استنكر سكان جماعة هيلالة (ضواحي اشتوكة ايت باها) صمت السلطات الإقليمية إزاء تفاقم معاناتهم مع مشكل المياه، وقال عدد من السكان إن السلطات المسؤولة لم تكلف نفسها عناء زيارة المنطقة قصد الاطلاع على أوضاع المواطنين والوقوف على حجم معاناتهم اليومية مع مياه الشرب، خاصة مع اقتراب شهر رمضان حيث تزداد وتيرة الحاجة إلى هاته المادة الحيوية، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة التي تتميز بها المنطقة خلال فصل الصيف. وأضاف السكان أنفسهم أنه في وقت بادرت السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة إلى حشد كل الدعم لإنجاح بعض المهرجانات الصيفية، لم تعمل، في المقابل، على إرسال لجن محلية لتقييم الأضرار الحاصلة، في ظل أزمة العطش التي يعاني منها الأهالي للبحث عن حلول مستعجلة . واستطرد هؤلاء أن الأهالي باتوا يضطرون إلى اقتناء شاحنات صهريجية بمبالغ تصل إلى 500 درهم قادمة من ايت باها، وهو الأمر الذي يرهق كاهل العائلات بمصاريف إضافية، هذا في وقت اضطر معظم الأهالي إلى بيع مواشيهم التي تعد مصدر عيشهم الوحيد بأثمان جد زهيدة، رغبة منهم في التخلص منها قبل نفوقها. وأكد السكان المتضررون أن آمالهم معلقة على أحد المحسنين، الذي بادر مؤخرا، إلى وقف شاحنتين صهريجيتين وجعلهما رهن إشارة الساكنة، تعملان على نقل مياه الشرب إلى أهالى الدواوير المتضررة باعتماد نظام التناوب، هذا دون أن تتدخل السلطات المحلية لدعم هاته المبادرة الإنسانية من خلال المساهمة في توفير مادة الكازوال. يشار إلى أن جماعة هيلالة تعد واحدة من أفقر جماعات الإقليم القابعة وسط سلسلة الأطلس الصغير، وتضم أزيد من 5000 نسمة يعيش معظمهم من نشاط الرعي وبعض المزروعات المعاشية، ويعقد سكان المنطقة آمالا كبيرة على مشروع سد هيلالة الذي سيقام على وادي اوركا، ذلك أن من شأن هذا المشروع أن يلبي حاجيات المنطقة من مياه الشرب خلال مواسم الجفاف، وكذا حماية المناطق المجاورة من الفيضانات، كما حدث خلال السنوات القليلة الفارطة، حيث تضررت كل المناطق التي يجري خلالها وادي اوركا مما خلف أضرارا جد جسيمة قدرت بملايير السنتيمات.