نقلت حركة 20 فبراير، مساء يوم أول أمس الأحد، احتجاجاتها من وسط مدينة فاس إلى حي «مونفلوري» الذي يقدم على أنه ينتمي إلى خريطة الأحياء «الراقية» في المدينة، وذلك بعدما خرج، صباح يوم الجمعة الماضي، ما يقرب من 13 ودادية سكنية في مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر المقاطعة للمطالبة ب»رحيل» رئيس المقاطعة ونوابه. وشهدت المنطقة، مساء الأحد، حضورا أمنيا كبيرا، لكن دون تسجيل أي تدخل في حق المحتجين، فيما قرر بعض سكان الحي الخروج في وقفة مناهضة لحركة 20 فبراير. وقال أحدهم ل«المساء» إن سكان حي «مونفلوري» يرفضون أن تستغل مشاكلهم العادية من قبل تيارات سياسية تشارك في احتجاجات حركة 20 فبراير. ورفع شباب الحركة شعارات تطالب ب«إسقاط الفساد والاستبداد». وقال مصدر في مجلس دعم الحركة إن شبابها كانوا ينوون الدخول إلى الحي ل«التضامن» مع السكان. وفضل تيار آخر من الحركة (حركة 20 فبراير في فاس انقسمت إلى تيارين) الاحتجاج في الشارع الرئيسي في وسط المدينة. ويشتكي سكان الأحياء «الراقية» في مقاطعة سايس من غياب النظافة وضعف التجهيزات، وعدم اهتمام المسؤولين بوضعية بعض المدارس، وانتشار الباعة المتجولين في أكبر شوارع الحي، وذلك إلى جانب ما يعتبرونه نقصا في التغطية الأمنية. وردد المشاركون، في مسيرة يوم الجمعة، شعارات تنتقد المنتخبين في مقاطعتهم، وجلهم ينتمي إلى حزب الاستقلال، وهو الحزب نفسه الذي يهيمن على عدد كبير من الوداديات السكنية في أحياء المقاطعة. واتهم مسؤول استقلالي أعضاء من حزب الأصالة والمعاصرة بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات، وقال ل»المساء» إن حزب «البام» يحاول أن يجد له موطئ قدم في هذه الأحياء، في إطار الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة. فيما لم تستبعد مصادرنا أن يكون لصراع الأجنحة داخل حزب الاستقلال تأثير على خروج الوداديات السكنية للاحتجاج.