نجح الدولي المغربي السابق عبد المجيد الظلمي في جمع العديد من الوجوه الرياضية التي اختفت عن الأنظار في حفل تقديم سيرته الذاتية التي كتبها الزميل كريم إدبيهي، ونظم أول أمس الثلاثاء. بعث حفل تكريم الظلمي الكثير من الإشارات، لقد حضرت وجوه رياضية من مختلف ربوع المغرب، وحضر وزير الشباب والرياضة، ورؤساء سابقون للرجاء البيضاوي، وفنانون ومثقفون ورفاق اللاعب، ورؤساء فرق مغربية ورؤساء جامعات. وتجشم آخرون عناء السفر، وتحدوا المرض ليكونوا حاضرين في حفل تقديم السيرة الذاتية ل»المايسترو» الظلمي. وسط قاعة فسيحة اختنقت بالحضور، كان الغائب الأكبر هو جامعة كرة القدم، التي لم يكلف رئيسها علي الفاسي الفهري نفسه عناء الحضور مفضلا الغياب، مع أن الأمر يتعلق بتقديم السيرة الذاتية لمبدع كروي، مازالت مسيرته الحافلة تتحدث عنه، ومازال الكبار يروون الكثير عنه، ومازال الصغار يتلقون بنهم كل ما يقال وما يكتب عن لاعب بصم اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية. غياب الجامعة عن حفل تقديم السيرة الذاتية للظلمي، ليس مفاجئا، فالجامعة الحالية يبدو كما لو أنها تشن حربا للذاكرة، ففي مباريات المنتخب الوطني ظل العديد من الدوليين السابقين يحصلون على دعوات بالحضور بصعوبة، مع أن من المفروض أن يكون هناك اهتمام بمن صنعوا جزءا من «تاريخ» الكرة المغربية، وممن بفضلهم أصبح للمغرب اسم في خريطة الكرة الإفريقية، ومازال يحظى بالاحترام بسببهم وليس بسبب ما يقدموه مسؤولو الجامعة الحاليون الذين دفعوا الكرة المغربية إلى الحضيض. عندما خرج المنتخب الوطني لكرة القدم خاوي الوفاض من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وعاد وهو يجر أذيال الخيبة لم يتردد معظم أعضاء المكتب الجامعي في دعم المدرب غيريتس وحضروا إلى جانبه بقوة في الندوة الصحفية التي عقدها بالصخيرات. أما لما تعلق الأمر بتقديم السيرة الذاتية للظلمي فإن رئيس الجامعة وأعضاؤه المحترمون فضلوا عدم الحضور، علما أنه لو تعلق الأمر بأحد سفريات المنتخب الوطني أو أحد أمسيات مدينة مراكش أو طنجة لتسابقوا على السفر ودخلوا في مواجهات من أجل أن يكونوا حاضرين. غياب الجامعة عن حفل تكريم الظلمي هو رسالة واضحة مفادها أن مسؤولي الجامعة الحالية لا يهمهم إبداء الاهتمام بمن صنعوا تاريخ الكرة المغربية، علما أنه لو كانت هناك جامعة حقيقية لكان تنظيم حفل تكريم للظلمي ولرفاقه في منتخب 1986 واحدا من الأولويات. شكرا الظلمي فقد نجحت في جمع وجوه رياضية وفنية وسياسية لايمكن أن يتم جمعها في مكان واحدا، وشكرا زميلنا إدبيهي لأنك أمطث اللثام عن سيرة ذاتية للاعب تستحق أن تروى.