال 600 شخص تم تقديمهم للعدالة، بعد ثبوت تورطهم في جرائم مختلفة، منهم شخص تم اعتقاله في حي الانبعاث الشعبي وعثر في حوزته على 900 قرص مهلوس كانت مُعَدّة للبيع.. بعد أن تمكّنت، قبل ذلك، من حجز كمية أخرى تقدر ب1000قرص داخل «براكة» مهجورة.