لم يستسغ نواب من الفريق الحركي مطالبة عبد الله بوانو، عضو فريق العدالة والتنمية، وزير الداخلية امحند العنصر بتوضيح قصده من قوله «هناك ممثل أمة يحرض الناس في منطقة قريبة من الرباط ضد السلطات خلال قيامهم بعملية هدم البناء العشوائي وفقا للقانون». وقال بوانو، في إطار نقطة نظام، بعد تعقيب وزير الداخلية، «إنه قد يفهم من الجواب أن ممثل الأمة الذي تتحدث عنه ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية، خصوصا أن السؤال تقدم به فريق العدالة والتنمية، فنرجو منكم التوضيح». تدخل بوانو، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب أول أمس، جعل برلمانيين حركيين يحتجون عليه تضامنا مع أمينهم العام وزير الداخلية، غير أن رئيس الجلسة محمد جودار تدخل لإنهاء المناوشات عبر المرور إلى السؤال الموالي. وقد جاء رد وزير الداخلية تعقيبا على تدخل عائشة ماء العينين، عضو فريق العدالة والتنمية، التي دعت فيه الحكومة إلى أن تكون لها الشجاعة الحقيقية لإيقاف نزيف البناء العشوائي، موضحة أن الاستثناءات سبب في تفشي فوضى التعمير. وأكدت عضو فريق العدالة والتنمية أن البناء العشوائي ينتعش منه المفسدون الكبار، داعية إلى تشديد الرقابة على مجال التعمير، خصوصا أن مشاريع كبرى في قلب مدن مغربية تعرف العديد من الخروقات بشهادة خبراء. من جهته، قال العنصر «إن الشجاعة موجودة، ولكن مشكل البناء العشوائي معقد، أما الاستثناءات فينظمها القانون، وكيف لممثل أمة أن يحرض الناس في مكان قريب من الرباط ضد السلطات أثناء قيامها بعملية العدم القانونية». وتطرق العنصر إلى أن موضوع البناء العشوائي يهم كلا من وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة ووزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية والجماعات، وقال إن «وزارة الداخلية تتدخل في آخر حلقة وهي الهدم بعد إعطاء الأوامر من العدالة». وأقر وزير الداخلية بصعوبة هذه العملية، خصوصا من الناحية الاجتماعية، إذ أن الهدم يحرم فئة معوزة من السكن ويخلق مشاكل اجتماعية صعبة، مؤكدا أن مشروع القانون الخاص بالتعمير، الذي يجرم البناء العشوائي، سيحل هذه المشكلة عبر إعادة النظر في تحديد المتدخلين. وتحدث العنصر عن أنه تم اللجوء إلى مراقبة البناء العشوائي عبر الأقمار الاصطناعية بعد انتشار البناء العشوائي بفعل عدم احترام الرخص الممنوحة والبناء في الأماكن الممنوعة.