قرر الطاقم الطبي العام في المركب الجراحي للمستشفى الإقليمي لإنزكان توقيف جميع العمليات الجراحية المبرمجة ابتداء من يوم الاثنين الماضي، احتجاجا على غياب المعدات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية. واستنكرت مصادر طبية جد مطلعة كيف أن العاملين بالجناح طالبوا غير ما مرة بتوفير التجهيزات الضرورية بينما تقوم إدارة المستشفى باقتناء تجهيزات أخرى غير مطلوبة، مما يُبقي على الخصاص في التجهيزات الأساسية وتعريض المعدات غير المطلوبة للتلف. وعددت الأطر الطبية الخصاص الذي يعرفه مركب الجراحة في عدم استجابة غرف الجراحة لمعايير التعقيم المعمول بها طبيا بسبب عدم توفر «كواشف التعقيم» وتعطل «علب تعقيم أدوات الجراحة»، فضلا على غياب شروط النظافة الواجب توفرها في مرافق المركب الجراحي، وهو الأمر الذي يهدد صحة المرضى والعاملين فيه على السواء. وأوردت مصادرنا مثالا على ذلك ما حدث لإحدى السيدات (23 سنة) التي أجريت لها عملية ولادة قيصرية، وبسبب غياب شروط التعقيم اللازمة، تعرضت هذه السيدة لتعفنات ما بعد الجراحة، وهو ما نتج عنه استئصال الرحم، إضافة إلى حوادث عديدة طالبت مصادرنا بضرورة فتح تحقيق في موضوعها، خاصة أن الأمر يتعلق بأرواح المواطنين. وذكرت المصادر ذاتها أن القاعات الثلاث المتواجدة في المركب الجراحي تفتقر إلى أجهزة تتبع حالة المريض الذي يخضع للجراحة. وفي السياق ذاته، استغربت مصادرنا التأخر الحاصل في بناء المركب الجراحي الجديد الذي انطلقت أشغاله منذ سنة 2009 ولم تنته بعدُ، مما أضحى يطرح أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي يتم بها تدبير الأمور داخل المستشفى الإقليمي لإنزكان، الذي يعرف ضغطا كبيرا من حيث عدد الحالات الوافدة عليه. وفي الوقت الذي توقفت جميع العمليات الجراحية المبرمجة في المستشفى، والتي يتم إحالة الحالات الوافدة عليه على المصحات الخاصة أو نحو مستشفى الحسن الثاني في أكادير، تم الإبقاء على إجراء بعض العمليات التي توصف بأنها مستعجلة داخل المركب الجراحي ي إنزكان، رغم عدم توفر الشروط اللازمة لذلك، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضعية، حسب مصادرنا.