أصبحت امتحانات نهاية السنة في كلية الآداب -أكدال، التابعة لجامعة محمد الخامس في الرباط، مهددة بالتأجيل، بسبب قرار الطلبة مقاطعة الامتحانات التي كان مقررا لها أن تنطلق مبدئيا في بداية هذا الأسبوع ومطالبتهم بتأجيلها إلى الأسبوع المقبل. ويتزعم فصيل طلبة العدل والإحسان، إلى جانب بعض الفصائل اليسارية، الدعوة التي أطلقت لمقاطعة امتحانات نهاية السنة، فيما لم تنخرط منظمة التجديد الطلابي، المقربة من حزب العدالة والتنمية، في هذه الدعوة، والتي لم يتلق الطلبة أي رد بشأنها من إدارة الكلية. ويرجع طلبة كلية الآداب المطالب التي يرفعونها بخصوص ضرورة تأجيل الامتحانات إلى الظروف التي شهدها الحي الجامعي مؤخرا، إثر المواجهات التي نشبت بين فصيلين متصارعين من الطلبة الصحراويين وجعل معظمهم يغادرون الحي الجامعي إلى وجهات مختلفة، مما أثّر على تركيز الطلبة واستعدادهم للامتحانات بالطريقة المناسبة. كما اعتبر الطلبة، في ملفهم المطلبي الذي رفعوه إلى إدارة الكلية، أن تأخر صرف منح الطلبة عن موعدها يشكّل، بدوره، سببا قويا لمقاطعة الامتحانات، احتجاجا على الوضعية الصعبة التي يعيشها أغلبية الطلبة، خاصة منهم من يعتمدون بشكل كلي على المنحة لتدبير أمورهم اليومية. في المقابل، عبّر مجموعة من الطلبة، استقت «المساء» آراءهم، عن تخوفهم من الانعكاسات السلبية لمبادرة مقاطعة الامتحانات في حال نجاحها، على اعتبار أن التجارب السابقة أكدت أن المتضرر الأكبر من عملية تأجيل الامتحانات، في حال وافقت عليها الإدارة، يظل هو الطالب «العادي»، على اعتبار أن الإدارة مقابل تأجيلها الامتحانات تقوم بحذف الدورة الاستدراكية، وهو ما يحرم مجموعة من الطلبة من فرصة ثانية لتعويض إخفاقاتهم في الدورة العادية. يشار إلى أن مدينة العرفان الجامعية قد عرفت مؤخرا اضطرابات إثر مواجهات «دامية» بين مجموعة من الطلبة الصحراويين، تسببت في إخلاء باقي الطلبة للمدينة، مما خلق بعض الارتباك في صفوفهم، خاصة أن هذه الأحداث قد تزامنت مع فترة الإعداد لامتحانات نهاية السنة.