دروس وعِبر للمستقبل.. الكراوي يقارب 250 سنة من السلام بين المغرب والبرتغال‬    أخنوش: فقدنا 161 ألف منصب شغل في الفلاحة وإذا جاءت الأمطار سيعود الناس لشغلهم    طنجة.. توقيف شخص بحي بنكيران وبحوزته كمية من الأقراص المهلوسة والكوكايين والشيرا    عمره 15 ألف سنة :اكتشاف أقدم استعمال "طبي" للأعشاب في العالم بمغارة الحمام بتافوغالت(المغرب الشرقي)    "المعلم" تتخطى مليار مشاهدة.. وسعد لمجرد يحتفل        الإسبان يتألقون في سباق "أوروبا – إفريقيا ترايل" بكابونيغرو والمغاربة ينافسون بقوة    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    أخنوش: حجم الواردات مستقر نسبيا بقيمة 554 مليار درهم    الجديدة.. ضبط شاحنة محملة بالحشيش وزورق مطاطي وإيقاف 10 مشتبه بهم    استطلاع رأي: ترامب يقلص الفارق مع هاريس    هلال يدعو دي ميستورا لالتزام الحزم ويذكره بصلاحياته التي ليس من بينها تقييم دور الأمم المتحدة    النجم المغربي الشاب آدم أزنو يسطع في سماء البوندسليغا مع بايرن ميونيخ    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا الخميس والجمعة المقبلين    حصيلة القتلى في لبنان تتجاوز ثلاثة آلاف    سعر صرف الدرهم ينخفض مقابل الأورو    البحرية الملكية تحرر طاقم سفينة شحن من "حراكة"    استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب    الجفاف يواصل رفع معدلات البطالة ويجهز على 124 ألف منصب شغل بالمغرب    المعارضة تطالب ب "برنامج حكومي تعديلي" وتنتقد اتفاقيات التبادل الحر    «بابو» المبروك للكاتب فيصل عبد الحسن    تعليق حركة السكك الحديدية في برشلونة بسبب الأمطار    في ظل بوادر انفراج الأزمة.. آباء طلبة الطب يدعون أبناءهم لقبول عرض الوزارة الجديد    إعصار "دانا" يضرب برشلونة.. والسلطات الإسبانية تُفعِّل الرمز الأحمر    الجولة التاسعة من الدوري الاحترافي الأول : الجيش الملكي ينفرد بالوصافة والوداد يصحح أوضاعه    رحيل أسطورة الموسيقى كوينسي جونز عن 91 عاماً    مريم كرودي تنشر تجربتها في تأطير الأطفال شعراً    في مديح الرحيل وذمه أسمهان عمور تكتب «نكاية في الألم»    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مصرع سيدة وإصابة آخرين في انفجار قنينة غاز بتطوان    عادل باقيلي يستقيل من منصبه كمسؤول عن الفريق الأول للرجاء    الذكرى 49 للمسيرة الخضراء.. تجسيد لأروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي لاستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية    أمرابط يمنح هدف الفوز لفنربخشة        متوسط آجال الأداء لدى المؤسسات والمقاولات العمومية بلغ 36,9 يوما    "العشرية السوداء" تتوج داود في فرنسا    إبراهيم دياز.. الحفاوة التي استقبلت بها في وجدة تركت في نفسي أثرا عميقا    بالصور.. مغاربة يتضامنون مع ضحايا فيضانات فالينسيا الإسبانية    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    مدرب غلطة سراي يسقط زياش من قائمة الفريق ويبعده عن جميع المباريات    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم    تقرير: سوق الشغل بالمغرب يسجل تراجعاً في معدل البطالة    "فينوم: الرقصة الأخيرة" يواصل تصدر شباك التذاكر        فوضى ‬عارمة ‬بسوق ‬المحروقات ‬في ‬المغرب..    ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك بلس" زيادة الإنتاج    استعدادات أمنية غير مسبوقة للانتخابات الأمريكية.. بين الحماية والمخاوف    الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: للفلسطينيين الحق في النضال على حقوقهم وحريتهم.. وأي نضال أعدل من نضالهم ضد الاحتلال؟    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: لا تعترف بالحريق الذي في داخلك.. ابتسم وقل إنها حفلة شواء    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكيحل: عباس الفاسي والوفا أساءا إلى الملك ولن نقبل بارتهان الحزب لأي جهة
عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال للمساء : عبد الواحد الفاسي ضحية بعض «المتناضلين»
نشر في المساء يوم 10 - 07 - 2012

حمل عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عباس الفاسي مسؤولية ما يعيشه الحزب
من أزمة وصراع وإجهاز على رمزيته بتغييب مجلس الرئاسة، وقال في حوار مع «المساء» إن «ما يقع الآن هو إعادة إنتاج ما تمت صناعته خلال 14 سنة من تدبير الفاسي للحزب»، متهما كلا من الفاسي ومحمد الوفا بالإساءة إلى علال الفاسي وعائلته.
- انتهت أزمة المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال بإعلان التأجيل لتبدأ أزمة الحزب. إلى أين يسير حزب علال الفاسي؟
لا يمكن أن نتحدث عن أزمة داخل الحزب، وإنما عن طفرة ديمقراطية تتمثل في اختيار جديد ينطلق من المحيط الذي نعيشه على المستوى الوطني والمغاربي والعربي والكوني. وأخال أن ما وقع في المؤتمر أمر إيجابي للحزب وللمشهد السياسي وللبلاد ككل، وأنه يتعين النظر إلى هذه الواقعة الجديدة على الاستقلاليين والمشهد السياسي بأنها نواة لمستقبل ديمقراطي داخل الأحزاب والانتقال من منطق التوافقات والإجماع الذي قد يكون إيجابيا في محطات وسلبيا في محطات أخرى. لقد أصبح غير مسموح، اليوم، أمام التحولات التي نشهدها بأن يكون هناك إجماع بشكل قسري بذريعة وحدة ومصلحة الحزب، وإنما يتعين أن يستند الأمر على الاختيار الديمقراطي المبني على التنافس الشريف والبرامج والرؤى.
- لكن البعض يرى بأن ما تحاولون فرضه على الاستقلاليين هو مغامرة غير محسوبة على الحزب من أجل تحقيق مآرب شخصية.
لا نغامر بمستقبل الحزب، بل هي مغامرة من أجل مصلحته. نحن ننتمي إلى مستقبل الحزب لا إلى ذاكرته، ونعتقد بأن هذه المغامرة إيجابية لفائدة الحزب والاستقلاليين، حيث سيكون هناك قطع مع منطق التوافق والانتقال إلى المنطق الديمقراطي. صحيح أن القطع مع مراحل معينة قد يكون فيه نوع من السلبية، لكن الإيجابي في ذلك هو التأسيس لمرحلة مستقبلية ستتميز بفتح المجال أمام الاستقلاليين لإبداء آرائهم.
دعني أقول إن الإجهاز على الأبوية ورمزية الحزب بدأ منذ 14 سنة، فالحزب كان يتميز في مراحل متعددة بتلك الأبوية الإيجابية القائمة على التقدير والاحترام والالتزام، إلا أنه مع مجيء عباس الفاسي تم الإجهاز على ما يسمى مجلس الرئاسة، وبالتالي على جانب من تلك الرمزية. وهكذا رأينا على امتداد تلك السنوات وحتى يومنا هذا أن المجلس لم يتدخل بعد أن لم يحظ باحترام الفاسي، وجعله غير قادر على التدخل في الأوقات العصيبة من تاريخ الحزب. ما يقع الآن في الاستقلال هو إعادة إنتاج ما تمت صناعته خلال 14 سنة من تدبير الفاسي للحزب، لذلك لا يمكن أن يكون هناك تقدير لكل من ساهم في إيصال الحزب إلى المؤتمر بعد إقصاء جيل بأكمله ساهم في صناعة لحظات أساسية من تاريخ الحزب. واليوم يأتي البعض ليتحدث عن تمرد وعدم احترام لثوابت وأخلاق الحزب. على كل حال، نريد أن ننتج مشهدا سياسيا وظاهرة حزبية صحيين ينتميان إلى مغرب اليوم، وأن يتم إيجاد أحزاب قوية لها القدرة على أن تكون ممثلة لكل شرائح المجتمع المغربي.
- يرى بعض الاستقلاليين أن ما يحرك تيار شباط هو الرغبة في تصفية الحسابات بعد أن وجدت رموز فيه نفسها خارج لائحة الاستوزار في الحكومة «الملتحية».
الأمر لا يتعلق بتصفية حسابات، وإنما بإجابة تنظيمية عملية وحقيقية عما وقع في مشاورات تشكيل الحكومة، بعد أن لم يحسن الأمين العام تدبير تلك المرحلة من خلال عدة خطوات، منها عدم الوضوح في الرؤية في طريقة إدارته المفاوضات، وعدم احترام القطاعات التي تم الاتفاق عليها داخل اللجنة التنفيذية ليتقلد وزراء الحزب مسؤوليتها، وكذا استدعاء أشخاص دون أن يكونوا قد تقدموا بطلبات للاستوزار، فيما لم يكلف الأمين العام نفسه عناء إخبار من كانوا في لائحة الاستوزار بشأن ما وقع في تلك المفاوضات وأسباب استبعادهم. فكان رد الفعل على ما وقع بمناسبة اجتماع اللجنة التنفيذية، الذي عرف تقييما صريحا وواضحا وجارحا للمرحلة. وللإشارة، فقط، فمن دعا إلى المؤتمر وقتها كان هو الأمين العام، بوساطة من صهره نزار البركة، على اعتبار أن المؤتمر هو محطة لمساءلة المرحلة الفاصلة بين المؤتمرين، فتم الاتفاق على عقده، لكن، مع الأسف، تم استعمال بعض المناضلين من أجل الترويج لادعاء مفاده أننا نحاول قلب الطاولة على الفاسي والحزب بعد فشلنا في الاستوزار، بل تم نعتنا بأقدح النعوت.
لقد قلنا إن الجواب عما وقع خلال تدبير مشاورات تشكيل الحكومة يتعين أن يكون جوابا تنظيميا، من خلال إصلاح الاختلالات التنظيمية التي تؤدي إلى مثل تلك النتائج، من أجل وضع قانون للحزب يحدد التزامات ومسؤوليات كل المسؤولين، ويضبط معايير الاختيار في كل المراحل، سواء بمناسبة محطة الانتخابات أو الاستوزار. غير أنه، مع كامل الأسف، لم يتم التعاطي بصدق مع المناضلين، حيث تم الاتفاق على شيء، لكن بالمقابل تم تسريب بأن هناك فئة تريد قلب الطاولة على الأمين العام، في حين أن هذا الأخير هو الذي طالب بشكل مباشر بالمؤتمر، غير أنه لم يكن في قرارة نفسه راغبا في ذلك. لذلك عمد إلى تحريك بعض المناضلين أثناء مرحلة الإعداد للجنة التحضيرية. تحريك جعل الإعداد للمؤتمر غير عادي ويتم في جو غير طبيعي، بل في ظل صراع غير طبيعي بين المناضلين أدى إلى ما وصلنا إليه خلال المؤتمر.
- لكن استوزارك في حكومة عبد الإله بنكيران عرف اعتراضا من جهات عدة تمتلك مفاتيح التعيين.
بداية، أؤكد لكم بأنني لم أقدم أي طلب للاستوزار، وأن الأمين العام هو من قال لي حين استقباله لي في مكتبه إنه انطلاقا من المعايير التي تم الاتفاق عليها في المجلس الوطني يراني مؤهلا لتحمل مسؤولية كتابة الدولة في الخارجية، لكن ردي كان هو أنني كمناضل قاعدي غير راغب في الاستوزار من أجل الحصول على السيارة والسفريات، وإنما أريد قطاعا يمكن أن أنتج فيه ويجعلني على علاقة مباشرة بالمواطنين والمناضلين. لقد اعتبرت القطاع المقترح غير مناسب لقدراتي ولمؤهلاتي التنظيمية والحزبية، وبأنني أفضل الشباب والرياضة، غير أن اقتراح الأخ عبد الله البقالي لهذا المنصب جعلني أطلب قطاعا آخر غير قطاع الخارجية. بعد ذلك سيبلغ إلى علمي بأن البقالي أخبر بعدم إمكانية استوزاره عشية المجلس الوطني وقبل اتخاذ قرار المشاركة في الحكومة من عدمه، وهو ما اعتبره خطأ في التدبير. ومباشرة بعد ذلك سيخبرني عباس الفاسي بأنني سأتحمل مسؤولية قطاع الشباب والرياضة، لكن إلى يومنا هذا لم يبلغني بسبب عدم استوزاري، ولم أحاول أن أتلقى جوابا منه، وإنما كان الجواب الحقيقي هو أنه أساء تدبير المرحلة.
- لكن كانت هناك ملاحظات عنك هي التي حالت دون استوزارك، وهناك من قال بوجود ملفات قضائية تتابع من أجلها.
أعتقد أن الأمر يتعلق بالاختلاف مع حزب العدالة والتنمية على مستوى مدينة سلا، فالأمين العام للحزب لم يكن يرغب في وجود الكيحل ضمن التشكيلة الحكومية التي سيقودها، بسبب الشكاية التي كنا قد قدمناها من موقع المعارضة بشأن اختلالات في التدبير ضد رئيس جماعة سلا، وأدت إلى اعتقال جامع المعتصم بمعية آخرين بعد تحريات قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وهو ما اعتبرته العدالة والتنمية جرما، رغم أن الأمر كان يتعلق بشكاية إدارية لوزير الداخلية تمت إحالتها من قبل وزير العدل على الهيئة القضائية، وتدخل في سياق ما يعتبر اليوم من المحاور الأساسية التي يقوم عليها برنامج الحزب، ألا وهو محاربة الفساد.
- وماذا عما يعرف بملف الإسمنت الذي كان موضوع متابعة قضائية ضدك؟
هذا ملف سياسي وليس ملفا قضائيا، كان قد انفجر بسبب الصراع مع عامل سلا السابق حول تمكين جمعيات من العدالة والتنمية واليسار الأخضر من الاستفادة واستعمال قاعة العمالة. إذ تحديت العامل بهذا الشأن وقلت إنه لا يمكن أن يكون الكيحل أداة في يد السلطة من أجل مواجهة الجمعيات، وهو ما أثار حفيظة البعض، حيث تمت فبركة العديد من الملفات من أجل أن يتم إيداعي السجن، ومن بينها الملف الذي تحدثت عنه. وللإشارة فقط، أقول إن هذا الملف حكم علي فيه بالبراءة ابتدائيا واستئنافيا لأنه كان ملفا مفبركا، ومحامون من أمثال الأساتذة خالد السفياني وعبد اللطيف وهبي وبوشتى الوادي يعرفون جيدا خباياه.
- هاجمت تدبير الفاسي لشؤون الحزب مع أنك كنت أكبر مستفيد في عهده
نحن في الشبيبة الاستقلالية معادلة غير قابلة للتجاوز، ليس بممارسة الضغط وإنما بالعمل اليومي والانخراط في قضايا الشباب المغربي، ونحن من فرض على قيادة الحزب أن تحترم الشبيبة، وعلى كل حال لسنا في حاجة إلى العطايا.
- لماذا تتخندق الشبيبة مع جهة في صراعها مع جهة أخرى في الصراع على منصب الأمانة العامة؟
الشبيبة لا تتخندق، والدليل أنها اجتمعت يوم الخميس الماضي، وكان لافتا أن هناك أشخاصا يدعمون عبد الواحد الفاسي، فيما كانت الغالبية تدعم شباط. الأمر لا يتعلق بالتخندق وإنما باختيارات أشخاص. نحن، كمؤسسة، نتخندق في الصف الديمقراطي، والبيان الذي أصدرناه هو بيان الاختيار الديمقراطي، هذا هو خندقنا. ولأن الشبيبة تعارض أي طرف يتدخل في اختصاصاتها ويحاول تقزيم حضورها في الحزب، فهي لا يمكن إلا أن تكون طرفا أساسيا في هذه المواجهة. أما فيما يخص اختيارات الأشخاص فلدى الاستقلاليين والشبيبة الحرية في اختيار الأمين العام الذي يرونه صالحا لتنزيل وتمثل أفكارهم وبرامجهم في المستقبل.
- لكن الشبيبة أصبحت أداة في يد شباط يستعملها في صراعاته مع خصومه السياسيين ولتحقيق مطامحه.
شباط هو الذي أصبح أداة. كما أنني لم أصل إلى رئاسة الشبيبة بدعم منه بتاتا. ولعلمكم، فقد اختلفت مع شباط في المؤتمر الثالث عشر، الذي شهد صراعا مريرا بيني وبينه وصل إلى حد التشابك بالأيدي دفاعا عن عباس الفاسي، فيما فضل العديد من مؤيدي الفاسي الانسحاب لنترك، أنا ومجموعة من الشباب، في مواجهة شباط بالكراسي. في تلك المرحلة كنا نختلف معه وكانت لدينا مجموعة من المعطيات غير الصحيحة وغير الواضحة، إلا أنه بعد ذلك تبين لي، وبالملموس، أن شباط رجل الكلمة والمسؤولية.
وانطلاقا من الانتماء إلى نفس الوسط الشعبي الهامشي أؤمن بأنه يتعين أن تكون الأحزاب السياسية والمؤسسات مكانا للاعتراف للمرء بمكانته، فشباط رجل نجح في تدبير العمل الجماعي والنقابة في ظرف سنتين، والانتقال بها من مؤسسة غير منظمة إلى مؤسسة مهيكلة. كما أنه رجل المواقف الصعبة التي تقتضي الجرأة للتعبير عن رأي الاستقلاليين. فإذا كانت الشبيبة سباقة لإبداء معارضتها للحزب الأغلبي، فإن شباط كان أول مسؤول من داخل قيادة الحزب تجاوب مع الشبيبة في موقفها.
- هل تدعم شخصا رفعت حركة 20 فبراير ضده شعارات بالفساد؟
أنا من المدعمين الأساسيين له ورئيس حملته الانتخابية، لأنني أعتبر نفسي أدعم فكرا ورجلا أعرفهما. أما بشأن رفع حركة 20 فبراير شعارات ضده، فقد رفعتها أيضا ضد عباس الفاسي وعائلة الفاسي وضد حزب الاستقلال والشبيبة، فكل من كان لديه صراع مع الفاسي وشباط اتخذ من الحركة طريقا للاستهداف.
- من هم الأشخاص الذين يستهدفون شباط؟
هم من أبعدهم عن التدبير والمسؤولية في مدينة فاس، وهم من المنتمين إلى أحزاب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية. فقد كان هناك صراع انتخابي محلي كان سببا رئيسا لاستهداف شباط. بالنسبة إلي ما يهمني، اليوم، هو هل سيقتنع الاستقلاليون بالرجل أما لا؟ وعلى كل حال، فصناديق الاقتراع هي الفيصل، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
- يطالب قسم من الاستقلاليين بإيجاد ما يسمونه حلا ثالثا، أي استبعاد كل من شباط والفاسي لفائدة مرشح آخر. ما موقفكم من هذا الحل؟
نحن ضد المرشح المعجزة الذي يمكن أن يتنازل له شباط وعبد الواحد الفاسي، وبالمقابل نحن مع المرشح الثالث والرابع والخامس، ونعتبر أن من يمتلك الجرأة ليعلن ترشحه فليفعلها الآن لا أن يظل مختبئا في انتظار تحين الفرصة.
لقد دعونا في الشبيبة إلى مناظرة بين المرشحين شباط وعبد الواحد لعرض رؤى كل منهما لتدبير القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية ولتصورهما للبناء القانوني للحزب ومناقشة ذلك. وسيكون أمرا مجديا في حال وجود مرشحين آخرين، إذ ستكون للاستقلاليين فرصة اختيار من هو الأصلح للمرحلة بناء على قناعات واضحة.
- تتهمون بتحويل حزب الاستقلال من حزب الفكر التعادلي، حزب العلماء والمثقفين، إلى حزب البلطجية؟
الاتهامات هي سلاح الضعفاء. أين تتجلى البلطجية في المؤتمر؟ دعني أوضح بعض الحقائق: الذي كان مسؤولا عن التنظيم والحراسة و«بادجات» المؤتمرين هو إدارة المركز العام، وهي موالية لعبد الواحد الفاسي بشكل مباشر، في حين لم تكن لأول مرة للشبيبة والنقابة أي مسؤولية في التنظيم. لقد كان لافتا خلال أشغال المؤتمر أنه موزع بين اتجاهين، الأول يدعم شباط والثاني الفاسي. لكن الاتجاه الأول كان واضحا وحاضرا بقوة في دواليب المؤتمر لأنه كانت لديه قضية يدافع عنها، فيما كان للاتجاه الآخر حضور نسبي في اللجنة التحضيرية الوطنية قبل أن يغيب خلال المؤتمر. ففي لجنة القوانين والأنظمة مثلا كان هناك حضور قوي لمدعمي عمدة فاس مقابل حضور باهت للفريق الثاني، الذي يبدو أنه لم يقو على الاستمرار إلى نهاية أشغال اللجنة وكذا في الجلسة العامة، فهل الأمر يتعلق بالبلطجية حقا؟ لقد كان المؤتمر مفتوحا في وجه الصحافة، فهل سجلتم أية أعمال بلطجة أو ترهيب للمؤتمرين؟ المثير للاستغراب أن عبد الواحد كان ضحية مجموعة من «المتناضلين»، الذين كانوا يعبرون له في حضوره عن وقوفهم في صفه دون أن يقوموا بأي دور للدفاع عنه. ودعني هنا أتساءل: لماذا غابوا عن المؤتمر؟ وأين اختفوا؟ لقد بقيت خلال محطة المؤتمر 13 بمفردي في مواجهة شباط والقوة العددية التي أتى بها من فاس.
- يرى البعض أن ترشح شباط يروم البحث عن غطاء لحماية أبنائه من المتابعة القضائية.
بداية، أعتقد أن تحريك تلك الملفات في هذا الوقت لم يكن بريئا. ثانيا، أبناء شباط مستعدون للتضحية حتى لا تكون تلك الملفات سلاحا في يد بعض الأشخاص من أجل استعمالها ضد والدهم. كما أن شباط لا يمكن له أن يتفاوض من أجل الوصول إلى الأمانة العامة مقابل ملفات قضائية معروف أنها لن تصل في النهاية إلى نتائج.
وعلى كل حال، هو يعي أنه سيؤدي الثمن منذ أن تحمل المسؤولية الحزبية لأنه ليس مناضلا خنوعا، ولو كان يخشى أحدا لما قام بمعية الشبيبة بمعركة ضد الحزب الأغلبي في وقت كانت كل القيادات والأحزاب تلتزم الصمت.
- يتهم شباط وتياره بقيادة انقلاب آخر داخل أجهزة الحزب من أجل السيطرة على الأمانة العامة بعد أن سيطر على النقابة والشبيبة.
هل الذي يتقدم إلى صناديق الاقتراع شخص انقلابي. الانقلاب موجود في أذهان البعض الذين يصعب عليهم تفهم أن يأتي عامل من القرية وتكون في مدرسة الحزب ليصبح زعيما. دعني أتساءل عمن كانت له الشرعية وقام شباط باغتصابها.
- ما سر العداء الذي أبديتموه تجاه عائلة مؤسس الحزب علال الفاسي ووصل إلى حد رفع شعارات مسيئة لها في المؤتمر؟
نريد القطع مع الإجماع القسري والأخذ بالاختيار الديمقراطي. جميع الاستقلاليين سواسية كأسنان المشط في حزب علال الفاسي، ولا يمكن أن يزايد أحد على الاستقلاليين بهذا الشأن. علال الفاسي لم يختر أن يكون شيخ زاوية، وإنما أن يكون زعيما سياسيا، وأن يضم محيطه كل الفئات: التاجر والحرفي والعالم والمثقف، وأن يكون الوطن هو عائلته الأساسية. لذلك كلنا ننتمي إلى تلك وهو مرشحها، وهو أمر مرفوض إذ لا يمكن أن يحسم أمر الأمانة العامة داخل ثم يبلغ بعد ذلك باقي الاستقلاليين. إن تحركاتنا هي ردود فعل على ممارسات وانحرافات قد تؤذي علال الفاسي وعائلته وتسيء إليهما. ولعل أكبر المسيئين لعائلة الفاسي من داخل العائلة، وبالخصوص الصهران عباس الفاسي ومحمد الوفا، فمن اختار أن يكون صهرا لعلال الفاسي يتعين أن يكون في مستوى حماية الموروث لا أن يدخله في أتون الصراعات.
- كيف تنظر إلى إقحام كل من الأمين العام ووزير التربية الوطنية محمد الوفا اسم الملك في الصراع حول الأمانة العامة؟
هو إساءة للملك بما أطلقه من دينامية وطنية تروم الانتقال إلى جو ديمقراطي وتقوية العمل السياسي. كل من أراد استعمال هذه المؤسسة الملكية فهو يسيء إليها وإلى دستور المملكة الجديد، الذي يحدد صلاحية تلك المؤسسة الواضحة. لذلك لن نقبل في حزب الاستقلال استعمال المؤسسة الملكية أو أي أجندة من خارج القواعد ومناضلي الحزب، ولا نقبل بأن يكون الحزب مرتهنا لأي جهة من الجهات.
- وكيف تنظر إلى الخلاف الذي وقع بين كل من عباس الفاسي ومحمد الوفا ووصل إلى حد تبادل الاتهامات؟
هو صراع أبدي قديم منذ أن تحمل الفاسي مسؤولية الأمانة العامة، وهو صراع من داخل العائلة الفاسية، حيث سادت الاتهامات والاتهامات المضادة في مرحلة لم نكن نعرف ما يقع داخل الحزب. وقد تأجل الصراع وأصبح موقوف التنفيذ في فترة تحمل فيها الوفا منصب سفير للمملكة، قبل أن يتم خلط الأوراق بعد استوزاره في الحكومة الحالية ورغبته في تولي الأمانة العامة، وإن كنا لا نملك الأدلة لنعرف الحقيقة، بيد أن الحقيقة التي أعرفها جيدا أن قرار الاستقلاليين بيدهم، أما ما دون ذلك، فنعتبر أنه لا يمكننا أن نعيش على ذاكرة الحزب.
- ألا تعتقد أن الحديث عن «مرشح جلالة الملك» يسيء إلى الحزب؟
أعتقد أن الملك محمد السادس، الذي أعرفه من خلال ما عشناه خلال المرحلة الماضية، لا يمكن أن يسيء إلى الطفرة التي نعيشها ولا إلى حزب الاستقلال، لأنه يعرف أن في قوة الحزب قوة للدولة، وأخال أن الملك سيكون مع الاختيار الديمقراطي ومع من يختاره الاستقلاليون أمينا عاما وسيهنئه بعد تحمله المسؤولية.
- أثارت الكلمة التي ألقاها عباس الفاسي للرد على مداخلات المؤتمرين حفيظتك. كيف ترى موقف الأمين العام؟
الفاسي أخطأ حينما تحدث عن أن هناك إنزالا. وهنا أتساءل عن أي إنزال يتحدث في ظل ضبط المؤتمرين ومعرفة عددهم وإشراف عبد الواحد الفاسي على توزيعهم.غير أن الإشكال الذي حدث أن التوجه الثاني كان ينتظر من بعض المؤتمرين قيادة المعركة بالنيابة عنهم، دون أن ينجحوا في ذلك، وهو ما اعتبر إنزالا لتوجه ثان كان منضبطا. كلمة عباس كانت غير صائبة وأساءت إلى صورته وهو يستعد للخروج من الأمانة العامة. لقد ارتكب خطأ جسيما في توقيت غير مضبوط، ونحمد الله أن عواقب ذلك لم تبلغ مداها بعد أن خلقت حالة من التشنج داخل المؤتمر.
- اعتبر البعض أن شباط خسر معركة الأمانة العامة بعد أن تم تأجيل المؤتمر.
لم يخسر شباط والحزب أي شيء، ويكفيه أنه حقق أمرا أساسيا هو نقله الاستقلال من حزب الإجماع والولاء إلى حزب الاختيار الديمقراطي، والتاريخ وحده سيظهر من كان على صواب أو على خطأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.