اتهم سكان دوار «البورصي» الصفيحي الذي يوجد في قلب الجزء الترابي الذي تتصارع عليه كل من جماعة أولاد الطيب القروية وبلدية فاس، السلطات المحلية ب«الإهمال». وقال رئيس ودادية الحي، الحسين علا، إن الساكنة تلجأ في عز الصيف، في غياب الربط بالكهرباء، إلى تسول قنينات الماء الصالح للشرب الباردة لدى الجيران من الفلاحين المحاذين للدوار الذي يعود إلى فترة ما قبل الاستقلال. ويعد هذا الحي الصفيحي قلعة للاتحاد الاشتراكي، وكانت أصواته وراء حسم معارك انتخابية لعدد من برلمانيي هذا الحزب بدائرة فاس الجنوبية، ومنهم الوزير السابق، محمد الشامي. وكان يتبع قبل انتخابات 2009 لجماعة أولاد الطيب القروية وألحق بعد ذلك بالمجال الحضري لفاس، لكنه ظل يعيش بدون كهرباء. ويملأ سكانه قنيناتهم من المياه الصالحة للشرب من سقايات عمومية. سكان دوار «البورصي» سبق لهم أن تصدروا صفحات الجرائد الوطنية في السنة الماضية بعدما أقدموا على اقتحام مقر مقاطعة سايس، للمطالبة بتزويد حيهم الصفيحي بالكهرباء، في إطار ما يعرف بالربط الاجتماعي، في انتظار اتخاذ قرار إعادة إسكانهم في المنطقة ذاتها. وتدخلت عدد من وجوه حزب الاستقلال بالمدينة لإطفاء نار هذه الاحتجاجات، ومنح لهم رئيس المقاطعة، حميد فتاح، رخصا للربط بالكهرباء، لكن الأمور ظلت عالقة لحد الآن. وتدخل رئيس جماعة أولاد الطيب، رشيد الفايق، على خط هذه الاحتجاجات، ومنح عددا من الأسر رخصا للربط بالكهرباء باسم الجماعة التي يترأسها، معتبرا بأن هذه الجماعة القروية هي التي لها الحق في منح هذه التراخيص بالنظر إلى أن الدوار يتبع لها من الناحية الإدارية، بالرغم من أنه ألحق انتخابيا بالجماعة الحضرية لفاس. وجمد مكتب الكهرباء هذه الملفات، وبرر الوضع بضرورة إعداد دراسة تقنية حول العملية، قبل بدء الإجراءات الإدارية العادية.