عاد العشرات من سكان حي مونفلوري، صباح أول أمس الأحد، إلى التظاهر في الشارع العام، احتجاجا على غزو شوارع حيهم من قبل الباعة المتجولين. وطالب السكان بإيجاد حل لمعاناتهم مع غياب النظافة وتفشي الإجرام وعرقلة حركة المرور في هذا الحي بسبب الوضعية التي يعيشها. وتشهد شوارع الحي إقبالا منقطع النظير من قبل الباعة المتجولين لعرض سلعهم، إذ تحولت إلى أسواق يومية مفتوحة تباع فيها جل السلع، من ملابس ومواد غذائية وألعاب للصغار وخضر وفواكه. وأصبح يقصدها عدد كبير من المواطنين من أحياء أخرى للتبضع. ويؤدي هذا الوضع إلى حدوث ضجيج يقول سكان الحي إنه لا يطاق، كما يؤدي إلى عرقلة حركة المرور، ويصعب معه على وسائل النقل في أوقات الذروة أن تجد مخرجا لها بهذه الشوارع. وتنشب نزاعات على خلفية هذا الوضع بين المواطنين في الشارع العام، وتتطور بعض هذه النزاعات إلى استعمال الأسلحة البيضاء. ويقول السكان إن الوضع جر عليهم أيضا ارتفاع نسبة الاعتداءات بهدف السرقة والنشل، واستعمال الأسلحة البيضاء. وكانت السلطات قد وضعت، في وقت سابق، رهن إشارة باعة متجولين في نفس الحي، سوقا نموذجيا للقضاء على هذه الفوضى. وانتقل عشرات الباعة المتجولين إليه، لكن «الربيع العربي» أعاد الوضع إلى سابق عهده، حيث ظهر باعة متجولون آخرون يورد السكان أنهم يتحدرون من أحياء أخرى، وبأعداد مرتفعة. وعجز الباعة في السوق النموذجي عن مواجهة منافسة تجار الشارع العام، مما دفعهم إلى القيام بعدة احتجاجات للمطالبة بإيجاد مخرج لمعاناتهم مع هذه المنافسة التي يصفونها بغير المتكافئة، خاصة وأن سوقهم النموذجي لم يعد يدخل إليه إلا عدد قليل من المواطنين. وقرر بعضهم إغلاق محلهم، فيما أخرج بعضهم سلعته إلى الشارع العام، وعاود معانقة مهنته القديمة. وتخلف عربات الباعة المتجولين، أثناء الرحيل، في أوقات متقدمة من الليل، أكواما من الأوساخ، تؤرق الساكنة، وتزكم الأنوف. وازدادت حدة المعاناة مع النظافة مع أزمة حادة تعيشها شركة مكلفة بجمع الأزبال في وسط المدينة (جي إم إف)، وعجزها عن توفير التجهيزات والإمكانيات لجمع الأزبال بمختلف أحياء المدينة. ويطالب سكان عدد من الأحياء الراقية بالمدينة (حي السعادة ومونفلوري) السلطات بالتدخل لتحرير الملك العام من «الباعة المتجولين»، وتقديم حلول ناجعة لمواجهة هذا المشكل، عبر خلق بدائل من شأنها أن تحتضن هؤلاء الباعة، وأن توفر شروطا من شأنها أن تشجعهم على الاستقرار في أسواق نموذجية يومية. وسبق لوداديات سكنية بالمدينة أن وجهت، في الآونة الأخيرة، رسالة إلى وزير الداخلية، ووالي الجهة، لمطالبتهما بالتدخل لحل معضلات الساكنة مع كثرة اللصوص والمنحرفين وتكاثر النزاعات والضرب والجرح وتكاثر الأزبال والنفايات في حي مونفلوري. وتحدثت الوداديات في شكاية لها عن وجود باعة متجولين مدعمين بشبكات إجرامية معروفة بالحي.