تدخل العشرات من عناصر قوات التدخل السريع، أول أمس الأحد، لإطفاء نار مواجهات دامية استُعمِلت فيها الهراوات والحجارة بين نقابيين في الاتحاد المغربي للشغل، يتبع جناح منهم لتيار عبد الحميد أمين، ويتبع الجناح الثاني لمخاريق، الأمين العام للنقابة، الذي يُقدَّم على أنه يقود حربا ضروسا من أجل «اجتثاث» ما يعرف ب«التيار الديمقراطي» داخل هذه النقابة، التي كانت إلى وقت قريب، تعرف ب«النقابة الخبزية» في المغرب.. فيما كانت الدارالبيضاء تشهد تنظيم مسيرة «الكرامة أولا»، التي دعت إليها كل من نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، وشارك فيها عدد من مكونات اليسار، وضمنها التيار الموالي لعبد الحميد أمين داخل نقابة الاتحاد المغربي للشغل. وقد خلّفت المواجهات بين الطرفين إصابة حوالي 30 شخصا من تيار عبد الحميد أمين، حسب مصادر مقربة، وأصيب في هذه المواجهات أيضا العشرات من أتباع مخاريق، وتدخلت قوات الأمن لطلب تدخل سيارات الإسعاف لنقل بعض المصابين إلى المستشفى الإقليمي لتازة. وعمدت عناصر الأمن، بعد ذلك، إلى ضرب طوق على مقر هذه النقابة ومنعت أعضاءها من الوصول إليها، لتفادي تجدد المواجهات بين الطرفين. وكانت لجنة من الأمانة العامة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل قد حلت بتازة، يوم الجمعة الماضي، وعقدت لقاء مع أعضاء المكتب المحلي في حديقة مقر الاتحاد، واتخذ أعضاء الكتابة الوطنية، يوم السبت الماضي، قرارا بطرد المكتب المحلي، ما دفع العمال إلى طردهم من المقر، ما أغضبهم ودفعهم إلى القيام ب»إنزال» عبر حافلة، في وقت متأخر من ليلة السبت -الأحد. وذكرت المصادر أن أعضاء الأمانة العامة، المحسوبين على جناح الميلودي مخاريق، قد عمدوا إلى الاستعانة بأعضاء سابقين في الاتحاد المحلي، إلى جانب من أسماهم الغاضبون «البلطجية»، الذين تم استقدامهم من الدارالبيضاء والرباط ووجدة وفاس وكرسيف.. واضطر أتباع مخاريق، أمام هذا الوضع، إلى الانسحاب من المقر، فيما أقدمت عناصر الأمن على ضرب الطوق عليه، تجنبا لعودة المواجهات. وكانت الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل قد قررت طرد كل من عبد الحميد أمين وعبد الرزاق الادريسي والمستشارة البرلمانية خديجة الغامري، وهم من «رموز» ما يعرف بالجناح اليساري داخل نقابة الاتحاد. وتعيش هذه النقابة أزمة داخلية في عدد من القطاعات والمواقع على خلفية هذه القرارات.