اتهم عدد من أمهات أطفال يعانون من تشوهات خلقية إدارة مستشفى الأطفال في الرباط برفض إجراء عمليات جراحية لأطفالهن، رغم أن الموعد المحدد لها تجاوز في بعض الحالات أربعة أشهر وأكدت الأمهات أن الأسر قامت بأداء مصاريف إجراء العمليات، لكن قاعة الجراحة غير مجهزة، وحاليا يتم إجراء عمليتين جراحيتين في 15 يوما، وهناك من الأطفال من كان من المفترض أن يخضع لعملية جراحية في عامه الثاني، لكن غياب العناية الصحية وعدم الاكتراث لمعاناتهم جعل موعد إجرائها يطول. ونظمت الأمهات القادمات من مدن زاكورة والعيون وآسفي والعرائش وغيرها، وقفة احتجاجية أول أمس الاثنين أمام مستشفى الأطفال بالرباط، للتنديد بما اعتبرنه «إغلاق إدارة المستشفى لقاعات الجراحة، ومنع أطفالهن من الحق في العلاج». وأوضحت أمهات الأطفال أن «الأطباء المكلفين بإجراء العمليات الجراحية يؤكدون أنهم مستعدون لإجرائها، حتى في فترة عطلهم، شرط أن تتوفر القاعة الجراحية على المعدات اللازمة، لكن إدارة المستشفى ترفض توفير تلك التجهيزات دون تقديم أي مبررات على ذلك». وأشارت الأسر إلى أن إدارة المستشفى رفضت الأخذ بعين الاعتبار نظام المساعدة الطبية «الراميد»، حيث اضطرت بعض العائلات لأداء مصاريف العلاج، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى 10 آلاف درهم، مشيرة إلى أن بعض المستشارين البرلمانيين حلوا بالمستشفى خلال الأسبوع الماضي، ووقفوا على معاناة الأسر في ظل تأخر إخضاع أبنائهم للعمليات الجراحية المحدد تاريخها، وقدموا وعودا بإجرائها خلال 48 ساعة، لكن لا شيء من ذلك تحقق بعد مرور أكثر من خمسة أيام. إلى ذلك، نفت إدارة مستشفى الأطفال بالرباط ادعاءات أمهات الأطفال برفض إخضاعهم للعلاج، وعزت تأخر إجراء العمليات الجراحية بالأساس إلى تعطل المعدات الطبية بقاعتين للجراحة الذي أفضى إلى إغلاقهما مؤقتا، بعدما كان المستشفى يتوفر من قبل على أربع قاعات للجراحة. وأكدت ليندا العلمي، مديرة مستشفى الأطفال في الرباط، أن «المستشفى يعاني من خصاص كبير في المعدات والتجهيزات الطبية، وحتى في الموارد البشرية، وهذا مشكل تعلمه جميع الجهات، ولحد الآن مازلنا ننتظر إصلاح المعدات، رغم قدمها، حتى نتمكن من تدارك هذا الخصاص. واتهمت مديرة المستشفى «بعض الأساتذة الأطباء بتحريض الأمهات على الاحتجاج، رغم استيعابهم للمشاكل التقنية التي يعرفها هذا القسم، بل وتسببهم في مشاكل تنظيمية بسبب تحديدهم لمواعيد غير مضبوطة»، مشيرة في السياق ذاته إلى أن المستشفى لا يمكن أن يستقبل الحالات الواردة عليه من مناطق خارج جهة الرباط، لأن ذلك يزيد من الضغط على الخدمات المقدمة من المستشفى.