ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمي: لو انسقنا وراء القرارات الشعبية لبلغ الدين العمومي نسبة لا تطاق
قال إن ذلك سيوجه ضربات قاصمة للتنمية والتشغيل وكشف عن إطلاق إجراءات لدعم الطبقة المتوسطة في مشروع قانون المالية للسنة المقبلة
نشر في المساء يوم 13 - 06 - 2012

قال الوزير المنتدب المكلف بالميزانية إدريس الأزمي الإدريسي: «لو انسقنا وراء القرارات الشعبية
لبلغ الدين العمومي نسبة لا تطاق»، مؤكدا أن هذا الأمر ستكون له انعكاسات سلبية للغاية على الاقتصاد المغربي، حيث «سيوجه ضربات قاصمة للتنمية والتشغيل». وبخصوص إصلاح المقاصة، أوضح الأزمي أن هذا الإصلاح سيكون «تدريجيا»، مؤكدا حرص الحكومة على توجيه الدعم إلى الفقراء، وكشف عن نية الحكومة إطلاق إجراءات خاصة لدعم الطبقة المتوسطة في مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، دون أن يكشف عن طبيعتها. الطابع التدريجي ينطبق على إصلاح أنظمة التقاعد. ورغم أن الأزمي رفض الكشف عن السيناريوهات الممكنة لهذا الإصلاح، فقد أكد على أن أجرأتها لم يعد يفصل عنها سوى تدارس هذه السيناريوهات مع مجموع الأطراف المعنية بهذا الإصلاح.
- قيل الكثير عن الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات ومبرراتها، لكن بلغة لا يفهمها إلا المهتمون بالشأن الاقتصادي. كيف يمكن تفسير هذا القرار للمواطن البسيط؟
يعيش المغرب هذه السنة وضعية اقتصادية ومالية صعبة. وقد استلمت الحكومة الحالية مهامها في ظل تراجع مؤشرين اثنين، أولهما عجز الميزانية، الذي وصل إلى 6.1 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو ما يعادل 50 مليار درهم، وهو ما أدى إلى تزايد نسبة الدين، فيما استأنف الدين العمومي منحاه التصاعدي.
أما المؤشر الثاني فيرتبط بالحساب الجاري لميزان الأداءات، الذي يحدد العلاقات التجارية والمالية بين المغرب وباقي العالم. وصل عجز هذا الميزان إلى غاية متم 2011 نسبة تناهز 7.9 في المائة، وهو ما يعادل بلغة الأرقام 65 مليار درهم.
تفاقمت هذه الوضعية الاقتصادية الصعبة في الأشهر الأولى من السنة الجارية بحكم آثار الجفاف وتراجع علاقاتنا التجارية مع الخارج. غير أن العامل الأكثر تأثيرا يتمثل في ارتفاع الفاتورة الطاقية. لأول مرة في التاريخ يتم تسجيل معدل 118 دولارا لبرميل النفط في الأشهر الأولى من السنة. في السنة الماضية لم يتعد هذا المعدل حاجز 104 دولارات وفي 2010 ظل في حدود 78 دولارا.
وبصرف النظر عن تأثير هذا التطور على الميزان التجاري، فقد تسبب في استهلاك ما يناهز 80 في المائة من الميزانية المخصصة لصندوق المقاصة في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية.
بلغة الأرقام، استهلكنا 22 مليار درهم، استهلك الغازوال وغاز البوتان مجملها. وإذا استمررنا على هذا المنوال، فإن إجمالي الميزانية المخصصة لصندوق المقاصة في سنة 2012، والتي تبلغ 32 مليار درهم، ستنفد في منتصف يوليوز المقبل. وفي هذه الحالة سينهي صندوق المقاصة هذه السنة بميزانية قياسية تصل إلى 60 مليار درهم. ما معنى هذا؟ معناه أننا مضطرون إلى البحث عن 26 مليار درهم إضافية لتغطية نمو نفقات المقاصة. ولذلك وجدت الحكومة نفسها أمام خيارين لتعبئة هذا الغلاف المالي.
يتمثل الخيار الأول في الاستنجاد بتخفيض نفقات الاستثمار. وهذا حل بسيط لن ينبته إليه المواطنون ولن يفطنوا إليه.
- هذا ما كان معمولا به في السنوات الماضية؟
أتكلم فقط عن هذه الحكومة. لن ينتبه المواطنون تماما إلى قرار الاستنجاد بنفقات الاستثمار إلا بعد مضي سنتين أو ثلاث حين تتراجع نفقات الصحة والتعليم. شعبيا، لن يفطن أحد إلى هذا الإجراء، ولكننا سنوجه ضربات قاصمة إلى التنمية والتشغيل. وقد استبعدنا هذا الخيار.
أما الخيار الثاني فيهُمّ نفقات الاستهلاك من قبيل مصاريف الحفلات والسيارات والوقود. وقد اتخذنا بشأنه إجراءات ستمكننا من توفير 5 مليارت درهم. وكانت هذه الزيادة الخيار الثالث المتاح للحكومة من أجل الحد من تفاقم نفقات المقاصة. ويجب التأكيد على أن هذه الزيادة محدودة، لأننا لا زلنا ندعم المواد التي تقرر أن تشمل هذه الزيادة، وهي الغازوال والبنزين والفيول الصناعي.
- علل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الزيادة بوجود ميزانية الدولة في حالة خطر. هل تعتبر هذا القرار كافيا لإنقاذ الميزانية من هذا الخطر؟
هذا القرار كاف في الظرفية الحالية لاعتبارات وجيهة. لو أننا انسقنا وراء القرارات الشعبية لبلغ الدين العمومي نسبة لا تطاق. هذا الدين يتراكم تلقائيا بمجرد اللجوء إليه. وهو الآن يوجد في مستوى معقول.
ومن شأن ارتفاع الدين العمومي أن يفقد الدولة مصداقيتها أمام شركاء المغرب من المؤسسات المالية الدولية، وسيؤدي ذلك إلى تراجع الصورة الاقتصادية للمغرب، وتنجم عنه صعوبات في الحصول على القروض وتطبيق نسب فوائد مرتفعة بسبب ارتفاع مخاطر الإقراض. أكثر من ذلك، قد تصل إلى مستوى لا يقبل فيه أي طرف إقراض الدولة وإن ارتفعت نسبة الفائدة.
- هل يمكن أن تلجأ الحكومة إلى الاستدانة، خصوصا أن العدالة والتنمية كان يعلن دائما معارضته اللجوء إلى الاستدانة؟
قرار الزيادة في أسعار المحروقات سيقلص اللجوء إلى الاستدانة، لأنه سيوفر 15 مليار درهم. كما أنه سيحافظ على مصداقيتنا المالية والاقتصادية ويبقي شروط الحصول على التمويل في مستويات معقولة. الارتفاع الحقيقي للأسعار يكون عندما ترتفع معدلات شروط الحصول على التمويلات، وليس عند إضافة درهم أو درهمين للحيلولة دون ارتفاع الدين العمومي. ولهذا السبب ارتأينا تفعيل إجراء يمكننا تحمل تبعاته من باب المسؤولية والواجب.
- لكنكم لم تفكروا في تكلفته السياسية؟
المواطن المغربي له من الذكاء الاقتصادي والمالي ما لا يتمتع به غيره. أكيد أنه سيفهم بعد التفكير في أسباب هذا القرار أنه اتخذ من أجل توفير الأموال الضرورية لإنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وحفظ الصورة الاقتصادية للمغرب، بالإضافة إلى توفير شروط التنمية والتشغيل. وأضرب لكم مثلا برب بيت كان بصدد تشييد منزل لأسرته، فوجد نفسه في عسر مالي. سيجد نفسه بكل تأكيد أمام خيارين: إما أن يتشدد قليلا في النفقات ويواصل البناء أو يستمر في الإنفاق على المأكل والمشرب ويوقف أشغال تشييد المنزل.
خيارنا إكمال الإصلاح وتوفير شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولو تطلب ذلك زيادة درهم أو درهمين في أسعار المحروقات.
- لكن هذا الدرهم وهذين الدرهمين هي في واقع الأمر دراهم، فمواد وخدمات كثيرة ستعرف أسعارها هي الأخرى زيادات وسيستشعر المواطن هذه الزيادات
يجب أن نفصل في هذا المقام بين الزيادات الناجمة عن قرار الحكومة القاضي برفع أسعار المحروقات وبين تلك المترتبة عن المضاربات والربح غير المشروع. مثلا، بالنسبة إلى النقل العمومي بين الرباط وسلا، فإن قطع مسافة 10 كيلومترات يستنفد لترا من الوقود، وهذا معناه أن سيارات الأجرة ستضيف 20 سنتيما على كل شخص. وقد عقد الوزير المنتدب في الداخلية اجتماعا مع الأقسام الاقتصادية والاجتماعية في العمالات بخصوص هذا الموضوع، لاسيما أن قطاع النقل العمومي مقنن ولا يمكن إقرار زيادة فيه بدون قرار رسمي. وبالنسبة إلى قطاع نقل البضائع، تأكد حسابيا أنه لا يمكن زيادة أكثر من 6 سنتيمات في الكيلوغرام الواحد في كل ألف كيلومتر. وكل ما يخرج عن هذا الإطار، يعتبر من المضاربة والربح غير المشروع، والحكومة ستعمل على التصدي لذلك لكي لا ينسب إلى القرار الحكومي ما لا يتحمل مسؤوليته.
كما أننا سنحرص على شرح هذا الموضوع للمواطنين. الخطر أن الناس يفهمون أن أي زيادة ناجمة عن قرار الحكومة القاضي برفع أسعار المحروقات.
- بعد هذا القرار المفاجئ، تطرح تساؤلات عن القرارات التي ستتخذها الحكومة في إطار إصلاح صندوق المقاصة وما إذا كان هذا الإصلاح سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
إصلاح صندوق المقاصة يتضمن حزمة من الإجراءات. يكتسي شقها الأول طابعا ماليا ويتمثل في توفير هوامش في الميزانية العامة من أجل استثمارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- وماذا عن المستوى الإجرائي؟
إجرائيا، هناك الشق المالي المشار إليه. وجانب آخر يقوم على الاستهداف عبر التركيز على الفئات الأكثر حاجة. فصندوق دعم التماسك الاجتماعي استهدف، رغم أنه لا يزال في بداياته، فئات محددة. نظام المساعدة الطبية على سبيل المثال يستهدف 8.5 ملايين مواطن، أغلبهم دخله محدود. الفئة الثانية هي ذوو الاحتياجات الخاصة، وتتكون بالأساس من المعاقين والأرامل، وستستفيد من برنامج خاص، بالإضافة إلى الأسر الفقيرة، خصوصا في العالم القروي، التي تستفيد من برنامج «تيسير»، الذي تم دمجه في صندوق دعم التماسك الاجتماعي، شرط تمدرس الأطفال وصحة الأم وأبنائها.
وسنعمل على توجيه كل ما يتم اقتصاده من أموال المقاصة إلى دعم الفقراء.
- متى سيتم تفعيل هذا الدعم؟ وهل تتوفر الحكومة على أجندة زمنية لتعميمه؟
سيتم تفعيل هذا الإصلاح بالتدريج، علما أن نظام المساعدة الطبية بدأ مع الحكومة السابقة، التي أرست دعائمه ووضعت أسس تدبيره، وحظيت الحكومة الحالية بشرف التعجيل بتنزيله بتعليمات ملكية سامية.
- رئيس الحكومة والوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة أكدا في تصريحات صحافية أن إصلاح المقاصة سيتم قبل متم السنة الجارية. ما هي الخطوات العملية لإقرار هذا الإصلاح؟ وهل سيتم إلغاء دعم بعض المواد الأساسية؟
ما يمكنني قوله أن مسلسل إصلاح المقاصة انطلق مع صندوق دعم التماسك الاجتماعي. ويجب كذلك ألا نغفل مجموعة من الإجراءات التي تم إقرارها في قانون المالية في إطار تكريس بعده الاجتماعي. فهذه الإجراءات تندرج ضمن مسلسل إصلاح المقاصة وتكريس ثقافة استهداف الفئات الأكثر فقرا مثل صندوق التكافل العائلي، الذي تم تفعيله وتعبئة غلاف مالي لدعم الفئات المستهدفة منه. لا ننسى أيضا مراجعة قيمة منح الطلبة وإعفاء 3 ملايين ونصف مليون أسرة. تلزم الإشارة أيضا إلى دعم الأدوية المزمنة (900 مليون درهم)، والإعفاء من رسم الفضاء السمعي بالنسبة إلى الأسر الفقيرة، وإلى مليوني درهم في إطار نظام التخفيف من آثار الجفاف، و13.2 مليارا للحوار الاجتماعي.
لقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات على أساس هذه العقلية ووفق ثقافة الاستهداف. وكان ذلك بمثابة إعلان عن العمل على توسيع هامش التحرك في الميزانية في مجال تفعيل السياسات العمومية وفي الآن ذاته اقتصاد نفقات وتوجيهها إلى فئات معينة تعيش في وضعية صعبة أو تفتقر إلى مصادر مدرة للدخل مثل الطلبة.
- إذا كان الأغنياء قادرين على تحمل هذه الزيادات وصارت للفقراء برامج تستهدفهم، فما موقع الطبقة المتوسطة في هذا الإصلاح؟
تتكون هذه الفئة بالأساس من المأجورين. وقد استفادت هذه الفئة من الحوار الاجتماعي بغلاف مالي وصل إلى 13.2 مليار درهم. وقد أدت توافقات الحوار الاجتماعي إلى ارتفاع الأجور بنسبة 27 في المائة.
أتحدث عن القطاع العام. وصل الحد الأدنى للأجر إلى ألفين و800 درهم، وارتفع متوسط الأجور بدوره ليصل إلى 7 آلاف و200 درهم. وهذا يعني أن الطبقة المتوسطة نالت بدورها حظها من الإجراءات الممهدة لإصلاح المقاصة. وقد بينت الدراسة الأخيرة التي أنجزها مجلس المنافسة أن الفقراء والطبقة المتوسطة هما الفئتان الأقل استفادة من المقاصة. الدراسة بينت أيضا أن 20 في المائة من الأغنياء يستفيدون من المقاصة 5 مرات أكثر من الفقراء.
وبالإضافة إلى الحوار الاجتماعي، تستفيد الطبقة المتوسطة من السياسات الاجتماعية، سواء في التعليم أو الصحة. كما أن مناقشة قانون المالية للسنة الجارية شهدت حديثا عن إمكانية أن يتضمن قانون المالية للسنة المقبلة إجراءات لدعم الطبقة المتوسطة.
- وما هي طبيعة هذه الإجراءات؟
(يصمت)
- هل ستشمل هذه الإجراءات القطاعين العام والخاص، أم أنها ستنحصر في القطاع العام على غرار التدابير المتخذة في إطار الحوار الاجتماعي؟
في القطاع الخاص، ربما هناك مشكلة في الأجور الصغرى، في حين هناك تنافس بين القطاعين العام والخاص في مجال استقطاب الأطر.
- تضع هذه الحكومة إصلاح أنظمة التقاعد ضمن أولوياتها. ما هي السيناريوهات المحتملة لإقرار هذا الإصلاح؟
لايمكننا الحديث عن السيناريوهات المتاحة لإصلاح أنظمة التقاعد، ولكنني أؤكد أن هذا الإصلاح يكتسي أهمية للعديد من الاعتبارات ذات الطبيعة الاجتماعية والمالية. إذ يتوجب الحفاظ على التوازنات المالية لهذه الصناديق لأنه ضرورة اجتماعية من أجل ضمان القدرة الشرائية لهذه الفئة من المواطنين. هناك أيضا جانب مهم من هذا الإصلاح، يتعلق بالحاجة إلى توسيع دائرة المستفيدين من هذه الأنظمة. وعلى هذا الأساس، سيركز الإصلاح على البعد الاجتماعي، موازاة مع حفظ التوازن المالي لهذه الأنظمة.
اللجنة التقنية تشتغل منذ زمن، وقد اجتمعت على الأقل عشر مرات منذ تعيين الحكومة الحالية. كما أن المكتب الدولي للشغل أدلى برأيه بشأن هذا الإصلاح وأحيلت على اللجنة. والآن تبقت بلورة الإصلاح وفق منطق الشراكة مع الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين.
- وهل هناك أجندة زمنية لتفعيل هذا الإصلاح، خصوصا أن أنس العلمي، الرئيس المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، أكد، قبل أسبوعين، في لقاء حول إصلاح أنظمة التقاعد، أن تفعيل هذا الإصلاح يستوجب قرارا سياسيا من قبل رئاسة الحكومة بناء على تقرير اللجنة المكلفة بالموضوع؟
يجب التأكيد، أولا، على أن الإصلاح ورش وطني بامتياز. نذكر أيضا بأن إصلاح أنظمة التقاعد كان ضمن قائمة الإصلاحات التي اعتبرناها في قانون المالية ذات راهنية، إلى جانب إصلاح المقاصة والإصلاح الجبائي.
- هل سيتم تفعيل هذه الإصلاحات في هذه السنة أم ستتم إعادة التذكير براهنيتها في مشروع القانون المالي للسنة المقبلة؟
لا توجد علاقة بين هذا الإصلاح وقانون المالية. هذا الأخير مجرد منافسة لتفصيل هذه الإصلاحات. والأهم أن التحديات واضحة والسيناريوهات الممكنة محددة، ولم يبق سوى تدارسها مع الأطراف المعنية بهذا الإصلاح قبل أجرأته. عموما، هذا إصلاح لا يحتمل الانتظار.


مشروع القانون المالي لسنة 2013 سيكون نسخة تجريبية من إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية
- تعتبر هذه السنة استثنائية. بالكاد أنهت الحكومة مسطرة المصادقة على مشروع القانون المالي للسنة الجارية حتى حان الموعد المألوف لإعداد مشاريع القوانين المالية. هل شرعتم في إعداد مشروع قانون مالية 2013؟
سنشرع في إعداد هذا المشروع في مستهل النصف الثاني من السنة الجارية، بالموازاة مع مباشرة إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية.
- هل يمكن أن يبلور مشروع قانون مالية 2013 وفق قانون تنظيمي جديد؟
يتوقف ذلك على توفر الوقت الكافي لتفعيل أجندة إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية. سنعقد في الأسبوع المقبل يوما دراسيا في البرلمان من أجل تبادل وجهات النظر حول هذا الإصلاح، وسنحاول الإسراع بتفعيله.
وحتى إذا لم يكن ممكنا إنهاء مسطرة المصادقة على القانون التنظيمي لقانون المالية قبل حلول موعد مناقشة مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، سنحاول أن يكون هذا المشروع نسخة تجريبية لهذا الإصلاح.
- وما هي توقعاتكم بخصوص النمو الاقتصادي في السنة المقبلة؟
ستكون 2013 في غالب الأحيان أفضل من السنة الجارية لأننا نتوقع تحسنا في المبادلات التجارية على ضوء توقعات بانتعاشة الاقتصاد العالمي، خصوصا الاقتصاد الأوربي. وإذا كان الموسم الفلاحي المقبل ممطرا، وهذا ما نتمناه، ستكون له تأثيرات إيجابية للغاية على النمو الاقتصادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.