كادت عملية لتحرير الملك العمومي في سلا، أول أمس، أن تتطور إلى مواجهة مفتوحة بين الباعة المتجولين وأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، بعد أن تحول مسؤول أمني في الشرطة القضائية -عُيّن حديثاً- إلى طرف في الصراع. وفوجئ أعوان السلطة في حي «تابريكت»، في سلا، أثناء محاولتهم إجبار عدد من أصحاب العربات المجرورة بالدواب على إخلاء الطريق العام، بالمسؤول الأمني الذي ركن سيارة المصلحة وسط الطريق ونزل لشراء حبات من الطماطم من السوق، غير أن وصول عون سلطة إلى المكان ومطالبة البائع بالرحيل لم ترق لهذا المسؤول، ليطلب من عون سلطة الانصراف «قبل ما يْخلي دار بُوه».. وأمام إصرار هذا الأخير، الذي كان مصحوبا بعون آخر وبعدد من عناصر القوات المساعدة على أداء مهمته، احتشد عشرات الباعة والمارة وتعالت صيحات الصفير والاستهجان بين مُساند لعون السلطة ومُحتم بالمسؤول الأمني، الذي واصل تهجّمَه على القوات العمومية، وقام ب«سب» عدد من عناصر القوات المساعدة، كما توجه إلى عن السلطة بالقول «ما عرفتينش شكون أنا؟..أنا اللّي غادي ندّيك فين تْتربّى».. قبل أن يخرج هاتفه المحمول وهو يتوعد ويهدد. وأشارت مصادر متطابقة إلى أنه لولا تدخل بعض رواد مسجد قريب من المكان لشهد السوق مواجهة وفوضى عارمة بسبب «ترمضينة» المسؤول الأمني، التي وصلت أخبارها إلى كبار مسؤولي العمالة وإلى رئيس قسم الشؤون العامة وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين في المدينة، الذين قرروا مناصرته، حيث تلقى عون السلطة، المغلوب على أمره، اتصالا هاتفيا دقائق بعد ذلك للحضور على وجه السرعة إلى مقر الملحقة الإدارية وتم الضغط عليه من أجل تقديم اعتذار للمسؤول الأمني، إلا أن «المْقدم» رفض ذلك وأكد أنه كان يقوم بمهمته وأن «تصرف المسؤول الأمني غير مشرّف، ويعود إلى عقلية تنتمي إلى سنوات الرصاص»..