استطاعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الحصول على قرضين مهمين بسعر فائدة جيد، بهدف دعم إستراتيجية النمو التي تراهن عليها المجموعة، وتبلغ قيمة القرض الأول حوالي 200 مليار سنتيم، مقدم من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية، بينما حصلت المجموعة على القرض الثاني، وبنفس المبلغ تقريبا، من البنك الافريقي للتنمية. وقد وقع، كل من مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ومسؤولو البنك والوكالة اتفاقية أولى تقدم بموجبها الوكالة الفرنسية للتنمية قرضا للمجموعة المغربية بقيمة 180 مليون أورو (حوالي 200 مليار سنتيم). وتشكل هذه الاتفاقية، حسب بلاغ للمجموعة، دعما لإستراتيجية المكتب الشريف للفوسفاط في ميدان الماء، الرامية إلى مواكبة التطوير الصناعي للمكتب الشريف للفوسفاط، مع الحفاظ على الموارد المائية. ومن المنتظر أن يمول هذا القرض، الذي يندرج في إطار الإستراتيجية المالية الشاملة للمجموعة، جزءا من وحدات تحلية المياه في الجرف الأصفر في آسفي ومحطات لتنقية المياه في كل من خريبكة واليوسفية وبنجرير، فضلا على أنظمة توزيع المياه. وأكد مصطفى التراب، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار شراكة نوعية مع الوكالة الفرنسية للتنمية، التي تدعم برنامج المجموعة المغربية ومسعاها في تحقيق التنمية المستدامة، مع احترام المعايير البيئية عن طريق الحد من استهلاك المياه، مشيرا إلى أن هذا القرض تحقق دون ضمانة الدولة٬ مما يشهد على ثقة الوكالة الفرنسية للتنمية في إستراتيجية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وفي برامجها التنموية. وأبرز التراب أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط اختارت أن تكون سباقة إلى إدماج الأبعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية على جميع المستويات في نشاطها، مشيرا أن المجموعة تسعى إلى جعل البيئة والتنمية المستدامة مصدرا هاما لتقليص التكاليف وتعزيز القدرة التنافسية. ومن جهته، أكد السفير الجديد لفرنسا في الرباط، شارل فريس٬ أن هذه الاتفاقية تأتي لدعم الشراكة المغربية الفرنسية وكذا لمواكبة إستراتيجية تطور مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومشاريعها من أجل الحفاظ على البيئة٬ مشيرا إلى دعم بلاده إستراتيجية التطور السوسيو -اقتصادي التي تنهجها المملكة (الحزام الأخضر٬ الإقلاع الصناع٬ ومخطط الطاقة الشمسية). بينما وقع مصطفى التراب الاتفاقية الثانية مع أميني أبو زيد، ممثلة البنك الإفريقي للتنمية، حيث يقدم بموجبها البنك قرضا لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، تبلغ قيمته 250 مليون دولار (حوالي 200 مليار سنتيم)، والذي يندرج في إطار برنامج المجموعة الاستثماري. ويخصص القرض لبناء أرضية صناعية في الجرف الأصفر التي ستستقبل عدة مركبات كيميائية من أجل مضاعفة القدرة التحويلية المحلية للفوسفاط إلى منتجات مشتقة (حامض فوسفوري وأسمدة) مما سيساهم في بلوغ أهداف البرنامج الشامل للتنمية الفلاحية الإفريقية ومضاعفة الإنتاج الفلاحي وضمان الأمن الغذائي. وأكدت أبو زيد، خلال حفل التوقيع، أن هذه الشراكة مع المجموعة تأتي لتقييم الجهود التي يبذلها البنك لتعزيز نقل المعرفة جنوب -جنوب وتطوير الزراعة الإفريقية في إطار التمويل الإفريقي لتطوير الأسمدة. وقالت إن دعم البنك يؤكد التوجهات الأساسية لإستراتيجية المساعدة الجديدة للبنك في المملكة للفترة الممتدة ما بين 2012 و2016، والمتمثلة في تدعيم الحكامة والاندماج الاجتماعي ودعم تطوير البنية التحتية، مضيفة أن هذه الإستراتيجية تشجع المشاريع المحلية للتحويل الموجهة للتصدير وتطوير القطاع الخاص. يذكر أنه سبق للوكالة الفرنسية للتنمية، أن منحت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، في سنة 2009، قرضا بحوالي 240 مليون أورو من أجل تمويل أنبوب نقل الفوسفاط بين خريبكة والجرف الأصفر٬ لتصل قيمة مجموع القروض التي قدمتها الوكالة للمجموعة إلى 420 مليون أورو.