عاد شبح الاختطاف ليخيم من جديد على سماء المملكة بعد واقعة «اختطاف» طالب من فاس ينتمي إلى منظمة التجديد الطلابي المقربة من العدالة والتنمية قبل أن يتم العثور عليه في مستشفى الأمراض العقلية بسلا، فيما توقع مصدر مطلع أن يضع هذا الحادث مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات في حرج حقيقي خاصة أن هذا الأخير كان قال في تصريحات سابقة إنه لن يسمح بارتكاب مثل هذه التجاوزات في عهده. وقالت عائلة الطالب «المختطف»، الذي يدعى سفيان الأزمي، إن ابنها تعرض للتعذيب وتم تصفيده من يديه ورجليه. وهي نفس الرواية التي يؤكدها مصدر مسؤول داخل منظمة التجديد الطلابي، الذي اتهم في تصريح ل»المساء» قوات الأمن باختطاف وتعذيب عضو المنظمة سفيان الأزمي قبل إدخاله إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية الرازي بسلا، وأكد محمد ابراهمي، رئيس منظمة التجديد الطلابي في التصريح نفسه أن منظمته تتبنى أقوال عضوها سفيان الأزمي الذي اتهم رجال الأمن باختطافه والاعتداء عليه قبل أن يضعوه داخل مستشفى الأمراض العقلية. ودعا ابراهيمي وزير العدل إلى فتح تحقيق في الحادث عبر إيفاد لجنة طبية للتأكد من سلامة رواية الأزمي ومعاينة آثار التعذيب التي يحملها، مضيفا أن هذه اللجنة الطبية هي وحدها من سيحسم في ملف الضحية الذي قضى حوالي 15 يوما في مستشفى للأمراض النفسية والعقلية بسلا. وطالب ابراهيمي بإجلاء الحقيقة ومعاقبة المخالفين على اعتبار أن مثل هذه الأحداث لم تعد مقبولة في مغرب اليوم ويجب الضرب بيد من حديد على مرتكبيها في حالة ثبوت تورطهم فيها. وبدورها اتهمت منظمة التجديد الطلابي السلطات ب»اختطاف وتعذيب سفيان الأزمي»، داعية وزارة العدل والحريات إلى فتح تحقيق في الموضوع، وإجراء خبرة طبية من أجل تقديم المتورطين في الاختطاف إلى العدالة. وأكد بيان للمنظمة احتفاظها بحقها في «اللجوء إلى القضاء ضد المتورطين في عملية الاختطاف من أجل المطالبة بالعدالة وجبر الضرر، وإنصاف الطالب الضحية ضد الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان الذي تعرض له». ونقل بيان للمنظمة الطلابية، المقربة من حزب العدالة والتنمية، توصلت «المساء» بنسخة منه، عن المعني بالأمر قوله إنه «تعرض للاعتقال التعسفي بالمحطة الطرقية لسلا بتاريخ 5 ماي الحالي، بدعوى تلاوته القرآن بالمحطة، قبل أن يتم اقتياده إلى أحد مخافر الشرطة، حيث تعرض لمختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي من طرف المصالح الأمنية، ليتم إيداعه في الأخير في مستشفى الأمراض العقلية في حالة مزرية». وفيما تحدث البيان عن آثار التعذيب البادية على جسم الطالب الأزمي، كشف مصدر حقوقي من داخل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، الذي تكلف بتتبع الملف منذ البداية، عن قرب إصدار تقرير حول حادث «الاختطاف»، وأنهم في انتظار الخبرة الطبية لتأكيد أو نفي تعرض الطالب للتعذيب. وأشار نفس المصدر إلى أن هناك صعوبات في إقناع الأطباء بإجراء الخبرة الطبية على المعني بالأمر، بعدما اتخذ الملف أبعادا دولية، خاصة بعد الرواية الرسمية التي قدمتها السلطات المغربية، «وهو ما يتنافى مع الواقع» يضيف مصدرنا الحقوقي، مشيرا إلى أن ديوان وزير العدل والحريات هو من طلب من المنتدى إعداد تقرير شامل عن حالة الطالب سفيان الأزمي، تمهيدا لفتح تحقيق في الموضوع. يذكر أن السلطات المغربية كانت قد أعلنت سابقا أن الطالب الذي أعلن عن اختفائه منذ بداية الشهر الحالي «عثر عليه في مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بسلا، بعدما عثرت عليه دورية أمنية بالمحطة الطرقية لنفس المدينة في حالة مثيرة للريبة»، وهي الرواية التي نفتها عائلة المعني بالأمر لاحقا، ودفعت مجموعة من المنظمات الحقوقية إلى التحري في واقعة الاختفاء.