تعيش السعودية هذه الأيام أزمة خادمات، بعد أن قررت مجموعة من الدول وقف تصدير خادماتها إلى هذا البلد وعدم الاعتراف بعقود العمل الخاصة بقطاع «الشغالات» المنزليات. نزل خبر وقف إمداد منازل السعوديين بالخدم والحشم القادم من شرق آسيا ومن مصر والسودان ودول عربية إفريقية كالصاعقة على رؤوس كثير من السيدات السعوديات اللائي استأنسن بخادمات يتحركن ب«التيلي كوموند»، وهن يمارسن هواية التجوال بين الفضائيات العربية، ونال منهن الكسل حتى أصبن بالسمنة. الخادمات الإثيوبيات هن الأفضل ضمن باقي الخادمات من كل الجنسيات، والمغربيات هن الأقرب إلى قلوب السعوديين من كل «الشغالات». يقول صحافي سعودي إن الإقبال على الخدم في شهر رمضان يرتفع، فالمرأة السعودية تفكر في الخادمة المؤقتة قبل التفكير في التسوق، لذا ترتفع أسعار «الشغالات» في هذا الشهر الكريم وقد تصل إلى مليون سنتيم بالعملة المغربية؛ أما أفراد الجالية المغربية فيتمنون إغلاق الحدود في وجه «الشغالات» القادمات من المغرب على غرار «الكوافورات» والمعالجات الطبيعيات وغيرهن من المحترفات لمهن تخفي كثيرا من أوجه الفساد. لكن للأمانة، فإن السعوديات يتبادلن الوصايا ويحذرن بعضهن البعض من مخاطر التعامل مع «شغالة» مغربية، قد تنقل الشغل من المطبخ إلى غرفة النوم، وقد تغير الأدوار داخل الأسرة فتصبح ربة البيت خادمة في نهاية المطاف، خاصة بعد تنامي ظاهرة «السطو» على الرجال من طرف شغالات قادرات على ترويض الأواني وأرباب الأسر. للعملة وجه آخر، فقد روت بشرى، وهي فتاة مغربية جامعية، حكايتها مع سعودي جاء إلى المغرب والتقى بها في أحد المتاجر الكبرى. وبعد البروتوكول العاطفي «نظرة فابتسامة فموعد فلقاء»، قرر السائح السعودي دخول البيت من بابه، وتقدم لخطبة الفتاة وأصبحت زوجته، مما حوّل المسكينة إلى زوجة سياحية جابت معه المطاعم والمراقص؛ وحين انتهت مدة عطلته رافقها إلى السفارة السعودية بالرباط وطلب منها استكمال وثائق السفر، وهناك اكتشفت أنها بصدد إنجاز تأشيرة وفق عقد عمل حدد مهمتها في خدمة البيت، أي «شغالة» براتب شهري لا يزيد على ألف ريال سعودي، أي حوالي 2500 درهم، وتبين لها أن حلم الزواج من سعودي قد تحول إلى سراب. لكن أم المفارقات هي أن تجد رجلا مغربيا مكتمل الرجولة، له «شنب» يكاد يبتلع خياشيمه، يحمل عقدا عليه مهنة «شغال منزلي»، يقضي جل أوقاته في غسل الأواني وإعداد موائد الأكل وتلقي التعليمات من خادمة آسيوية تحوّلت إلى مرافقة لربة البيت، مما بوأه مرتبة سفلى في تراتبية الشغالين بعد البستاني والسائق والحارس الخصوصي. المغاربة في السعودية وفي كثير من الدول العربية يناشدون وزراء الهجرة والداخلية والخارجية والشغل بالتصدي لظاهرة مد السوق السعودية ب«شغالات» مغربيات، يحققن المتعة اللازمة لأرباب الأسر ويتحوّلن عند الضرورة إلى سيارات تعليم السياقة للأبناء، فالخدش الوحيد على وجه مغاربة السعودية والخليج هو صورة المغربيات وارتباطها بالمتعة الجنسية. لم يشفع فوز المغرب بكأس العرب في محو الصورة الراقدة في أذهان السعوديين، لأن لدينا جيشا من بائعات الهوى مرغن رأس المغرب في أرض الخليج.