خيمت من جديد أجواء المواجهات بين تيار عبد الحميد أمين ومخاريق على مقر الاتحاد المغربي للشغل بتازة، مساء يوم الجمعة الماضي، بعد مرور حوالي شهر من الأحداث التي شهدها مقر النقابة وأسفرت عن تدخل القوات العمومية لإنهاء حالة الحرب «الأهلية» بين التيارين، وإقفال المقر، و«عسكرته»، خوفا من تكرار المشاهد التي تبادل فيها الطرفان كل أنواع العراك، قبل أن يضطر أتباع مخاريق إلى البحث عن أماكن للاختباء أمام بأس «رفاق» عبد الحميد أمين بالمدينة. فقد استعاد «الرفاق» «المغضوب عليهم» داخل «النقابة الخبزية»، في ندوة صحفية عقدوها أمام الباب الرئيسي للمقر، لحظات المواجهات، وملابساتها، وتطوراتها، واستعانوا بتحقيق صحفي سبق ل«المساء» أن نشرته وساهم في إشعال فتيل الحرب بين ما يسمونهما التوجهين الديمقراطي والبيروقراطي. ووصف الكاتب المحلي للاتحاد خصوم التوجه اليساري داخل النقابة ب«المافيا النقابية»، واتهم السلطات المحلية ب»التواطؤ» مع المكتب الجديد، الذي تشكل من قبل الأمانة العامة للنقابة بالمدينة، والذي حصل على وصل قانوني. وكانت تازة قد عاشت منذ حوالي شهر على إيقاع تدخل العشرات من عناصر قوات التدخل السريع لإطفاء نار المواجهات الدامية، التي استعملت فيها الهراوات والأحجار بين نقابيين في الاتحاد المغربي للشغل، جناح منهم يتبع لتيار عبد الحميد أمين، والجناح الثاني يتبع لمخاريق، الأمين العام للنقابة. وخلفت المواجهات بين الطرفين إصابة ما يقرب من 30 شخصا من تيار عبد الحميد أمين، وأصيب العشرات أيضا من أتباع مخاريق في هذه المواجهات، وتدخلت قوات الأمن لطلب تدخل سيارات الإسعاف لنقل بعض المصابين إلى المستشفى الإقليمي لتازة. وعمدت عناصر الأمن، بعد ذلك، إلى ضرب طوق على مقر هذه النقابة، ومنعت أعضاءها من الوصول إليها لتفادي تجدد المواجهات بين الطرفين.