«قبل سبع سنوات كنا نمارس أنشطتنا التجارية في قلب المدينة قرب المحطة الطرقية وفي مكان المركب الثقافي الذي تم بناؤه فيما بعدُ، يمكنكم بمقارنة بسيطة أن تقدروا الخسارة التي نتكبدها كل يوم بسبب ترحيلنا إلى هذا المنفى»، بهذه العبارة استقبلنا محمد، أحد المتضررين من سكان المحلات القصديرية «البراريك» الذين كانوا قبل سنوات يمارسون أنشطتهم التجارية في قلب مدينة الفقيه بن صالح. يصل عددهم إلى حوالي 300 حرفي يمارسون أنشطتهم في براريك عددها 240 «براكة» منظرها يوحي بكل أنواع التهميش الذي تلاقيه هذه الفئة، فعلى بعد كيلومترين من المدينة في اتجاه جماعة بني وكيل، يوجد حرفيون في النجارة ومصلحو التلفاز وآلات التسجيل، ومصلحو الدراجات ومهن أخرى جمعهم مكان واحد بعيد عن الرواج الذي كانوا يعيشونه قبل سبع سنوات بالمكان الذي كان يدعى «الجوطية» وسط المدينة، «لقد تم إحراق «الجوطية» مرات عديدة لدفعنا لإخلاء المكان قبل سنوات لكننا كنا نطالب بالبديل، وهو ما جعلهم يقترحون علينا هذا المكان الذي تلقينا وعودا ببنائه ومساعدتنا في ذلك، لكن يبدو أن الوعود كانت فقط للتخلص منا وتحويل المكان الذي كنا نشتغل فيه إلى عقارات تدر على البلدية أموالا طائلة»، يقول أحمد س، الذي كان يتحدث بغبن كبير عما يتجرعه أرباب المحلات القصديرية بدوار الكرين بالفقيه بن صالح . دوار الكرين، الذي ألحق قبل سنتين بالمدار الحضري لمدينة الفقيه بن صالح، واحد من عدة دواوير تم ضمها للمجال الحضري بعاصمة إقليم الفقيه بن صالح، «هنا رمونا منذ 2005 ووعدتنا البلدية ببناء محلات تجارية مقابل ترحيلنا من «الجوطية» سيربطونها بالماء والكهرباء والصرف الصحي، لكن كل تلك الوعود تبخرت وبقيت أحوالنا تشهد على التهميش»، المحلات المتهالكة التي بنيت بأعمدة خشبية وقصدير تساقط أغلبها بفعل هشاشة مواد بنائها، أمر يفسره حسن، أحد الحرفيين، بكونه نتيجة لبنائها مؤقتا قبل أن تصبح رسمية في انتظار تحقيق الوعود التي تلقيناها من البلدية، والتي يبدو أنها كانت وعودا انتخابية سرعان ما تم تناسيها. الودادية التي طلبت السلطات المحلية بالفقيه بن صالح من الحرفيين تأسيسها، وتنظيم أنفسهم في إطارها لتسهيل بناء محلاتهم وربطها بالماء والكهرباء تلقت هي الأخرى وعودا لم يتحقق منها شيء بعد، يطالب رئيسها اليوم، عبد الكبير زلال، بما يحفظ لأعضائها ممتلكاتهم «من الضياع ويحميها من السرقة، خاصة وأن مكان «البراريك» مكان خال ومرتع للصوص وتجار المخدرات ومتسكعي الليل»، وفي الوقت الذي زار عامل الإقليم الحرفيين بدوار «الكرين»، قبل سنة ونصف، ووعدهم بتنظيم أنفسهم في ودادية لإيجاد حلول لمشاكلهم، يتهم أعضاء الودادية موظفي العمالة والمجلس البلدي بالتلاعب بهم والتماطل في الوعود وتمديد معاناتهم وتعريض ممتلكاتهم وأرزاقهم للخطر بعدما تم إبعادهم قبل سنوات من قلب المدينة.