دعا عبد الواحد الفاسي أنصاره إلى «انتفاضة لتطهير» الحزب مما وصفه «الانحراف المذهبي والانزلاقات» التي شهدها في السنوات الأخيرة. وقال الفاسي في لقاء عقد بحضور قرابة 400 شخص من أعضاء الحزب والمجلس الوطني، ببيت مفتش الحزب الراحل أنس بنغموش بسلا، إن «الجميع مدعو إلى التصدي لمحاولة إضعاف الحزب، وهو ما يمثل خطرا حقيقيا على المغرب، في حال ما نجح المخطط الذي يروم الاستيلاء على الحزب وارتهانه من قبل فئة لا تمثل سوى نفسها، ولا تقيم اعتبارا إلا لمصالحها». واستعمل عبد الواحد الفاسي خلال نفس اللقاء مصطلحات «حربية» أكدت أن الهدنة والمصالحة اللتين تم الحديث عنهما بمنزل غلاب قد انتهى مفعولهما، حيث كشف أمام مؤيديه أنه مستمر في السعي إلى الظفر بمنصب الأمانة العامة، وأن المعركة الحالية لا تمثل سوى مرحلة في حرب طويلة يتعين على الاستقلاليين الاستعداد لها، مشيرا إلى أن إعادة بناء الحزب لن تتحقق بانتخاب أمين عام جديد، بل تتطلب إعادة هيكلة شاملة للحزب يشارك فيها الجميع، وتتطلب التجند واليقظة حتى لا يتكرر ما حدث في الماضي القريب. وأوضح الفاسي أن البلبلة، التي أثيرت حول منصب الأمانة العامة، وظفت فيها أساليب ومنطلقات غير سليمة، كالحديث عن التوريث وأشياء أخرى، مشيرا إلى أنه لن يخسر شيئا في كل الأحوال بخلاف من يعتبر الترشح للأمانة مسألة حياة أو موت، في إشارة واضحة إلى حميد شباط. من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال محمد البوزيدي على أهمية اللحظة التاريخية التي يعيشها حزب الاستقلال، والتي سمحت بفرز واضح يفرض على الاستقلاليين الحسم في قناعاتهم، والإنصات إلى ضمائرهم، والمساهمة في ولادة جديدة لحزب الاستقلال تكون بمثابة علامة فارقة في تاريخ الحزب. وقال البوزيدي إن «دعمنا لعبد الواحد الفاسي رسالة إلى الجميع للتعبير عن هويتنا، واختيارنا للمبادئ والقيم». كما يمثل هذا الموقف تشكل جبهة للصمود في وجه كل المحاولات التي تحاول خلق مناخ للتوتر وشق وحدة الحزب. وفي نفس السياق، اعتبر خلدون الحسني، الكاتب الإقليمي لحزب الاستقلال، التأييد الذي يحظى به عبد الواحد على صعيد الأقاليم، وتزعمه انتخابات اللجنة التنفيذية في كل المؤتمرات السابقة، بمثابة استفتاء على أحقيته في قيادة الحزب في هذه المرحلة الحاسمة، فيما اتهم علال مهنين تيار حميد شباط بمغالطة الرأي فيما يتعلق بالاختيار الديمقراطي للحزب، الذي كان واضحا في جميع المحطات، داعيا إلى «التطهير الشامل» لتخليص الحزب من كل الممارسات التي أضرت بصورته، وانعكست على وضعه التنظيمي. وقد حذر تميم بنغموش من السقوط في فخ التوافقات التي يمكن أن تجهض المسار الحالي، محملا بعض قيادات الحزب المسؤولية، بعد اتهامهم ب«غض الطرف» عما تعرض له استقلاليو سلا من حيف وإقصاء، واصفا ما حدث بسلا طيلة أكثر من عقد من الزمن بالسيناريو الذي عمم في ربوع المغرب، وانتهى الأمر إلى محاولة تطبيقه في السباق نحو الأمانة العامة.