نظمت تنسيقية ايت علا حودران بإقليم الخميسات وقفة احتجاجية تحت شعار «من أجل فك العزلة وجبر الضرر» أمام الفرعية التابعة لمجموعة مدارس التحرير بحضور أزيد من 100 شخص وبدعم من العديد من فعاليات المجتمع المدني، احتجاجا على ما وصفه المحتجون ب«التهميش والإقصاء والعزلة» التي يعانون منها بسبب الغياب التام لكل البنيات التحتية الضرورية الضامنة لحياة كريمة رغم أنهم لا يبعدون عن العاصمة إلا بحوالي 50 كيلومترا. وردد المحتجون خلال الوقفة العديد من الشعارات المطالبة برفع التهميش عنهم، منددين بالواقع «المزري» الذي يعيشون فيه. تقول فاطمة (وهي سيدة مسنة): « صعوبة المسالك مشكل حقيقي بالمنطقة، حيث إن العديد من النساء يلدن في الطريق وفي ظروف لا إنسانية قبل الوصول إلى أقرب مركز صحي موجود بتيفلت، والتي تبعد عن آيت علا حودران بحوالي 14 كلم». وتضيف فاطمة بألم كبير أن شخصين من أبناء القبيلة تعرضا للدغات أفاعي حيث فارقا الحياة في طريقهما إلى المستشفى والسبب هو العزلة التي تعاني منها المنطقة وغياب ضروريات الحياة الكريمة، تضيف المسنة نفسها. وبحسرة كبيرة يقول عبد الرحيم، محتج تجاوز الخمسين من العمر، وهو يشير إلى طفله الذي كان يقف بجانبه: «ما يحز في نفوسنا كثيرا هو مستقبل هؤلاء الأطفال الصغار مع غياب مدرسة يتلقون فيها تعليمهم على غرار باقي الأطفال»، مضيفا أن هذه الفرعية ترجع إلى الحقبة الاستعمارية وتنعدم فيها أدنى الشروط الواجب توفرها في المدارس، مبرزا أنه منذ الاستقلال إلى اليوم فقط 4 تلاميذ هم الذين حصلوا فيها على الشهادة الابتدائية. وأنه على الأطفال الراغبين في التعلم قطع مسافات طويلة تفوق 7 كلم بها مرتفعات تتجاوز 1000 متر من أجل الوصول إلى المدرسة. وتساءل المصدر نفسه كيف يعقل أن الأطفال في المدن يتعلمون في ظروف حسنة وبوسائل جيدة فيما «أبناؤنا لا يجدون حتى المراحيض لقضاء حاجتهم بها» مع العلم أنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى هذه المدرسة. ورفع المحتجون لافتات طالبت برحيل رئيس الجماعة القروية لحودران وبعض المسؤولين بها الذين لم يدفعوا بعجلة التنمية بهذه المنطقة على الرغم من الوضعية «المأساوية» لسكانها، يضيف بعض المحتجين، في الوقت الذي يكون الاهتمام مركزا أكثر على قبائل أخرى علما أن وضع القبيلة المذكورة أكثر سوءا من غيرها، حسب المصادر نفسها. وتساءلت مجموعة من المحتجين عن نصيب سكان قبيلة ايت علا حودران من برامج التنمية، وعن السبب الذي يجعل بعض هذه البرامج تتركز بمناطق أخرى دون غيرها وهو ما اعتبروه نوعا من «الإقصاء المقصود»، يضيف عبد الرحيم. يقول حسن (فاعل جمعوي وحقوقي بالمنطقة) إن «الساكنة راسلت مختلف الجهات لإيجاد حل لمعاناتها لكن للأسف الشديد لم نتلق سوى الوعود ولاشيء على أرض الواقع». كما عبر عن «إدانته لأسلوب المماطلة والتسويف الذي نهجته السلطات بالجماعة القروية وتملصها من التزاماتها». وطالب المحتجون الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لفك العزلة عن القبيلة، من خلال تعبيد الطريق التي تربطها بأقرب المراكز الحضرية (تيفلت والمعازيز)، وكذا خلق مشاريع تنموية تحفظ كرامة الساكنة.