بدأت إسبانيا مؤخرا في استعمال طائرة مقاتلة من نوع «يوروفايتر» تحت إشراف عناصر الحرس المدني، وبتنسيق بين المغرب وإسبانيا. ووفق مصادر إسبانية، فإن العمل بهذه الطائرة يهدف إلى مكافحة الحشيش من المغرب إلى الجارة الشمالية. كما ستعمل الطائرة المتطورة على رصد وتتبع عمليات تهريب المخدرات جوا بين شمال المغرب وإسبانيا، حيث عرفت المنطقة مؤخرا اختراقا لطائرات خفيفة مختصة في نقل المخدرات جوا عبر بعض المدرجات الاصطناعية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذا النوع من الطائرات يتضمن أنظمة رادارات خاصة في تمشيط الأجواء ومواقع أرضية داخل المغرب، وهي من نوع ECR90 التي تستعمل المراقبة والرصد عبر تقنية الأشعة تحت الحمراء IRST والرصد الليلي عبر نظام FLIR. من جهتها، أشارت مصادر أخرى إلى أن تشغيل إسبانيا لهذا النوع من الطائرات جاء بعدما اقتنى المغرب مؤخرا من الولاياتالمتحدةالأمريكية أنظمة رادار جد متقدمة تعتبر الأولى من نوعها، ليكون أول دولة تستعمل هذا النوع من الرادارات المتطورة والمسماة «SEA VUE». ووفق المصادر ذاتها، فإن الرادار الجديد التي اقتناه المغرب يتوفر على نظام قوي للكشف عن جميع أنواع الأهداف البحرية من الجو. وكانت صفقة اقتناء الرادار قد أثارت شكوك واستنفار وزارة الدفاع الإسبانية لكون المغرب سيتمكن من أن يرصد عبر الرادار الجديد تحركات الجيش الإسباني وبوارجه البحرية عبر مضيق جبل طارق. وأوضحت مصادرنا أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع الرادار ذي التكنولوجيا المتطورة (XMC SeaVue) للمغرب، والذي تم تصنيعه من طرف شركة رايثون للأسلحة. وتستخدم القوات البحرية الأمريكية حاليا هذا الرادار خلال عملياتها في مراقبة سواحلها. ويضاف تشغيل إسبانيا لهذه الطائرة إلى استعمالها قمرين اصطناعيين إسبانيين يعملان بالأشعة تحت الحمراء للرؤية، أصبحا حاليا من أبرز الأقمار الاصطناعية التجسسية، التي تعتمد عليهم إسبانيا في التجسس على المغرب. ويتعلق الأمر بكل من القمر الاصطناعي هيليوس 2A وهيليوس 2B. وقد انطلق العمل بهذا الأخير في دجنبر من سنة 2009. ورغم أن القمرين التجسسين هما فرنسيان، حيث تمثل نسبة الدولة الفرنسية بهما نسبة 90 بالمائة، فإن النسبة المتبقية لإسبانيا في جمع المعلومات الاستخباراتية تبقى جد مهمة مقارنة بأغلبية الدول العظمى. مصادر مغربية أخرى كشفت ل«المساء» أن «هذين القمرين التجسسيين يقومان بتسجيل ما يحدث فوق تراب أي بلد مجاور يمثل لها استراتيجية كبرى في سياستها الخارجية»، في إشارة منها إلى المغرب. «لا أحد يستطيع معاينة هذين القمرين اللذين يقومان، بشكل قانوني وغير قانوني، بتسجيل ورصد تحركات أي كتيبة عسكرية، أو أي فيلق للجيش فوق التراب المغربي»، تشير أسبوعية «تييمبو» الإسبانية في عدد خاص تضمن ملفا حول هذين القمرين الاصطناعيين التجسسين.