انتخبت مريم بنصالح شقرون مساء أول أمس الأربعاء، في جمع عام انتخابي «شكلي» أقرب إلى حفل تنصيب، على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمد حوراني. وحصلت بنصالح٬ التي أعلن عن فوزها وسط زغاريد عدد من سيدات الأعمال، على 96.8 في المائة من الأصوات، وهو ما يعادل 3317 صوتا لصالحها من أصل 3425 صوتا معبر عنها. وتتميز انتخابات هذه الولاية بكونها الثالثة على التوالي التي تجرى داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب بمرشح وحيد بعد انسحاب المنافسين الآخرين. وخلال أشغال الجمع العام أصر الرئيس المنتهية ولايته على أن يجري انتخاب مريم بنصالح من خلال ستة صناديق للاقتراع وضعت في القاعة، التي احتضنت الجمع العام، وفق ما ينص عليه القانون الداخلي للاتحاد، بدل اقتراح انتخابها عبر رفع يد المنخرطين. وقال حوراني في كلمة، قبيل انطلاق عملية التصويت، إن «نبوءته» تحققت بانتخاب بنصالح على رأس الاتحاد، مذكرا بواقعة حصلت خلال افتتاح اجتماع لمجلس الإدارة، الذي انعقد شهر شتنبر 2011، حين قدم للحاضرين مولاي حفيظ العلمي على أساس أنه الرئيس السابق، وقدم، سهوا، بنصالح التي كانت تجلس إلى يساره على أنها الرئيسة المقبلة للاتحاد. وفي أول كلمة لها عقب تزكيتها رئيسة للاتحاد، قالت مريم بنصالح إنها تلتزم «بجعل الاتحاد العام لمقاولات المغرب هيئة عمل دينامية وتشاركية وفاعلا حقيقيا في بلورة سياسات التنمية الاقتصادية للبلاد» . بنصالح وجهت رسائل لم تخل من حزم إلى عدد ممن وصفتهم بالشركاء، قالت إن الاتحاد العام للمقاولات «سيكون عند موعد الوطنية الاقتصادية وسنكون مخلصين٬ إلا أننا نعدهم بأننا سنكون حازمين وعازمين»، مضيفة أن اتحاد الباطرونا «سيطلب من الحكومة أن تكون لها آذان صاغية ومستمعة لاقتراحاته ومطالبه ومبادراته٬ مشيرة إلى أن الشراكة الاقتصادية بين القطاعين العام والخاص يجب أن تتسم بمبدأ رابح- رابح» . على صعيد متصل، قالت الرئيسة الجديدة مخاطبة المركزيات النقابية في حضور الميلودي مخاريق، الأمين الوطني للاتحاد المغربي للشغل، «إن الاتحاد يقترح سِلم الشجعان على المركزيات من أجل إعطاء عبارة «الشريك الاجتماعي» مفهومها الحقيقي ومداها التام٬ مشددة على «مبدأ الحوار الاجتماعي المتجدد المباشر والصريح والمقنن حتى يعم الخير والازدهار الجميع». وأعادت بنصالح رصد أهم المحاور التي سترتكز عليها في تدبيرها للمرحلة المقبلة، وذكرت بالمحاور السبعة لبرنامجها الذي قادها رفقة نائبها صلاح الدين القدميري عبر جولة وطنية زارت خلالها الاتحادات الجهوية والفيدراليات المهنية لاتحاد أرباب العمل، لتقديم برنامجها الانتخابي ولقاء ناخبيها، والاستماع إلى اقتراحاتهم وآرائهم. وفي هذا الصدد أكدت بنصالح على ضرورة انخراط الاتحاد في إعداد البرامج القطاعية٬ كما حدث مع الميثاق الوطني للإقلاع الاقتصادي الذي يروم تقوية الصناعة الوطنية٬ علاوة على جعل الاتحاد عنصرا فاعلا في الجهوية الاقتصادية وتعزيز التنافسية وتكوين العنصر البشري. كما دعت إلى بذل مزيد من الجهود لفائدة المقاولات المتوسطة من خلال الانفتاح عليها. وأبرزت من جهة أخرى أهمية رد الاعتبار للعمل المقاول من خلال إعطاء كل شخص الحق في توظيف مواهبه ومؤهلاته٬ موضحة أن رد الاعتبار للعمل المقاول يعني أيضا تحرير المبادرة الخاصة٬ والنهوض بالاستثمار الخاص، سيما لدى الشباب الذين هم ثروة البلاد ومستقبل المقاولات، تضيف بنصالح. الجمع العام، الذي ميزه حضور الرؤساء السابقين، الذين تعاقبوا على رئاسة هذا التنظيم، أبرزهم حسن الشامي ومولاي حفيظ العلمي وعبد الرحيم الحجوجي، فضلا عن حضور أربعة وزراء من حكومة عبد الإله بنكيران هم بسيمة الحقاوي، وزيرة المرأة والتنمية والتضامن، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وإدريس الأزمي، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ثم يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية، فضلا عن صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية السابق، وعشرات الوجوه من عالم المال والأعمال، تميز أيضا بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي لولاية حوراني، الذي قال في كلمته إن اتحاد الباطرونا المغربية بلور رؤية على المدى البعيد هي «رؤية الاتحاد 2020 التي تستند على سبعة أوراش محددة من أجل الدفع بشكل أكبر بالنمو٬ تتمثل في تعزيز تنافسية المقاولات والنهوض بالتربية والتكوين المهني وتشجيع البحث في مجال التنمية والابتكار ونشر تكنولوجيا الإعلام والاتصال ومواصلة تحسين مناخ الأعمال وتطوير المدخرات الوطنية وتوجيهها نحو القطاعات المنتجة وإعداد المقاولات لمواجهة تحديات التنمية المستدامة والوفاء بالتزاماتها الاجتماعية والبيئية.