في الوقت الذي كان فيه الجمهور المغربي ينتظر أن تأتي قمة الوداد والجيش الملكي أول أمس الأحد، برسم الجولة الثامنة من بطولة المجموعة الوطنية الأولى لكرة القدم مطبوعة بالإثارة والندية، وأن تكون عند أفق انتظار ه، فإن حكم المباراة عبد الله العاشيري أصر على ذبح القمة وعلى أن يسهم بقراراته غير العادلة في تحويل وجهة المباراة وفي التأثير على نتيجتها. فهل هي صدفة أن يظل المستفيد من أخطاء التحكيم دائما هو فريق الجيش الملكي؟ لذلك فإن التساؤل الذي طرحه المدرب المساعد رشيد الداودي عقب نهاية المباراة يبدو معقولا والجواب عنه أمر ملح، إذ على اللجنة المركزية للتحكيم أن تقدم الإجابة عنه سريعا، لأنه من غير المقبول أن تنسف جهود الأندية واستعداداتها ب«أخطاء تحكيمية فاضحة». في مباراة الجيش والدفاع الجديدي وجد الفريق العسكري نفسه فائزا رغم أنه لم يكن الأفضل في المباراة، لكن قرارات الحكم الذي قاد المباراة منحته ثلاث نقاط، إذ حرم الفريق الجديدي من ضربة جزاء واضحة، ومنح بالمقابل للعسكريين ضربة جزاء خيالية، لكن المباراة لم تكن لها تداعيات كبيرة لأن الفريق الجديدي لم يختر التصعيد. وفي المباراة الموالية أمام المغرب الفاسي، فاز الفريق العسكري بهدفين غير صحيحين، فالتمريرة التي أعطت الهدف الأول كانت من كرة تجاوزت الخط، في ما جاء الهدف الثاني من دفع صريح قام به وادوش في حق مدافع فاسي. أما في مباراة الوداد، فإن الحكم العاشري أسهم بشكل مباشر في فوز الفريق العسكري. في المحصلة النهائية فإن التحكيم قدم لفريق الجيش الملكي تسع نقاط، قد يكون لها دورها في حسم لقب البطولة الوطنية، وإذا لم يتوقف النزيف فلن يجد المتتبعون حرجا في القول إن اللقب محسوم لصالح الجيش، وأن ما سيظل مفتوحا هو التنافس على بقية المراتب. إن للتحكيم دوره الكبير والمؤثر فصفارة خاطئة من حكم قد تقلب وجهة المباراة، وقد تساهم في أحداث الشغب التي تعرفها الملاعب الوطنية، ثم إن الجيش الملكي فريق كبير يتوفر على مدرب جيد، ولا يبدو أن الترسانة البشرية التي يتوفر عليها في حاجة لمساعدات الحكام. إن القرارات الفاضحة للحكام لصالح الجيش تسيء بداية للفريق العسكري، وتضرب مبدأ المساواة بين الفرق الوطنية، لأن كثيرين سيربطون بين تحيز الحكام لصالح الفريق العسكري ووجود الجنرال حسني بنسليمان في رئاسة الفريق، وفي رئاسة الجامعة، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على الحكام و على مسؤولي الجامعة والمجموعة الوطنية، فنياشين العسكر أثقل حتى في ملاعب الكرة. فإذا كان اللقب محسوما سلفا، فعلى الأقل فليخبرنا مسؤولو جامعة الكرة بذلك، لتعفي الفرق نفسها من عناء التنافس على لقب البطولة وليعفي المتتبعون ورجال الإعلام أنفسهم من عناء التكهن بما ستسفر عنه مباريات البطولة.