يلوح اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، المنتظر عقده مساء اليوم الأربعاء بالمركز العام، ساخنا ومصيريا في ظل استمرار مظاهر تجييش عبد الواحد الفاسي وحميد شباط، المتنافسين على منصب الأمين العام للحزب لأنصارهما. مصادر من اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي لم تستبعد أن يتحول اجتماع اليوم إلى ساحة لتبادل الاتهامات والهجمات بين معسكري شباط والفاسي، مشيرة إلى أن معركة جديدة ستندلع بينهما خاصة على مستوى الحسم في التحضير وتحديد تاريخ انعقاد دورة المجلس الوطني، التي ستحسم في اسم الأمين العام الجديد وأعضاء اللجنة التنفيذية. وفيما سيكون اجتماع اللجنة مناسبة للحسم في عملية انتخاب الأمين العام وعدد المرشحين وضبط العملية بتفاصيلها بما فيها لائحة المجلس الوطني وطرق التصويت، ينتظر أن يغيب عن الاجتماع محمد الأنصاري، رئيس المؤتمر السادس عشر، وأحد أعضاء اللجنة الخماسية التي توصلت الأسبوع الفائت إلى اتفاق هدنة بين المتصارعين على الأمانة العامة، بسبب إدخاله إلى إحدى المصحات لإجراء عملية جراحية. إلى ذلك، شن عبد الحق التازي، عضو اللجنة التنفيذية الأسبق، ورئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين سابقا، هجوما حادا على شباط وأنصار ه، داعيا خلال كلمة ألقاها، خلال حفل إفطار أقيم مساء الأحد الفائت بفيلا حسن السنتيسي، رئيس المجلس البلدي لبرشيد وأحد أرباب الصيد في أعالي البحار بالبيضاء إلى تطهير حزب «سيدي علال» من «الشعوذة والمشعوذين». فيما طالب أحد أعضاء المجلس الوطني من جهة جهة تادلة أزيلال برأس عبد القادر الكيحل ومحاكمته بسبب «ما اقترفه حينما قدم من الرباط إلى بني ملال لانتزاع عضوية اللائحة الوطنية التي أوصلته إلى مجلس النواب». من جهة أخرى، خرج عبد الواحد الفاسي من لقاء الدارالبيضاء الذي عقد الأحد الماضي بإعلان دعا فيه عضوات وأعضاء المجلس الوطني إلى إنجاح «هذه المحطة الدقيقة والحاسمة في مسار حزبنا والبلاد عبر اختيار جادة العقل والإنصات لصوت الضمير والمسؤولية والاصطفاف إلى جانب المشروع الذي يوحدنا واللحمة التي تجمعنا كاستقلاليات واستقلاليين». ودعا الفاسي الاستقلاليين إلى «تعاقد للمستقبل من أجل الحزب والوطن» صونا «للثوابت والقيم ومقومات الفكر التعادلي، التي تصنع هوية حزب الاستقلال وتؤسس لمشروع مجتمعي متجذر في التربة المغربية، يقوم على الإسلام بتعاليمه السمحة، والدفاع عن الوحدة الترابية، والتشبث بالملكية الدستورية». وقال نجل مؤسس الحزب في إعلان الدارالبيضاء إن هذا التعاقد يأتي تثمينا لما يمثله الحزب ب«رصيده الوازن، وتوجهه الوسطي، ومكانته المؤثرة في الحياة السياسية الوطنية، في خدمة الاستقرار والسلم المجتمعي والمصلحة العليا للوطن». هذا الإعلان ترافق مع تأسيس اللجنة الوطنية للشباب الاستقلالي بالدارالبيضاء تضم 23 عضوا، من بينهم16 من أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء المجلس والوطني وأعضاء اللجنة المركزية.وقد تم تكليف هشام ولد الداغرية بمهمة المنسق العام، والذي أكد بأن هذه اللجنة لن تكون بديلا للشبيبة الاستقلالية، وأنها جاءت لتنادي بالتصحيح بعد أن أساءت بعض التصرفات الانتهازية لصورة الحزب ولمكانته داخل المشهد السياسي.وأضاف أن هدف هذه اللجنة هو عودة الديمقراطية داخل هياكل الحزب. وتستعد اللجنة للعب دور محوري في دعم الفاسي لتقلد منصب الأمين العام لحزب الاستقلال عن طريق ما وصفه المؤسسون ب»الأساليب الديمقراطية» من خلال «حملة نظيفة تستهدف الاستقلاليين الأحرار المتشبثين بأخلاق الحزب ومبادئه العليا والتحذير من مغبة استغلال صفة المسؤولية القيادية في الشبيبة لغرض الخوض في غمار الحملة التنافسية على الأمانة العامة». وأضافوا أن الإعلان عن هذه اللجنة جاء من أجل «إخراج الشبيبة الاستقلالية من مستنقع الولاء والخنوع لرغبات الأشخاص وتقويم الاعوجاج الحاصل جراء بعض السلوكيات التي أضرت بصورة الشباب الاستقلالي».