التهراوي يعطي الانطلاقة لمعرض جيتكس ديجي هيلث ويوقع على مذكرات تفاهم    هواجس سياسية:(؟!)    نسبة ملء السدود بلغت 49.44% وحقينتها ناهزت 6 ملايير و610 مليون متر مكعب من الموارد المائة    جهة طنجة تطوان الحسيمة: إحداث أزيد من ألف مقاولة خلال شهر يناير الماضي    عودة التأزّم بين فرنسا والجزائر.. باريس تستدعي سفيرها وتقرّر طرد 12 دبلوماسيا جزائريا    ثغرة خطيرة في واتساب على ويندوز تستنفر مركز اليقظة وتحذيرات لتحديث التطبيق فورا    توتر غير مسبوق : فرنسا تتخذ قرارا صادما ضد الجزائر    المغرب يحصل على موافقة أمريكية لصفقة صواريخ "ستينغر" بقيمة 825 مليون دولار    أشبال الأطلس يتأهلون إلى نهائي كأس أمم إفريقيا على حساب الكوت ديفوار    إحباط تهريب 17 طناً من مخدر الشيرا في عملية أمنية مشتركة    دي ميستورا يدعو المغرب لتوضيح تفاصيل صلاحيات الحكم الذاتي بالصحراء والأشهر الثلاثة المقبلة قد تكون حاسمة    توقيف شبكة تزوير وثائق تأشيرات وتنظيم الهجرة غير الشرعية    السفير الكوميري يطمئن على الطاوسي    مولدوفا تنضم إلى إسبانيا في دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية    رغم خسارة الإياب.. برشلونة يتألق أوروبيًا ويعزز ميزانيته بعد الإطاحة بدورتموند    الطقس غدا الأربعاء.. أمطار وثلوج ورياح قوية مرتقبة في عدة مناطق بالمملكة    بركة يعترف بخسارة المغرب كمية ضخمة من المياه بسبب "أوحال السدود"    دي ميستورا يؤكد الدعم الدولي لمغربية الصحراء ويكشف المستور: ارتباك جزائري واحتجاز صحراويين يرغبون في العودة إلى وطنهم    تشكيلة أشبال الأطلس ضد كوت ديفوار    مصرع سائق سيارة إثر سقوطها في منحدر ببني حذيفة    نائب رئيس جماعة سلا يتعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض والأمن يطلق الرصاص لإيقاف الجاني    الرباط: رئيس برلمان أمريكا الوسطى يجدد التأكيد على دعم الوحدة الترابية للمملكة    اتفاقيات "جيتيكس" تدعم الاستثمار في "ترحيل الخدمات" و"المغرب الرقمي"    تحفيز النمو، تعزيز التعاون وتطوير الشراكات .. رهانات الفاعلين الاقتصاديين بجهة مراكش أسفي    حين يغيب الإصلاح ويختل التوازن: قراءة في مشهد التأزيم السياسي    العلوي: منازعات الدولة ترتفع ب100٪ .. ونزع الملكية يطرح إكراهات قانونية    توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ومجموعة بريد المغرب لتعزيز إدماج اللغة الأمازيغية    أرسين فينغر يؤطر مدربي البطولة الوطنية    خريبكة تفتح باب الترشيح للمشاركة في الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي    فاس تقصي الفلسفة و»أغورا» يصرخ من أجل الحقيقة    دي ميستورا.. طيّ صفحة "الاستفتاء" نهائيا وعودة الواقعية إلى ملف الصحراء المغربية    الاتحاد الأوروبي يؤازر المغرب في تسعير العمل المنزلي للزوجة بعد الطلاق    حرس إيران: الدفاع ليس ورقة تفاوض    إخضاع معتد على المارة لخبرة طبية    لقاء تشاوري بالرباط بين كتابة الدولة للصيد البحري وتنسيقية الصيد التقليدي بالداخلة لبحث تحديات القطاع    عمال الموانئ يرفضون استقبال سفينة تصل ميناء الدار البيضاء الجمعة وتحمل أسلحة إلى إسرائيل    "ديكولونيالية أصوات النساء في جميع الميادين".. محور ندوة دولية بجامعة القاضي عياض    وفاة أكثر من ثلاثة ملايين طفل في 2022 بسبب مقاومة الميكروبات للأدوية    دراسة أمريكية: مواسم الحساسية تطول بسبب تغير المناخ    فايزر توقف تطوير دواء "دانوغلبرون" لعلاج السمنة بعد مضاعفات سلبية    إدريس الروخ ل"القناة": عملنا على "الوترة" لأنه يحمل معاني إنسانية عميقة    توقيع اتفاقيات لتعزيز الابتكار التكنولوجي والبحث التطبيقي على هامش "جيتكس إفريقيا"    الهجمات السيبرانية إرهاب إلكتروني يتطلب مضاعفة آليات الدفاع محليا وعالميا (خبير)    محمد رمضان يثير الجدل بإطلالته في مهرجان كوتشيلا 2025    فليك : لا تهاون أمام دورتموند رغم رباعية الذهاب    نقل جثمان الكاتب ماريو فارغاس يوسا إلى محرقة الجثث في ليما    قصة الخطاب القرآني    اختبار صعب لأرسنال في البرنابيو وإنتر لمواصلة سلسلة اللاهزيمة    المغرب وكوت ديفوار.. الموعد والقنوات الناقلة لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا للناشئين    فاس العاشقة المتمنّعة..!    أمسية وفاء وتقدير.. الفنان طهور يُكرَّم في مراكش وسط حضور وازن    ارتفاع قيمة مفرغات الصيد البحري بالسواحل المتوسطية بنسبة 12% خلال الربع الأول من 2025    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    خبير ينبه لأضرار التوقيت الصيفي على صحة المغاربة    إنذار صحي جديد في مليلية بعد تسجيل ثاني حالة لداء السعار لدى الكلاب    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا تحتفل بعيد ميلادها ال236
الأمريكيون غاضبون من رداءة جودة أعلامهم الوطنية ومن صنعها في الصين!
نشر في المساء يوم 09 - 07 - 2012

احتفلت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي بالذكرى 236 لاستقلالها وسط أجواء سياسية مشحونة بسبب قرب الانتخابات الرئاسية،
ووسط تذمر كبير من رداءة الأعلام الوطنية ومن صنعها في الصين بدل أمريكا. كما احتفل سكان منطقة واشنطن الكبرى بهذه الذكرى وسط ظلام دامس بسبب العاصفة الرهيبة التي ضربت المنطقة قبل أسبوع وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي وتدمير عدد من البيوت واقتلاع الأشجار.
غلبت الألوان البيضاء والزرقاء والحمراء على ما عداها داخل الولايات المتحدة الأمريكية طوال الأسبوع الماضي بسبب احتفال البلاد بعيد ميلادها 236. حيث رفرفت ملايين الأعلام الأمريكية على أسطح البنايات ومداخل البيوت وحتى على أسقف السيارات، ويبدو أن بعض الولايات اتخذت من العيد هذا العام مناسبة لإظهار شعورها الوطني الزائد عن اللزوم، حيث عمدت إلى منع بيع الأعلام الأمريكية المصنوعة خارج البلاد عموما وخصوصا في الصين وذلك بسبب رداءة جودتها وتعرضها للتلف بسرعة.
احتفال وطني ببصمة صينية!
تُصنع معظم الرايات التي تعرض للبيع في أمريكا في الصين، الأمر الذي يثير معارضة بعض الوطنيين الغيورين الذين يعترضون على غزو العولمة لرمز وطنهم، خصوصا في سنة انتخابية حامية الوطيس بين الجمهوريين والديمقراطيين. ومن بين الولايات التي منعت بيع الأعلام المصنوعة في الخارج هذه السنة كانتمينسوتا وتينيسي، فيما تسعى ولايات أخرى منها نيوجيرزي وبنسيلفانيا لإقرار تشريعات مشابهة.
وسبب الغيرة الوطنية الزائدة هذه السنة هي ندرة العثور على رايات أمريكية مكتوب عليها (ميد إن أمريكا) أي صنع في الولايات المتحدة حيث تغزو المنتوجات المصنوعة في الصين وبعض الدول الآسيوية الأخرى الأسواق الأمريكية في تجل صارخ لدين العولمة الذي بشرت به أمريكا العالم منذ عقود، لكن يبدو أن الأمريكيين يضعون خطوطا حمراء عندما تتعلق المسألة بعلمهم الأبيض والأحمر والأزرق ونجومه الخمسين، فقد أبدى الكثير منهم امتعاضهم من المسألة وطالبوا بمنع الشركات الأمريكية من صناعة الرايات الوطنية في مصانع الصين الرخيصة لأنها تكون رديئة الجودة ولأن ذلك الأمر يتعارض مع الشعور الوطني في مناسبة تحتفي بالوطن ويتذكر خلالها الأمريكيون قصة الاستقلال.
احتفال وسط الظلام
أعرب عدد كبير من سكان منطقة واشنطن الكبرى عن غضبهم الشديد من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة بالرغم من مرور نحو أسبوع على العاصفة الرهيبة التي تسببت في اقتلاع الأشجار وتدمير البيوت وانقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون بيت.
وكتب سكان من العاصمة واشنطن وشمال ولاية فرجينيا ومدن ولاية ميريلاند القريبة من العاصمة في مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم باتوا يشعرون بأنهم يعيشون في أحد بلدان العالم الثالث بسبب انقطاع الكهرباء وعجز الشركة المسيرة عن إصلاح الأعطاب رغم مرور نحو أسبوع. فقد كتبت ليزا شيبرد، التي تقطن بمدينة أرلينغتون، أنها لم تعد تقوى على البقاء في بيتها بسبب الحرارة المفرطة في الخارج وغياب الكهرباء لتشغيل المبرد الآلي، وانتقدت بشدة شركة «بيبكو» المزود الرئيسي للطاقة الكهربائية في منطقة واشنطن الكبرى وقالت مستنكرة: «هل نحن نعيش في أمريكا فعلا؟ أشعر وكأنني واحدة من سكان العالم الثالث»!
قصة الرابع من يوليوز
عيد «الرابع من يوليوز» أو عيد الاستقلال هو، حسب موقع «واشنطن ريبورت» الأمريكي، تذكير بما حدث عام 1776 عندما وقع ممثلو 13 ولاية أمريكية وثيقة الاستقلال عن بريطانيا لتنشأ رسميا الولايات المتحدة الأمريكية. بعد ذلك اندلعت حرب طاحنة بين أمريكا وبريطانيا انتصر فيها الجانب الأمريكي عام 1781 بعد معركة يوركتاون بولاية فرجينيا. ثم وقَّع الطرفان معاهدة فرساي 1783 في فرنسا، وكانت المعاهدة بمثابة إعلان نهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787 وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة الثلاثة عشرة آنذاك على اتفاقية دستور البلاد التي تم التصديق عليها عام 1788. وللاحتفال بعيد الاستقلال أهمية خاصة، فهو العيد الوحيد الذي يحتفل به الأمريكيون كافة) رغم الانقسام الموجود حول أي قضية هامة داخلية أو خارجية (من مختلف الخلفيات السياسية والأيديولوجية) الليبراليون، اليساريون، المحافظون والمتطرفون، والبيض، والسود واللاتينيون والمهاجرون من كل دول العالم). عيد استقلال هو أكثر الأعياد شعبية لدى الأمريكيين، وتتمثل مظاهر هذه الاحتفالات في خروج الأفراد والعائلات للتجمع في ساحات كبيرة أعدت خصيصا لهذا الغرض في كل المدن الأمريكية كبيرها وصغيرها لإطلاق ومشاهدة الألعاب النارية والتلويح بالأعلام في تمام الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم.
لماذا ثار الأمريكيون
على بريطانيا؟
لا يحمل التاريخ القديم (نسبيا) للعلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا سوى كل ما هو سيء، وبعدما نجحت بريطانيا في تأسيس عدة مستعمرات في أمريكا الشمالية، تمتعت هذه المستعمرات في البداية بالحماية العسكرية البريطانية المباشرة مخافة امتداد النفوذ الفرنسي إليها. وبعدما زال خطر النفوذ الفرنسي، وما تزامن معه من تنامي الإحساس بالكيان الجديد المكون من المستعمرات، اتجهت بريطانيا إلى فرض ضرائب لتزيد دخل الخزينة البريطانية بما يجعلها قادرة على تمويل حروبها الكثيرة. ومثل فرض المزيد من الضرائب عند الكثير من الأمريكيين حينذاك خطا فاصلا في علاقتهم مع بريطانيا. ومع استمرار غياب المشاركة الأمريكية في صنع القارات التي تخص شؤون حياتهم اليومية (خاصة ما يتعلق منها بالضرائب)، ظهر شعار لا ضرائب بدون تمثيل نيابي. ومع تمسك الحكومة البريطانية بحقها في فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة، وأهم هذه الضرائب كان ضريبة السكر، وضريبة الدمغة(الطوابع) إلا أن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أي ضريبة لم يشاركوا في إقرارها عن طريق مجالسهم المنتخبة.
حرب الاستقلال
لم يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً، فقد صدرت قوانين بريطانية جديدة تثير الغضب والاستياء لدى الأمريكيين إلى درجة أن بريطانيا أرسلت قواتها إلى كل من بوسطن ونيويورك، حيث قتلت بعض المواطنين فيما سُمي بمذبحة بوسطن التي رد عليها الأمريكيون بالاحتجاج المعروف «ببوسطن تي بارتي». وعاقبت بريطانيا المتمردين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطاني، وإجبار المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد ممثلو المستعمرات البريطانية بتشكيل المجلس القاري الأول بفيلادلفيا والذي ضم 13 مستعمرة والذي أجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية. وفي الرابع من يوليوز 1776 أعلن المجلس القاري الرابع الاستقلال عن بريطانيا مكونا الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين أمريكا وبريطانيا حتى انتصر الأمريكان في 1781 في معركة يوركتاون بفرجينيا. ثم وقَّع الطرفان معاهدة فرساي في 1783 وكانت بمثابة إعلان بنهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787 وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التي تم التصديق عليها في سنة 1788.
الدستور الأمريكي
وحلم اليتوبيا
من حسن حظ أمريكا أنها امتلكت شخصيات كبيرة في تلك اللحظة الحاسمة من بدء تاريخها، من بين هذه الشخصيات بالإضافة إلى جورج واشنطن (بطل الاستقلال الأمريكي)، توماس جيفرسون الذي ساعد جورج واشنطن كثيرا وكان شريكه في إعلان الاستقلال. شغل جيفرسون منصب ثالث رئيس للولايات المتحدة، لكن الأهم أنه كان العقل المدبر الذي شكل الفكر السياسي الأمريكي في هذه الفترة الحاسمة. وكان توماس جيفرسون من أكبر أنصار الديمقراطية والحرية. ومن إنجازاته شراء ولاية لويزيانا من نابليون بونابرت، وتأسيس جامعة فرجينيا. ويرى البعض أن تأثيره على سياسة الولايات المتحدة كان أعظم من تأثير أي زعيم سابق أو لاحق، وحتى هذا اليوم لا يزال شبحه يخيم على السياسة الأمريكية ولا تزال مبادئه تقود هذه القوة العظمى العالمية، وغالبا ما يشار إلى الديمقراطية الأمريكية بالديمقراطية الجيفرسونية كدليل على ذلك. وأكد جيفرسون على مبدأي الحرية والديمقراطية اللذين تضمنتهما وثيقة إعلان الاستقلال الأمريكي. وترددت أصداء هذين المبدأين عبر القرنين الماضيين، وبفضل قوتهما أثرت الولايات المتحدة على الكثير من دول العالم. وتمتلك الولايات المتحدة أقدم دستور مكتوب في العالم، والدستور الأمريكي هو أكثر الصادرات الأمريكية شعبية وأقدمها. وصمم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة دستوراً فريداً في مسار الكفاح المتواصل من أجل حرية الإنسان. تم التأكيد في الدستور على مبدأ الحكومة الدستورية، التي أملوا في أن تنتشر فكرتها إلى أبعد من أمريكا. واعتبر توماس جيفرسون الدستور صرحا قائما، ومثالا قائما يجب أن تقتدي به الشعوب الأخرى. فكتب قائلاً «من المستحيل ألا نشعر بأننا نعمل من أجل الإنسانية جمعاء»، لذلك السبب تبنت العديد من دول العالم نماذج دستورية مقتبسة من الدستور الأمريكي. أفكار مثل (كل الناس قد خُلقوا متساوين) وأن (خالقهم وهبهم حقوقاً معينة لا يجوز التفريط بها) قد وضعت في الصدارة كمطلب أمريكي منذ البداية، ولاحقا دعا ثوريون يسعون إلى كسر أغلال الظلم والطغيان، من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا وإفريقيا إلى آسيا إلى نفس المبادئ. وعندما أطلقت الولايات المتحدة تلك الأفكار الثورية إلى العالم عام 1776 لم تتردد إطلاقاً في الالتزام بها بصفة عامة، رغم حدوث انتكاسات تاريخية فيما يتعلق بمصير الهنود الحمر، وظاهرة عبودية الأفارقة. بالإضافة إلى تجاوزات وجرائم معاملة الأمريكيين من أصل ياباني أثناء الحرب العالمية الثانية، ومعاملة العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر.


مهاجرون غاضبون من آفة «الفوحان» لدى عائلاتهم في المغرب!
الكثير من الشباب المغاربة الذين اختاروا الهجرة إلى الولايات المتحدة يفتخرون بعملهم لساعات طويلة من أجل دفع تكاليف زواج أخت أو أخ في المغرب، وبعضهم يعمل «أوفر تايم» يعني ساعات إضافية مؤدى عنها لتوفير دفعات قرض في المغرب استُعمل لشراء أرض أو شقة تؤوي الأسرة في انتظار الفرج.. مهاجرون آخرون يعملون هنا ليل نهار كي يبعثوا رواتب شهرية لابن عم أو ابن خال أو عاطل عن العمل أو أخت مطلقة بثلاثة أطفال، لكن الفخر والحماسة التي تغلف حديث بعضهم عن عائلاتهم في المغرب سرعان ما تختفي وتحتل مكانها نبرة الأسى والحزن عندما يبدأ الحديث عن «نكران» بعض الأقارب للجميل وأنانيتهم المفرطة التي لا تعترف بتعب القريب في بلاد الغربة بل وترغب في التباهي بعرقه أمام العائلة أو الجيران. «اتصلت بالواليدة لبارح ولقيتها مقلقة عليا مزيان قالت ليك ألالاّ راه ولد خالتي كيصيفط لماماه ألف دولار فالشهر»! بتنهيدة كبيرة وساخطة حكى محمد قصته وأضاف «كون غير شافت خالتي ولدها شنو كايدير هنا كون حشمات تفوح على الواليدة ديالي راه غير كيقلي البطاطا فماكدونالد»! يُضيف محمد بصوت كله أسى وحزن على أمه التي صدقت «فوحان» أختها وبدأت تعير ابنها المقيم في ولاية فرجينيا منذ عشر سنوات والذي يقول بأنه لم يبخل يوما على عائلته لدرجة أنه لا يملك بيتا في الولايات المتحدة ولا في المغرب وأنه مازال كاري لأن معظم أجره الشهري يذهب إلى أسرته في المغرب. الكثير من الشباب المغاربة الذين قدموا إلى أمريكا في الفترة الأخيرة أصيبوا بالإحباط بسبب المقارنة التي تعقدها عائلاتهم في المغرب بينهم وبين أحد أبناء الأقرباء أو الجيران وفي أحيان كثيرة أيضا بين أبطال حكايات خيالية تتناقلها الألسن ولا تكون لها بالضرورة أي علاقة بالحقيقة. «ولد حومتي جا لميريكان هادي ست سنين وكيسرق الحوايج السينيي من المولات بخفة نادرة ويبعثهم لأخواته في المغرب وكلما اتصلت بعائلتي تقول لي أختي وا كيْتْك كون كنتي راجل كون خدمتي بحال ولد جارنا اللي مغرق خواتاتو بحوايج الموضة وماكاين غير السينيي». كانت هذه كلمات عبد الرحيم وهو مغربي يعمل مدير فرع محل لبيع الأحذية في مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا. يرفع محمد كفه بتوتر بالغ ويقول إنه لم يعد يتصل بأسرته في المغرب تهربا من لائحة مطالب أخته التي لا تنتهي والتي تعتقد بأنه يملك محل الأحذية الذي يعمل به وتعيب عليه تأخره في إرسال الكوليات إلى أفراد أسرته. «واهوما عند بالهوم راه أنا هنا كنلبس غير كالفن كلاين وكينيث كول، راني كنحرم راسي من لحوايج ديال لامارك باش نسيفط ليهوم اللي بغاو ومع ذلك عمرهم ما كيعجبهوم الحال»! يضيف عبد الرحيم بحسرة ويؤكد بأن السبب في ذلك هو النظرة غير الصحيحة لدى عدد كبير من المغاربة الذين يعتقدون بأن من يعيش في أمريكا كيطيح عليه الدولار من السما!
وتشاطره الرأي هدى وهي مغربية مقيمة في مقاطعة مونت غامري بولاية ميريلاند «دارنا عمرهم ما كيفكروا فتمارة اللي كنضرب، خاصهوم هوما غير باش يبانوا على العائلة ويقولوا بنتي هدى مسكينة سايفطات ليا هادي وشرات ليا هادي، عمرهم ما كيتصلوا بيا غير إيلا بغاو الفلوس!». تقول هدى بأنها تحرص على طبخ وجبات بسيطة داخل شقتها الصغيرة حتى لا تصرف مالها على أكل المطاعم «دائما كنقول الله أوما فيا ولا فدارنا، جوجت جوج خوتي وشريت ليهوم بيوتا ديال النعاس وكنصرف عليهوم لأنهما ما خدامينش. كل مرة كنقول صافي هاد الحمل بزاف عليا كنرجع ونستغفر الله ونقول الله يلعن الشيطان وهوما مساكن ما كرهوش حتى هوما»! هدى تعمل بائعة في محل لماركة مشهورة من الملابس الجاهزة وتقول بأنها تستعمل تخفيض خمسين بالمائة التي تمنحها إياها مديرة المحل لاقتناء ملابس لأختها في المغرب التي لا تعرف بأن هدى تحرم نفسها من ارتداء تلك الملابس كي تبعثها للمغرب وتؤكد أنها تتفهم ظروف أختها التي تتنافس مع صديقاتها في الجامعة حول من تلبس أشيك الملابس «صدماتني أختي مللي مشيت للمغريب العام الماضي بعدة كتبان هيا اللي خدامة ما شي أنا لأنني بسبب تمارة والعيا كنبان كيبحال شي خدامة مهلوكة وطبعا اختي ما كتفهمش علاش أنا ما كنتفركسش بحالها ومللي جات عندي للمطار ضربات وجهها بيديها وقالت آويلي فضحتينا قدام الناس كيفاش جاية من مريكان بهاد لحوايج مبهدلين يالاه يالاه دخلي للحمام ديال المطار وبدلي عليك»!!
قالت هدى بأنها أصيبت بصدمة حقيقية واكتشفت بأن «الفوحان» تحول إلى ظاهرة حقيقية في المغرب وأعربت عن أملها في أن تفكر عائلات المهاجرين قليلا في «تمارة» التي يعانون منها من أجل توفير الدولار وإرساله إلى المغرب عوض الانشغال بالمقارنة و«الفوحان» بيناتهم!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.