الرباط- محمد أحداد هاجم نواب من فريق العدالة والتنمية، أول أمس بالبرلمان، مسؤولي القناة على خلفية عرض القناة لفيلم قالوا إنه «يساند الكيان الصهيوني». ووجه نواب العدالة والتنمية نقدا حادا إلى مسؤولي القناة الثانية، إذ قال محمد الأمين بوخبزة إن «عرض فيلم «تنغير جيروزاليم» هو استفزاز لمشاعر المغاربة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى بث تقرير لمستوطنين من أصول مغربية، صورتهم كرسل سلام لا محتلين لأرض مغتصبة، و«لذلك يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الهفوة التي تتعارض مع ثوابت الأمة المغربية». ورد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، على بوخبزة قائلا: «اتصلت بالقناة مباشرة بعد عرض الفيلم وطلبت توضيحات بشأن نقطتين اثنتين، إحداهما تزامن بثه مع ذكرى صابرا وشاتيلا، والجواب كان أن الفيلم برمج منذ مدة طويلة. أما المشكلة الثانية فترتبط بورود مقطع يتحدث عن حرب الاستقلال، والمغرب عنده موقف ثابت يرفض واقع الاحتلال». وأضاف أنه كان على القناة الثانية «أن تحترم الرأي الآخر فيما يخص الموضوع، وعرض أي أطروحة يتوجب أن يكون هناك رأي مخالف ضمانا لمبدإ الرأي والرأي الآخر». وانتقد الخلفي بشكل ضمني القناة الثانية حين أكد أن القنوات العمومية مطالبة باحترام القيم الحضارية للمملكة. ويبقى الرهان الأساس، يستطرد الخلفي، هو «تجويد خدمات القنوات عبر ضمان مبدأ الرأي والرأي الآخر، ولابد من تعزيز دور الهاكا والبرلمان». جواب الخلفي أثار حفيظة المقرئ أبو زيد الإدريسي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، فوجه كلامه إلى الخلفي قائلا: «الأمر أكبر من ذلك. تجيبني وكأن بيننا وبين هذه الدولة علاقة عادية وليست دولة احتلال واغتصاب. المشكل يتعلق بأنه تم عرض هذا الفيلم على أساس حرب تحرير. هذه قناة عمومية وليست جمعية مشبوهة تدعي الانفتاح والحوار، وهي ممولة من جيوب دافعي الضرائب، و99 بالمائة من المواطنين ضد التطبيع». وأضاف أبو زيد بنبرة غاضبة «ما قامت به القناة الثانية أعمال تطبيعية ودعاية مجانية».