عبر عبد الكريم بنهنية، مهاجم المغرب التطواني، عن سعادته بتسجيل الهدف الذي خول لزملائه الحسم بشكل كلي في مسألة التتويج بلقب النسخة الأولى للبطولة « الاحترافية» مشددا في السياق ذاته على كون التتويج كان مستحقا قياسا مع المسار الجيد الذي بصم عليه الفريق منذ بداية البطولة. وأكد بنهنية أن تضافر مجهودات جميع مكونات الفريق التطواني من مسيرين وأطقم تقنية وإدارية وطبية ولاعبين وجماهير ساهم في فوز «الحمامة البيضاء» بلقبها الأول بالقدر الذي منحها تأشيرة المشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية التي قال أن فريقه يراهن عليها لتدوين اسمه ضمن كبار القارة السمراء بعد فرض قوته على المستوى الوطني. بنهنية أهدى في حواره مع « المساء» اللقب إلى أصدقائه وعائلته الكبيرة وزوجته ومولوده زين الدين، الذي قال إنه من محاسن الصدف أن يكون هدفه في شباك الفتح هو السابع له وقد تزامن مع بلوغ ابنه شهره السابع، دون أن تفوته الفرصة للترحم على المشجعين التطوانيين الذين لقوا حتفهم في حادثة سير مميتة على الطريق الرابطة بين تطوانوالرباط، مغتنما الفرصة لإهداء اللقب إلى عائلاتهم. - بداية ما هو الإحساس الذي ساورك بعد توقيعك لهدف الفوز في مباراة حبست الأنفاس؟ الكل يعلم أن القاسم المشترك بين المهاجمين هو بلوغ الشباك وتسجيل الأهداف، وهو الطموح الذي يتحول في مثل هذه المباريات إلى مبتغى جميع اللاعبين طالما أن النجاح في التسجيل في هذه المناسبات يكون له طعم خاص على اعتبار أن تداعيات المباراة تمتد إلى ما بعد نهايتها وقد تستمر لأشهر عديدة، وهو ما سيكون عليه الشأن بالنسبة لفريق المغرب التطواني بحكم أن اللقب هو الأول له في تاريخه، وما سيزيد من قيمته هو كون ممثل المنطقة الشمالية بات أول فريق مغربي يتوج بلقب النسخة الأولى للبطولة «الاحترافية» وهو بدوره معطى ايجابي سيدخلنا التاريخ من أوسع أبوابه. وكجواب على سؤالك فمن الصعب جدا وصف الإحساس الذي انتابني بعد تسجيل الهدف لأنه مزيج من الفرحة الكبيرة والرغبة في الصراخ والركض، صدقا لقد كان إحساسا مغايرا، وقعنا على موسم استثنائي بجميع المقاييس وقدمنا عروضا استحسنتها جماهيرنا وكل متتبعي الشأن الرياضي الوطني وبلغنا محطة لم يعد مسموحا لنا بالوقوف عندها خصوصا أن نتيجة التعادل كانت تكفينا لتحقيق تطلعات الجماهير التطوانية، ونجاحي في توقيع هدف الخلاص كان بمثابة جرعات إضافية من الثقة تم ضخها في صفوف لاعبينا بحكم أننا كنا في حاجة ماسة لهدف الاطمئنان حتى نواصل المباراة بارتياح نسبي ولله الحمد لم يخب ظني وتمكنت من تسجيل هدف هو الأغلى في مساري. - ما هو آخر شيء فكرت فيه قبل وضع الكرة في الشباك، وأول شيء بعد التسجيل؟ لقد استلمت الكرة وتوغلت وقبل أن أسدد فكرت في شيء واحد هو ضرورة أن تكون الكرة بداخل الشباك لأننا كنا في حاجة ماسة إلى هدف يحررنا من الضغط ويجعلنا نخوض ما تبقى من دقائق المواجهة بنوع من الأريحية وهو المبتغى الذي ترجمته على أرض الواقع ليعرج تفكيري بعدها إلى مشاطرة الفرحة مع زملائي والجماهير وتذكرت أصدقائي وعائلتي الكبيرة، تذكرت زوجتي وابني زين الدين، الذي أغتنم الفرصة لإهدائه الهدف واللقب ومن محاسن الصدف أن الهدف الذي وقعته هو السابع لي وقد تزامن مع بلوغ ابني شهره السابع، كما لا تفوتني الفرصة لإهدائه إلى كل مكونات الفريق التطواني من مسيرين على رأسهم رئيس الفريق ولاعبين والمدرب المقتدر عزيز العامري، دون أن أنسى طبعا الجماهير التطوانية التي تستحق الفرحة قياسا مع حجم الدعم والمساندة اللذين خصتنا بهما، كما أشيد بتنقلها بأعداد غفيرة وتحملها لمشاق التنقل بغية مؤازرتنا مجسدة بذلك عشقها الكبير وارتباطها الوثيق بالممثل الأول لشمال المملكة. - على ذكر الجماهير التطوانية وافت المنية ثلاثة مناصرين، بما أحسستم؟ صراحة كان وقع الصدمة قويا لدى علمنا بخبر وفاة ثلاثة من محبي الفريق الذين كانوا في طريقهم إلى مدينة الرباط لمساندتنا وأغتنم الفرصة لتقديم التعازي باسم جميع اللاعبين لعائلات ضحايا حادثة السير، كما أغتنم الفرصة لإهداء الفوز إلى عائلاتهم سائلا العلي القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فاسح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون. - الفوز باللقب حلم تحقق، هل كنت ستتقبل الأمر لو كتب للفتح الفوز بدرع البطولة؟ سأصدقك القول وأؤكد لك أننا جئنا إلى مدينة الرباط لهدف واحد هو الفوز باللقب ولا شيء غير ذلك، لقد بصمنا على موسم جيد نجحنا خلاله في الجمع بين الأداء الراقي الذي يميل إلى الفرجة والنتائج الايجابية ما جعلنا نتواجد في كوكبة المقدمة قبل أن نستغل تعثر منافسنا الفتح الرياضي وننقض على الصدارة، وحينها كبرت أحلامنا ولم يعد لطموحاتنا حدود وباتت دورة بعد دورة تصبح أكبر إلى أن اقترب موعد الحسم ودقت ساعة التتويج فلم يكن لنا من خيار آخر غير انتزاع اللقب من قلب ملعب منافسنا، لقد كانت بحق مباراة كبيرة وبطولية لفريق يتكون من عناصر شابة وأخرى مجربة نجح المدرب العامري في إيجاد توليفتها المناسبة من خلال شحن طموح الشباب بخبرة المجربين، والنتيجة فريق تنافسي متكامل قدم أحسن العروض وأحرز أفضل النتائج وكلل مساره بلقب غالي سيظل التطوانيون يتذكرونه للأبد لأنه سيكون فاتحة البطولات والخطوة الأولى في مسار التتويجات، إنه بمثابة المولود الأول الذي يحضى دائما بمكانة خاصة. - ماهو السر وراء تألق الفريق خلال هذا الموسم؟ هناك مسألة يعلمها الجميع وهي أن النجاح لا يأتي من فراغ ولا يكون ثمرة للصدفة، صحيح أن بالحظ يمكن أن تفوز في مباراة أو مباراتين لكن أن تحقق الفوز في مباريات عديدة وتتصدر الترتيب العام للبطولة لمدة وتتوج المسار بتحقيق فوز على منافس من حجم الفتح الرباطي فهذا يعني أن هناك عمل كبير وقاعدي على جميع المستويات بداية من المكتب المسير، الذي وفر جميع الظروف وهيأ الأرضية المناسبة للاشتغال، ومرورا بالطاقم التقني الذي يقوده مدرب محنك من قيمة العامري الذي يراهن على عنصر التشبيب فضلا عن الأطقم الادارية والطبية، وانتهاءا باللاعبين والجماهير. إننا نتحدث جميعنا لغة واحدة هي لغة الانتصار، المجموعة استهلت مسارها بالفوز بلقب النسخة الأولى لدوري الأمل « شالنجر» وها هي تعيد الكرة بفوزها بلقب النسخة الأولى للبطولة «الاحترافية» وهذه مؤشرات تدل على أن الفريق يسير في الطريق الصحيح. التتويج ليس بالأمر الهين ولا السهل التحقيق إنها مسألة تتطلب تضحيات جسام وتفاني في الإعداد والتحضير وباجتماع كل هذه العوامل فالأكيد أن النتائج ستكون عند مستوى التطلعات. - الفريق مقبل على خوض غمار عصبة الأبطال الإفريقية، هل أنتم مستعدون لهذا التحدي؟ هذا مما لا شك فيه، ولا يختلف اثنان في كون الفريق التطواني يتوفر على مقومات تجعله قادرا على الذهاب بعيدا في المسابقة لتسجيل اسمه ضمن كبار القارة السمراء على غرار ما قامت به مجموعة من الأندية آخرها الفتح الرياضي والمغرب الفاسي، كما قلت لدينا مدرب في المستوى ولاعبين يمزجون بين اندفاع الشباب وخبرة المخضرمين وهو ما يصنع التكامل، المدرب العامري يعرف المجموعة عن قرب وهو على علم بنقاط قوتها وضعفها وعلى ضوء قراءته للمراكز التي تتطلب تدعيمها سيقدم الفريق على بعض الانتدابات لضخ دماء جديدة لخوض غمار تحد آخر لن يكون سهلا، وهو ما لن يمنعنا من خوضه بدافع الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة سيما أن المجموعة تشبعت بثقافة الانتصار ولم تعد تؤمن بشيء غير الفوز. - ارتباطا بالموضوع،هل ستستمر مع الفريق أم أنك ستكرر تجربة الاحتراف؟ صراحة الأجواء بالحمامة البيضاء احترافية وجد سليمة وهي تشجع على الاستمرار والبقاء لأكبر وقت ممكن، المجموعة عبارة عن عائلة يميزها الاحترام في طريقة التعامل فيما بينها وهو ما يساهم في توفير المناخ المناسب والأجواء الملائمة للتحضير بالشكل الجيد والاستعداد وفق الطرق المتوخاة، والمكتب المسير يسخر كل السبل الكفيلة بتدليل العقبات وتحفيز اللاعبين ودفعهم للبذل والعطاء وأظن أنه باجتماع هاذين العاملين وحضور الرغبة في بلوغ محطات جد متقدمة فالأكيد أن النتائج لن تكون إلا ايجابية، وبجميع المقاييس، المغرب التطواني أسس لعهد جديد يتخذ من بلوغ منصات التتويج أكبر أهدافه ويعتبر تقديم الفرجة وتحقيق الانتصار أبرز تجلياته، سأظل مع الفريق لسنة أخرى لأنه تتملكني رغبة كبيرة في مواصلة المشوار رفقته بالتوهج ذاته والطموح نفسه رغم توصلي ببعض العروض الاحترافية. - أسدل الستار على منافسات النسخة الأولى للبطولة « الاحترافية» فهل لمست تغييرا من منظورك كلاعب؟ لا أحد سينكر وجود تعديلات ايجابية على مستوى الممارسة الكروية بالمغرب خصوصا بعد تطبيق قانون اللاعب وإخراجه إلى حيز الوجود، فضلا عن كون وضعية اللاعبين تحسنت مقارنة مع السنوات الماضية زد على ذلك البنيات التحتية، صحيح أن هناك بعض الهفوات وهو أمر طبيعي ذلك أنه لا يمكن تطبيق الاحتراف بين عشية وضحاها، المشروع كبير وبجميع المقاييس ويلزمه بعض الوقت ليكون في حلته النهائية الأهم في الموضوع هو أنه تم وضع اللبنة الأساسية والقيام بالخطوة الأولى والأهم في درب التطوير ومع توالي المواسم ستتحسن الأمور، نحن في بداية الطريق وعلينا المساهمة في إنجاح المشروع كل من موقعه الخاص.