شهد عدد من الأحياء «الراقية» بفاس، مساء أول أمس الثلاثاء، أحداث «كر وفر» بطلاها أعضاء من حركة 20 فبراير وأنصار محسوبون على العمدة الاستقلالي حميد شباط، على خلفية «خروج» أعضاء الحركة ل«ملاقاة» الجماهير و«التعبئة» ل«مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور. وعمد أنصار شباط إلى رشق أعضاء الحركة بالحجارة، وتعرض بعضهم للركل والرفس. وقال فتح الله الحمداني، أحد أعضاء حركة 20 فبراير، ل«المساء» إن شباب الحركة طوقوا من قبل حوالي 15 شخصا بينما كانوا يوزعون مناشير من أجل مقاطعة الاستفتاء الدستوري. ووصف تقرير لأحد أعضاء الحركة أنصار شباط ب«البلطجية» و«ذوي السوابق العدلية». وقال الحمداني: «لقد كانوا يتحركون في حي «مونفلوري» بقيادة مجرم شهير يتحدر من حي عوينات الحجاج الشعبي، وهو من ذوي السوابق العدلية بتهم المتاجرة في المخدرات والاعتداء بالسلاح الأبيض». وانتقل أعضاء الحركة إلى حي السعادة، فعمد المطاردون إلى ملاحقتهم، لكن هذه المرة أشهروا أسلحتهم البيضاء في وجوههم، وقاموا بالاعتداء على بعض الشبان بالحجارة والعصي، والركل والرفس، مما أدى إلى إصابة عضو الحركة إسماعيل العموري في رجله وفي عينيه، حسب تقرير لأحد أعضاء الحركة. وطبقا للمصدر نفسه، فإنه تم «الهجوم» على عضوات الحركة بوابل من الكلام النابي والنعوت القدحية. «وكان من بين البلطجية ثلاثة إخوة اشتهروا بترويجهم المخدرات وسط ساكنة حي السعاة، كما أنهم من ذوي السوابق العدلية». واضطر أعضاء حركة 20 فبراير إلى الفرار في اتجاه مقر اجتماعات الحركة، لكنهم وجدوا عددا آخر من «الشماكرية» في انتظارهم وانهالوا عليهم بالضرب من جديد. وسقط رشيد لطيف، عضو من الحركة، على الأرض مغشيا عليه تحت ضربات «البلطجية»، الذين استمروا في ركله ورفسه وضربه بالحجارة، وحاولوا مصادرة دراجة نارية في ملكية أعضاء الحركة. وأشار الحمداني إلى أن أعضاء الحركة قرروا اللجوء إلى الأحياء الراقية، في اليوم الأول من «التعبئة» ضد مشروع الدستور، بدل النزول إلى الأحياء الشعبية، تجنبا للتصادم مع أفراد البلطجية، لكن رغم ذلك وقع هذا الاعتداء، محملا الأجهزة الأمنية المسؤولية في هذه الاعتداءات. وكان أنصار عمدة فاس قد احتلوا يوم الأحد الماضي ساحة احتجاجات حركة 20 فبراير وسط مدينة فاس، ورفعوا شعارات مناهضة لهم، ووصفوهم ب«أعداء الله والوطن»، وقالوا إنهم سيواصلون احتلال هذه الساحة ومطاردة أعضاء الحركة.