انتقد أحمد الدهي، رئيس جماعة عين تيزغة بإقليم ابن سليمان، طريقة تعامل الوكالة الحضرية بسطات مع ملفات التعمير بالإقليم. وأكد أنها تكيل بمكيالين، في إشارة إلى أنها ترخص بالبناء بمنطقة برشيد، على أراض فلاحية مساحتها 5000 متر مربع، وترفض الترخيص بالمثل داخل تراب إقليم ابن سليمان. وحمل الوكالة ما تعيشه الجماعات المحلية بالإقليم من احتقان. موضحا أن الوكالة ترخص للغرباء الأثرياء، وتضع عراقيل وهمية أمام بعض جيرانهم. وجاءت انتفاضة رئيس أغنى جماعة قروية بالإقليم، بعد أن حاولت بعض الجهات تسييس ملف التعمير بالعالم القروي، وإيهام بعض القرويين بأن إشكالية التعمير بالجماعة بيد الرئيس. حيث قال إنه يئس من استقبال المحتجين وإقناعهم بأن الوكالة الحضرية هي التي ترفض الترخيص لهم، وإنه يئس من طرق كل الأبواب لتيسير بناء منازل تقي القرويين من التشرد فوق أراضيهم. وأكد في مداخلته خلال دورة المجلس الإقليمي، المنعقدة الثلاثاء الماضي، أن القرويين هم الأولى بالاهتمام، بحكم أنهم أصحاب الأرض التي ورثوها عن أجدادهم، والتي يعيشون من خيراتها الفلاحية ومن تربية المواشي. وتساءل عن مصير الفلاحين الورثة، الذين ورثوا عن آبائهم أراضي فلاحية ذات مساحات صغيرة، ومنازل صغيرة لا يمكن أن تؤوي كل الأبناء والأحفاد، علما أن هؤلاء الفلاحين لا مستقبل لهم بعيدا عن تلك الأراضي، مطالبا بمنحهم رخصا استثنائية لبناء منازل، مؤكدا أن مثل تلك الإجراءات لن تضر بالتعمير بالجماعة، لأن تلك المنازل متفرقة، ومن شأنها أن تجدد ثقة الفلاحين في أرضهم، وتحفزهم على البقاء والاستثمار بمنطقتهم، عوض خيار بيع تلك الأراضي، والهجرة صوب المدن والحواضر. وهو ما من شأنه أن يزيد من تدهور القطاع الفلاحي، ويفاقم البطالة بالإقليم. وندد الدهي بالاحتقان الذي بلغ مداه، وجعل بعض الجهات تستعمله كأوراق انتخابية للضغط على المكتب المسير للجماعة، الذي يسعى جاهدا إلى حل إشكالية التعمير، وتحسين ظروف عيش السكان. وينتظر أن يرفع الرئيس طلب عقد لجنة للترخيص الاستثنائي إلى المدير الجهوي للوكالة الحضرية بسطات، الذي أكد أنها الحل الوحيد لتسوية مثل هذه الملفات.