رضى زروق مع اقتراب حلول شهر رمضان، بدأ المتتبعون يطرحون مجموعة من التساؤلات بخصوص ما سيعرض على شاشاتهم، وحول ما إذا كان الموعد سيضرب من جديد مع رداءة الأعمال «الفنية». وعلى بعد قرابة شهرين ونصف من حلول رمضان، بدأت تتضح ملامح شبكة البرامج الخاصة بالقنوات المغربية، ويبدو من خلال أسماء شركات الإنتاج التي طرحت أعمالها ومن خلال الوجوه المألوفة التي ستطل على المشاهدين من جديد، أن الأعمال الرمضانية للسنة الجارية ستكون مشابهة لسابقاتها. وبغض النظر عن الأعمال التي حسم في موضوع عرضها على التلفزيون، يبرز موضوع آخر أكثر أهمية وخطورة، يتعلق بالطريقة التي تتم بها المصادقة على بعض الأعمال التي لا يمكن إلا أن توصف بالرديئة، دون المرور عبر لجنة انتقاء. وفي تغييب تام لمعايير الجودة والكفاءة والتنافسية، حصل بعض مدراء شركات الإنتاج، ممن تعودوا على عرض أعمالهم في أوقات الذروة في رمضان، على امتيازات «خاصة» دون غيرهم، وصلت إلى حد الموافقة على ظهور أعمالهم في رمضان، حتى قبل تصويرها واكتمال كتابة سيناريوهاتها. وفي ظل غياب أرقام رسمية تؤكد حقيقة هروب المغاربة صوب القنوات الفضائية العربية والأجنبية خلال رمضان، فإن أرقام وإحصائيات «ماروك متري» الخاصة بالعام الماضي، أكدت أن المغاربة، ممن يشاهدون القنوات الوطنية على مدار العام، يقبلون وبكثرة على متابعة ما يعرض في رمضان، وأنهم يفضلون كل ما هو محلي. وكانت إحصائيات «ماروك متري» (من 3 يناير 2011 إلى فاتح يناير 2012) قد كشفت عن تفوق برنامج الكاميرا الخفية «تكبر وتنسى»، الذي كان يعرض على القناة الثانية بعيد ساعة الإفطار في شهر رمضان الأخير، إذ شاهد إحدى حلقاته ما يزيد عن 7 ملايين مغربي، يليه سيتكوم «ديما جيران» (6.3 مليون مشاهد). وإذا كانت الإنتاجات العربية قد حققت تراجعا طفيفا السنة الماضية، بسبب الثورات التي شهدتها بعض دول العالم العربي، فإن ما ستقدمه أكبر القنوات الفضائية العربية هذه السنة، من المرجح أن يغري ملايين المغاربة، ممن سئموا التفرج على أعمال رديئة ومرتجلة، لا تحترم ذوق المشاهد. وتبرز مجموعة من الأعمال هذه السنة، كالمسلسل المصري «عرفة البحر»، الذي يلعب فيه دور البطولة الممثل نور الشريف إلى جانب هالة صدقي وأحمد بدير ودلال عبد العزيز، فضلا عن مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» الذي يشارك فيه الفنان عادل إمام وأحمد السعدني، ثم مسلسل «الخواجة عبد القادر» الذي يلعب فيه دور البطولة الممثل يحيى الفخراني، بالإضافة إلى جديد الدراما السورية والمسلسلات التاريخية والدينية والكوميدية. وإذا كان مخرجو ومنتجو هذه الأعمال قد أعلنوا، منذ فترة، أنهم أنهوا تصوير أعمالهم، وأنها باتت شبه جاهزة للعرض، فإن الأمر يختلف في المغرب، إذ ما زال كتاب سيناريوهات لم يكملوا كتابة نصوصهم، كما أن تصوير مجموعة من الأعمال، التي برمجت مسبقا في رمضان، لم ينطلق بعد. ومن المنتظر أن تصور القناة الثانية 30 حلقة للكاميرا الخفية ستعرض دقائق بعد ساعة الإفطار في رمضان، إضافة إلى الجزء الثالث من سيتكوم «كلنا جيران»، الذي سيشرع في تصوير أولى حلقاته في الرابع عشر من ماي، وهو من إنتاج شركة «عليان». ومن المنتظر أن تعرض القناة نفسها الجزء الثاني من سلسلة «حديدان»، إضافة إلى مسلسل «بنات للا منانة»، الذي سيعرف مشاركة الفنان والبرلماني في حزب العدالة والتنمية، ياسين أحجام، وإدريس الروخ، إلى جانب السعدية لديب وسامية أقريو ونورا الصقلي.