في خطوة غير متوقعة، استخدمت قوات الأمن من جديد، ليلة أول أمس السبت، العنف ضد اعتصام سلمي كان يخوضه أعضاء اللجنة المشتركة للمعتقلين الإسلاميي ن أمام مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان احتجاجا على معاناة العديد من السجناء المضربين عن الطعام داخل السجون. ولم يسلم من هذا التدخل العنيف قيادي في العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان عبد العالي حامي الدين، الذي تم دفعه لإرغامه على مغادرة المكان قبل أن ينهال عليه رجال الأمن بالسب والشتم المهين للكرامة الإنسانية. وهو نفس الأمر الذي تعرض له زميله في المنتدى محمد حقيقي، فيما أسفر هذا التدخل، الذي يأتي بعد بضعة أيام فقط على تصريحات وعد فيها مصطفى الرميد، وزير العدل، بفتح تحقيق في شكاية حول العنف ضد الاحتجاجات السلمية، عن إصابة العديد من المحتجين بكسور واعتقال آخرين. وأكد حقيقي، في تصريح ل«المساء»، أنه تعرض رفقة حامي الدين إلى السب والشتم، وقال إن قوات الأمن فرقت بعنف المعتصمين أمام مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلا أنه أشار إلى أن حامي الدين لم يتعرض لإصابات جسدية عكس المحتجين الآخرين، الذين أصيبوا، حسب قوله، بكسور متفاوتة الخطورة بينما لايزال البحث جاريا عن آخرين، وهو ما فسره أنس الحلوي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة في اتصال ب»المساء» بكونهم يوجدون رهن التحقيق من قبل الأجهزة الأمنية. وفي سياق متصل، أكد حقيقي أن قوات الأمن أشهرت «مسدسات» في وجه بعض المعتقلين الإسلاميين أثناء تفريقها للمعتصمين أمام بناية مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان. وأكد المدير التنفيذي أن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان سيطلب، اليوم الاثنين، لقاء مع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، فور عودته من إسبانيا، كما قرر المنتدى طلب عقد لقاء مع كل من مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ومحمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لإثارة موضوع تعنيف قوات الأمن للمحتجين بطريقة سلمية «ما وقع لا ينسجم مع السياق الذي تمر منه البلاد وهذا مبرر لفضح سلوكات التعذيب» يقول المتحدث ذاته. وكشف حقيقي أن أعضاء اللجنة المشتركة للمعتقلين الإسلاميين كانوا يرغبون في تنظيم وقفة احتجاجية أمام السجن المحلي بسلا، تزامنا مع وفاة السجين الجزائري أحمد بنميلود الذي أضرب عن الطعام أكثر من شهرين. وأكد حقيقي أن قوات الأمن منعت المحتجين، الذين يضرب عدد من ذويهم عن الطعام داخل سجن سلا عن الطعام، من تنفيذ الوقفة، وتمت مطاردتهم حيث عادوا إلى الرباط، وقرروا خوض اعتصام أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعلى الساعة الثانية عشرة ليلا حضرت قوات الأمن وقامت بطرد المعتصمين. وفي سياق متصل، أكد الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للمعتقلين الإسلاميين، أن قوات الأمن استولت على مجموعة من الهواتف المحمولة وكاميرات وأحذية المعتصمين، مما أحدث رعبا في منتصف الليل، كما استعملت الحجارة وقامت بتكسير عدد من السيارات المحيطة بالقرب من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، كما حاولت لتلفيق التهم للمعتصمين. يذكر أن اللجنة المشتركة للمعتقلين الإسلاميين، نفذت الخميس الماضي وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل والحريات، للمطالبة بفتح تحقيق فيما وصفته بتدنيس «القرآن الكريم بكل من معتقل سلا ووجدة» كما حملت لافتات نارية ضد صمت المجلس العلمي الأعلى.