بعد مرور الثلث من شهر رمضان، مازالت القناة الثانية تكتسح المشهد التلفزيوني بالمغرب، فإلى غاية الثلاثاء (9 غشت الجاري) ظل مؤشر المشاهدة التلفزيونية بالنسبة لقناة عبن السبع يتراوح بين 42.1 بالمائة، كمتوسط متابعة برامجها على مدار اليوم، و53.7بالمائة في أوقات الذروة، الشيء الذي شكل لها موسما استثنائيا لم يتوقعه حتى المشرفون على دواليبها ومخططو استراتيجيتها الإنتاجية والبثية..، علما أن عملية الإنتاج التلفزيوني الوطني المخصص لهذا الشهر الفضيل لم يكن بالكم الذي أريد لها، حسب ما كشفت عنه مصادر قريبة من القناة، بالنظر لضعف الميزانية المرصودة لهذا المجال ولسياسة التقشف التي تبنتها الإدارة في الانتاج الدرامي، بدليل أن سُنَّة إنتاج وبث فيلم تلفزيوني مغربي كل شهر لم يعد يُلتزم بها في السنتين الأخيرتين.. ، ورغم ذلك فقد اعتبر العديد من المتتبعين للمشهد التلفزيوني المغربي أن الأرقام المسجلة من قبل مؤسسة «ماروك ميتري» المختصة في رصد مشاهدات المغاربة التلفزيونية، وإن كانت كبيرة جدا، ومحفزة للقناة، فإنها لا تعكس حقيقة جودة المنتوج كله، باعتبار، أنه إذا كان الشكل الفني، والتقني (إخراج، توضيب، ديكور، إخراج، إنارة ..) لبعض الانتاجات التلفزيونية الوطنية مقبولا وفية مجهود إبداعي محترم، فإن بعض الانتاجات الأخرى، وخاصة الهزلية الجديدة منها، خاوية المضمون، ونسخ مكرورة لإعمال سابقة، ومبالغة في النمطية إلى درجة الملل لا يشعر فيها المشاهد أي حس إبداعي، بل هي ضحك على الذقون أكثر من شيء آخر، بل، كذلك، إهدار للأموال العامة في إطار سياسة التقشف هاته. وبالنسبة لمؤشر المتابعة لبرامج قناة «الأولى»، فإنه استمر في الانخفاض، حسب ما تضمنته الإحصائية التلفزيونية «لماروك ميتري»، إذا وقف في الثلاثاء الماضي في حدود 5.5 بالمائة كمتوسط مشاهدة على مدار اليوم و6.4 بالمائة في وقت الذروة (قبيل الإفطار وبعده)، بالرغم من الميزانية المحترمة التي خصصتها إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للإنتاج الرمضاني والتي قدرت بالملايير من السنتيمات، لأجل كسب الرهان الرمضاني، الذي لم يتحقق لها.. وفي ما يتعلق ببقية قنوات الشركة، يبدو أن قناة «المغربية» مازالت صامدة أمام اكتساح «الثانية»، إذ لازالت تحقق نسب مشاهدة محترمة بالرغم من انعدام الإمكانيات لديها، إذ أن جل برامجها، إن لم نقل كلها، هي برامج معادة من أرشيف «الأولى» والثانية، وتحقق مع ذلك نسبا تزاحم بها نظيرتها «الكبيرة» في دار لبريهي، إذ سجلت «المغربية» في الإحصائية نفسها 1.8بالمائة كمتوسط مشاهدة على مدار اليوم، و2 بالمائة في ذروة المشاهدة، في حين وقف المؤشر لدى بقية القنوات الأخرى في الدار عند حدود 3.1 بالمائة على مدار اليوم، و1.3بالمائة في وقت الذروة.. ويبدو أن تأثير الثورات العربية في كل من مصر وسوريا، على الخصوص، كان قويا وسلبيا على متابعة الإنتاج الدرامي لهذين القطرين العربيين، حيث ليس هناك ما يثير المشاهد المغربي تجاه القنوات الفضائية العربية من مسلسلات كانت تستقطبه في المواسم الرمضانية الفارطة سوى الواقع الحزين الحالي على القنوات الإخبارية العربية والدولية.. وفي هذا الإطار فقد رصدت الإحصائية المذكورة أن المشاهد المغربي تابع القنوات الفضائية الأجنبية في حدود 4.7بالمائة كمتوسط على مدار اليوم، لتنخفض النسبة إلى 36.7 بالمائة في وقت الذروة. وعلى مستوى البرامج الأكثر متابعة، تقول إحصائية «ماروك ميتري» أن المشاهدين المغاربة يستطيبون مشاهدة برامج «الكاميرا الخفية» هذه السنة، تعلق الأمر ب«تكبر وتنسها» الذي تستهل به دوزيم بثها في ذروة فترة الإفطار، أو «جار ومجرور» الذي يبث مباشرة بعد سيتكوم «ديما جيران»، وكلها على القناة نفسها، حيث يحتلان المراكز المتقدمة. وفي هذا الإطار تتصدر برامج القناة الثانية لائحة برامج «الطوب 30»، حيث تموقع في الرتبة الأولى «تكبر وتنسى»، يليه سيتكوم «ديما احنا جيران»، ثم كبسولة «ضحك نيت»، وفي الرتبة الرابعة «جار ومجرور» الذي حَسَّنَ من ترتيبه، وفي الخامسة ضحك نيت، وفي السادسة «صالون شهرزاد» ، وفي السابعة «سولوا حديدان»، والثامنة كبسولة «مواهب في تجويد القرءان الكريم»، والتاسعة، الفيلم السينمائي المغربي «خمم»، وفي العاشرة كبسولة «ضحك نيت»...إلخ.