اعتقلت الشرطة في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء/ الأربعاء صاحبة أشهر فندق غير مصنف معد للدعارة في وسط مدينة فاس. وأشارت المصادر إلى أن عناصر الشرطة التي كانت تترصد صاحبة الفندق، قامت بضرب طوق على سيارتها الفارهة بالقرب من محل «شواية»، ولم تنفع محاولات صاحبة الفندق في التخلص من قبضة رجال الشرطة الذين عمدوا إلى تصفيدها، واقتيادها إلى مخفر ولاية الأمن للتحقيق معها في ملف الفندق الذي سبق للسلطات أن داهمته واعتقلت عددا من مرتاديه، والحراس المشرفين عليه، فيما تمكنت صاحبة الفندق من الفرار، وانتقلت للاختباء في بلدة إيموزار حيث تملك فندقا آخر يتهم بدوره بكونه من الفنادق المعدة للدعارة. وراكم فندق «الباشا» بأحد الشوارع الرئيسية بفاس شهرة واسعة في عالم الدعارة. وعادة ما تكون الساحة المقابلة له مسرحا لمفاوضات مفضوحة بين بائعات الهوى والزبناء، قبل أن يتوجها إلى الفندق. ويؤدي الزبون لمسيري الفندق 200 درهم، مقابل أن تحجز له غرفة خاصة، رفقة خليلته، لمدة ساعة من الزمن. ويقصد الفندق عدد كبير من الذين يرغبون في استكمال الليلة مع بائعات الهوى، بعد أن تبدأ في الحانات التي تزخر بها المدينة. وتقدم لزبائن الفندق ضمانات كثيرة، منها عدم الإدلاء بأي وثائق هوية، وتجنيبهم مداهمات محتملة لرجال الأمن. وتقدم صاحبة الفندق في السابق على أنها تتمتع بنفوذ قوي، لأن فندقها لم يسبق أن تعرض لأي مداهمة ولسنوات طويلة، بالرغم من أن عددا من الصحف قد كتبت عنه. وقبل ذلك، سبق للشرطة أن داهمت فيلا بوسط المدينة، واعتقلت صاحبتها، وعددا من مرتاديها، وهم شبه عراة، وتم تقديمهم إلى المحكمة في حالة اعتقال بتهم تتعلق بالفساد والخيانة الزوجية. وتعتبر هذه الفيلا بدورها من الفيلات المشهورة في عالم الدعارة بالمدينة. وتخضع في تدبير شؤونها لنفس المنطق الذي يعمل به فندق «الباشا». ويقصد هذه الفيلا زبائن من الطبقات الميسورة، بخلاف الفندق الذي يقصده زبائن من الطبقات الفقيرة، والقادمون من ضواحي الجهة. وتقدم صاحبة الفيلا بدورها على أنها صاحبة نفوذ. ولم يسبق أن تم اعتقالها، بالرغم من أن السلطات توصلت في السابق بشكايات عدة من السكان.