شهدت منطقة العيايدة في عمالة سلا، ليلة الجمعة الأخيرة، مواجهات عنيفة بين القوات العمومية وأصحاب العربات المجرورة نتج عنها إصابة عنصرين من القوات العمومية بجروح متفاوتة الخطورة. وقد جاءت هذه المواجهات بعد أن باشرت القوات العمومية عملية إحراق جميع العربات المجرورة بالدواب التي كانت مركونة في موقف خاص بها داخل تراب مقاطعة لعيايدة، في إطار حملة شنّتْها المصالح المحلية بهذا الخصوص لوضع حد لنشاط للعربات المجرورة في المجال الحضري. وعلمت «المساء» أن المواجهات، التي دامت حوالي ثلاث ساعات، أسفرت عن إصابات بليغة في صفوف رجال الأمن العمومي، نُقِل إثرها عنصران منهم على وجه السرعة إلى مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله في سلا لتلقي الإسعافات الأولية. وأضاف شهود عيان، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن أصحاب العربات المجرورة بدؤوا يرشقون بالحجارة رجال القوات العمومية، الذين كانوا يقومون بعلية إحراق عرباتهم. وأكد الشهود أن المواجهات خلّفت، إضافة إلى إصابات في صفوف القوات العمومية، خسائر مادية، حيث تم تخريب سيارتين تابعتين للقوات المساعدة وسيارتين تابعتين للجماعة. وحسب ما أكدت المصادر ذاتها، فإنه تم اعتقال ما يقارب عشرة أفراد في صفوف مالكي العربات المجرورة، على خلفية الاعتداء على رجال القوات العمومية، باستعمالهم الحجارة والسلاح الأبيض، وإلحاق أضرار بسيارات المصالح والسلطات المحلية. وحسب مصادر أخرى، فإن عملية إحراق العربات المجرورة بالدواب، التي بلغت حصيلتها أزيد من 40 عربة تم إتلافها ونقل الدواب إلى المستودع، جاءت إثر شكاية تقدمت بها عدد من النقابات وجمعيات المجتمع المدني، تطالب فيها السلطات المحلية بوضع حد لنزيف العربات المجرورة التي تُخلّف، على الأقل، من أربعة إلى ستة قتلى سنويا وعشرات الجرحى، دون الحديث عن الفوضى التي تسببه، خاصة عرقلة السير في الشوارع. وفي اجتماع عقده مسؤولون في عمالة سلا، في بداية الأسبوع الماضي، مع الأطراف المشتكية، تمت مناقشة مشكل العربات المجرورة وأعطيت تعليمات لمباشرة عملية إحراقها ومحاربتها بشكل نهائي، وكانت البداية من منطقة «العيايدة» التي تعرف أكبر عدد من العربات المجرورة.