في مقال لها اعتبرت صحيفة «لوموند» أن أوباما يحمل معه حلما أمريكيا جديدا. واعتبرت الصحيفة أن الرئيس المنتخب مطالب بأن يجد حلولا للمشاكل والأزمات المطروحة على طاولته، والتي ورثها عن سلفه بوش، الذي يغادر البيت الأبيض وهو في أسوأ حال من حيث شعبيته ومصداقيته. ومن الملفات المطروحة بإلحاح على الرئيس الجديد، تقول الصحيفة، هنالك الملف العراقي والملف النووي الإيراني وغوانتنامو فضلا عن الأزمة الاقتصادية والمالية التي كان لها أثرها الإيجابي لمصلحة الديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية. وذهبت الصحيفة إلى اعتبار الفرحة التي عاشتها الأقليات، السود واللاتينيون، والشباب الذين صوت جزء كبير منهم لأول مرة، تبرهن لبقية العالم أن أمريكا ربما سائرة على طريق التغيير. وقالت الصحيفة الفرنسية إن فوز أوباما في الانتخابات توقعته العواصم الأوربية والعالمية، ورحبت به معظم العواصم العالمية. وفي حديثها عن غريم أوباما الجمهوري ماكين عكست الصحيفة الروح العالية التي أبداها الأخير حين الإعلان عن فوز الأول، معترفا بأن عهدا جديدا ينفتح أمام الأمريكيين من خلال انتخاب أوباما. في السياق ذاته، ذكرت «لوموند» بأن الحزب الجمهوري مني بخسائر كبيرة في انتخابات الكونغرس، كما أنه فقد معاقل تقليدية له في جنوب البلاد والولايات الصناعية ورغم كون الديمقراطيين لم يستطيعوا انتزاع المقاعد الستين في مجلس السيناتورات من أصل مائة، فإن الجمهوريين سيعانون في المستقبل، حسب الصحيفة. من جهتها أوردت صحيفة «لوبوان» مقالا يرصد بعض الأخطاء التي ارتكبها ماكين في مساره التنافسي نحو البيت الأبيض وحددتها في أربعة هي: 1: ماكين لم يعرف كيف يخلق بينه وبين بوش المسافة الكافية التي تجعله مختلفا عنه وعن النواقص الكارثية التي ميزت إدارته، خلافا لما قام به الرئيس ساركوزي، سنة 2007، في علاقته بالرئيس الأسبق جاك شيراك. إذ فشل ماكين في إقناع الناخبين بأن لا علاقة له بجورج بوش، وبذلك يكون ماكين ذهب ضحية حمله وزر أحد الرؤساء الأكثر سوءا في الفترة ما بعد الحرب العالمية. 2: لم ينجح ماكين في أن يظل وفيا لطبيعته الشخصية، وترك نفسه يسقط بين أيدي كبار بارونات الحزب الجمهوري، والشعارات والخطب التي لم يكن صوته يعكس إيمانه بها. 3: ارتكابه خطأ، أسقطه فيه مستشاره ستيف شميد، يتعلق باختيار سارة بالين لتكون معه على لائحته الانتخابية. إذ تأكد أن هذا الاختيار كان كارثيا من الناحية الاستراتيجية، عندما تبين أن بالين ربما كانت امرأة قوية على مستوى الإقناع، إلا أنها لم تكن كذلك على مستوى التواصل. 4: لم يستطع ماكين أن يغطي على ضعفه في مجال الشؤون الاقتصادية، من خلال ما بدا منه من تردد وتعليق لحملته وعودته إلى واشنطن التي بررها بضرورة الانكباب على حل الأزمة المالية، وكذلك من خلال ظهوره بمظهر العاجز عن الإقناع في ما يتعلق بهذه الأزمة مقارنة مع غريمه أوباما. وأكدت الصحيفة في معرض حديثها عن الأخطاء الأربعة أن أكثر العوامل التي تحكمت في التصويت هو عامل التعامل مع الأزمة المالية، يأتي بعدها ملف العراق. وتكاد جميع صحف العالم تتوحد حول وصف فوز أوباما بالتاريخي. وهو الوصف الذي تبنته صحيفة «لوفيغار» الفرنسية، وصحيفة «شبيغل» الألمانية التي عنونت مقالا لها ب»الانتصار التاريخي» وكذلك فعلت صحيفة «ترو» الإيرلندية المحافظة. وسارت صحيفة «دياريو دو نوتيسياس» البرتغالية على نفس المنوال حين وصفت فوز أوباما ب«أوباما التاريخي» بينما ذهبت صحيفة «إلموندو» إلى اللعب على معاني الكلمات وإيحاءاتها من خلال عنوان جاء كالتالي: «أوباما يغير لون التاريخ» فيما أوردت صحيفة «إل باييس» مقالا في الموضوع تحدثت فيه عن عهدين: عهد ما قبل أوباما وعهد ما بعده. من جهتها علقت الصحيفة الألمانية «بيلد» على الموضوع بالقول إن «أمريكا بينت أن كل شيء ممكن» فيما اعتبرت صحيفة «كاتيميريني» اليونانية أن «أمريكا تقلب صفحة وتستقبل أخرى». في السياق ذاته علقت يومية «نيو زورشر زايتونغ» الصادرة بزوريخ السويسرية على الانتخابات الأمريكية بالقول: «إن الأمريكيين خطوا خطوة أخرى مخلفين خلفهم الحواجز العرقية القديمة». إلا أن صحيفة ال«غارديان» البريطانية تجاوزت الحدود الأمريكية في قولها «الشعب الأمريكي عبر عن اختيار واضح من أجل التغيير في بلاده وفي العالم»، وتحدثت ال«سان» عما قالت إنها «خطوة عملاقة للإنسانية»، في إشارة واضحة إلى جملة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ الشهيرة حين خطا خطواته الأولى على سطح القمر. وقالت صحيفة «لوتون» السويسرية في الموضوع إن «انتخاب باراك أوباما يعيد لأمريكا مصداقيتها وإشعاعها». صحف أخرى اعتبرت أن فوز أوباما جاء مثل الحدث التاريخي المنتظر. في هذا السياق قالت صحيفة «أ. بي. سي» الإسبانية: «إننا عرفنا مرشحا استلب العالم، الآن سنعرف الرئيس». أما صحيفة «هاريتز» الإسرائيلية اليسارية فقد توقفت عند التحديات التي سيواجهها الرئيس الجديد في منطقة الشرق الأوسط على مستوى جهود السلام، وقالت إن رئيسا نشيطا هو القادر على إخراجها من النفق المسدود، في إشارة إلى أوباما. أما صحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية فقد عادت في تعليقها إلى وعود أوباما خلال حملته الانتخابية وقالت إن «على أوباما الآن أن يعمل على تجسيد التغيير الذي وعد به على أرض الواقع». فيما حذرت منافستها «نيكاي» من النتائج العكسية التي قد تترتب عن التخلف عن تطبيق تلك الوعود. فقد كتبت الصحيفة أن «غياب النتائج السريعة من شأنه أن يحول الآمال إلى إحباطات».