مثل وفد مغربي رسمي، ترأسه المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، أول أمس السبت، الملك محمد السادس في مراسيم تشييع جثمان المغنية الجزائرية وردة، بالعاصمة الجزائر. وضم الوفد أيضا عبد السلام الجعيدي وعبد الله بلقزيز، سفير المغرب بالجزائر. وتوجه الهمة رفقة أعضاء الوفد المغربي، مصحوبا بوزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، وشخصيات جزائرية كبيرة، كانت في استقبال الوفد المغربي بمطار الجزائر العاصمة الدولي، إلى قصر الثقافة بالجزائر العاصمة قصد الترحم على روح المغنية وردة، قبل أن يوقع الهمة في دفتر التعازي، ويقدم رسالة تعزية خاصة من الملك محمد السادس إلى ابن المطربة التي وافتها المنية بالعاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس الماضي. كما قدم الهمة تعازي الملك إلى أحمد أويحيى، الوزير الأول الجزائري، مصرحا لوسائل الإعلام قائلا: «هذه خسارة ليس فقط للجزائر ولكن للدول المغاربية والعربية وللثقافة بصفة عامة، وهذه خسارة للشعوب التواقة للانفتاح (...) وأظن أن المرحومة لعبت دورا كبيرا في هذا الميدان». كما توجه الوفد المغربي بعد ذلك إلى مقبرة العاليةبالجزائر العاصمة لحضور مراسيم تشييع جثمان المغنية بمربع الشهداء. وتأتي زيارة الهمة هاته، وهي ثاني مناسبة يظهر فيها المستشار الملكي رسميا، في إطار ما يعرف ب«دبلوماسية الجنائز»، وبعد شهر على انسحاب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ومعه الوفد المغربي، من المشاركة في تشييع جنازة الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بلة، بدعوى مشاركة عبد العزيز المراكشي، زعيم جبهة البوليساريو، في هذه الجنازة، وهو الانسحاب الذي أثار جدلا واسعا وعكر صفو سماء العلاقات المغربية الجزائرية بعد تقارب ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية.