في سابقة، في تاريخ الجموع العامة للفرق الوطنية لكرة القدم، منع علي الفاسي الفهري رئيس الفريق ورئيس جامعة كرة القدم الصحفيين من حضور الجمع العام الذي عقده فريق الفتح الرباطي يوم الجمعة الماضي، والمخصص لمناقشة حصيلة موسم بأكمله، بمصاريفه المالية وبنجاحاته وإخفاقاته. منع الصحفيين من حضور الجمع العام للفتح أمر غير مقبول، في زمن الحديث عن الحق في المعلومة الذي يكفله الدستور المغربي وتحت عليه أكبر الأجهزة الرياضية، وهي اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، بل إنه يكشف رؤية الفهري الذي يقود الرياضة الأكثر شعبية في المغرب للصحافة ومن خلالها الرأي العام، وكيف أنه ينظر لهم باحتقار، دون أن يدرك أن لصحافة هذا البلد الحق في حضور الجموع العامة ومتابعتها ورصد جميع تفاصيلها، فالفتح شئنا أم رفضنا جمعية رياضية تستفيد من المال العام، وليست ضيعة في ملكية الفهري حتى يجعل من الجمع العام شأنا خاصا، يحضره لوحده ويفعل فيه ما يشاء دون حسيب أو رقيب. ليست هذه المرة الأولى التي يتعامل فيها الفهري مع الصحافة بهذه الطريقة «المستفزة»، والتي تكشف أن الرجل خارج الزمن الكروي، ومازال لم يدرك بعد ما معنى أن يكون رئيسا لجامعة كرة القدم، فأول حوار صحفي له بعد أن أصبح رئيسا للجامعة كان مع صحيفة جزائرية، كما أنه يحرص على منع الصحفيين من متابعة أخبار المنتخب الوطني، كما أنه أصدر أوامره بمنع مصور رياضي مغربي(عمر الطيبي) من العودة مع الوفد المغربي بعد مباراة المنتخب الوطني والجزائر التي جرت بعنابة في مارس 2011. ليس هناك أي نص قانوني يسمح للفهري بأن يمنع الصحافة من حضور الجمع العام، وبالتالي فما أقدم عليه خرق قانوني سافر. منذ أن تم تعيينه رئيسا للفتح ظل الفهري يؤكد أنه ليس لديه ما يخفيه عن الصحافة والرأي العام وأنه يقود الفريق بشفافية واضحة، لكن الشفافية لا تعني حجب الجمع العام عن الصحافة، ولذلك فإن من حق المتتبعين أن يتساءلوا ويطرحوا الكثير من الأسئلة، من قبيل هل هناك اختلالات في مالية الفتح هي التي دفعت الفهري إلى عدم السماح للصحافة بحضور الجمع العام، خصوصا أن الفهري أثبت منذ أن تولى رئاسة جامعة كرة القدم في 16 أبريل 2009 أن لديه حساسية خاصة تجاه الحسابات المالية، إذ لم يسبق له أن قدم أي كشف مالي بمصاريف الجامعة وبما يحصل عليه من تعويضات رفقة بقية أعضاء المكتب الجامعي، أم أن الأمر يتعلق برغبة الفهري في «الانتقام» من الصحافة التي انتقدت تسييره للجامعة ولكرة القدم المغربية. العظماء يدخلون التاريخ من أبوابه الكبيرة، بإنجازاتهم المتفردة، والفهري الذي كان من المفروض أن يحقق للكرة المغربية إنجازات تاريخية تدخله التاريخ، اختار أن يدخل «تاريخ» الكرة المغربية من الباب الضيق.. إقصاء لجميع المنتخبات الوطنية، ومدرب يتقاضى أعلى راتب في تاريخ الكرة المغربية وحقق أسوأ نتيجة لمنتخب وطني، وإخفاقات بالجملة، ثم منع للصحفيين من حضور الجمع العام لفريق مغربي لأول مرة في تاريخ الرياضة المغربية منذ أن نال المغرب استقلاله.