اعترف نبيل بنعبد الله، وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، بوجود مسؤولين ومنتخبين فاسدين يساهمون في تعميق أزمة البناء العشوائي بالمغرب. وأضاف بنعبد الله، الذي كان يجيب عن أسئلة مستشاري الغرفة الثانية مساء أول أمس الثلاثاء أن «هناك بعض المسؤولين وبعض المنتخبين في مستويات مختلفة يساهمون بشكل كبير في استفحال أزمة السكن بالمغرب». ولم يتوقف بنعبد الله عند هذا الحد، بل اتهم «لوبيات ومافيات وسماسرة كبارا بالاستفادة من الوضع القائم والوقوف حجر عثرة أمام حل الكثير من مشاكل السكن». وأضاف بنعبد الله قائلا: «هؤلاء السماسرة واللوبيات يتواطؤون مع المنتخبين والمسؤولين الفاسدين لتحويل مشاريع اجتماعية إلى مشاريع ربحية محضة، الشيء الذي يؤدي إلى خلق العديد من المشاكل، لكن الوزارة ستتعامل مع هؤلاء بحزم، ونحن نتدارس مسطرة تبسيط المساطر فيما يخص البناء أو الحصول على العقار». في سياق آخر، أكد بنعبد الله أنه ضد «مقاربة هدم البنايات العشوائية، لأن الأمر يستلزم مقاربة شمولية للموضوع، ولن يكون الهدم حلا ناجعا لحل معضلة البناء العشوائي المتفاقمة». واستدرك قائلا: «لكن يجب التعاطي بحزم في بعض الأحيان مع المشكل نظرا لوجود مفسدين يتلاعبون بالمشكل قصد الحصول على بعض الامتيازات». في المنحى ذاته، قال بنعبد الله، في معرض رده على سؤال لفريق التجمع الوطني للأحرار حول وجود «ملفات فساد» في مؤسسة العمران، «ربما تكون هناك ممارسات فاسدة داخل مؤسسة العمران، لكن ليست هي القاعدة بدليل وجود آليات للرقابة تقوم سنويا بالتدقيق المالي وتسهر على شفافية عمل الشركة». وشهدت الجلسة، التي حضرها أكثر من خمسة وزراء في حكومة بنكيران، سجالا حادا بين أحد مستشاري فريق الأصالة والمعاصرة ونبيل بنعبد الله، حيث خاطب الأول وزير الإسكان قائلا: «أسلوبكم فضفاض ووزارتكم لا تتوفر على مقترحات لحل مشكلة السكن، ونحن نريد أن نعرف هوية هؤلاء المفسدين الذين تتحدثون عنهم، ونريد محاسبتهم كذلك». فيما رد نبيل بنعبد الله على مستشار «البام» ساخرا «يمكنكم قراءة المقترحات التي أعددتها وزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، ستكون مفيدة جدا لكم، وأنا متيقن أنكم لم تطلعوا على فحوى هذه المقترحات. نحن قوة اقتراحية وهذا لا يخفى على الجميع».