أعلن ناصر حجي،عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، ترشحه رسميا لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، من خلال رسالة موجهة إلى المكتب السياسي أشارت إلى ضرورة الالتزام بالمنافسة الشريفة، والاستعمال العادل لوسائل الإعلام الحزبي، وترك مسافة فاصلة بين صفة المسؤول والمرشح. وانتقد حجي، وزير الاتصالات والتقنيات الحديثة الأسبق في حكومة اليوسفي، محاولة إقصائه من طرف المرشحين الآخرين، قائلا «الموجودون في المكتب السياسي اعتقدوا أنهم الوحيدون في الحزب، وهذا ما جعلني أتقدم برسالة ترشحي رسميا إلى جميع الأجهزة الحزبية». ودعا حجي، خلال اللقاء الإعلامي الذي نظم أول أمس بالرباط، إلى انتخاب الكاتب الأول في دورتين، للتمكن من حسم السباق نحو المنصب بنسبة تفوق 50 في المائة، وتجاوز أزمة القيادة التي يعاني منها حزب الاتحاد الاشتراكي، واعتبر أن الشوط الثاني من المؤتمر يجب أن يطرح مسألتين أساسيتين هما بحث السبل التي تمكن من الوصول إلى تسيير عصري للحزب، «بعيدا عن الممارسات العقيمة والفئوية الضيقة للأجهزة البيروقراطية». وثانيا دراسة المشاركة في الحكومة التي اعتبر أنها «غير صالحة، ولا تناسب الشعب ومتطلبات المرحلة»، وقال ناصر: «مناقشة هذا الموضوع ستسهل كثيرا عمل المؤتمر، وأنا أختلف مع اليازغي الذي اعتبر أن الخروج من الحكومة نوع من السذاجة السياسية، وقد أعلنت هذا الموقف قبل المشاركة في حكومة 2002». وأكد حجي أن ترشحه يأتي بدعم من مجموعة من المناضلين الذين وصفوا ما تقدم به من أفكار بأنه «خطوة جريئة ستخرج الحزب من الحلقة المفرغة»، في الوقت الذي اقتصر فيه باب الترشيح على «أسماء تنتمي إلى المكتب السياسي»، الذي حمله مسؤولية كبيرة في الأزمة التي يعيشها الاتحاد الاشتراكي، وأضاف أن الخلافات داخل الحزب لم تكن موجودة قبل انتخابات 2007، حيث كان المكتب السياسي يؤكد أن «الحزب بصحة جيدة، وأن التجربة بخير، وستظهر نتائجها يوم الاقتراع حيث تم الإعداد لحفل كبير،قبل أن تحدث النكسة، وينكمش الحزب على نفسه مكتفيا بتدبير حسابات الأجهزة، ومبتعدا عن الشعب وقاعدة المناضلين». وقال حجي إن التفويضات التي منحت للمكتب السياسي «خرجات» على الحزب، وأن الوقت قد حان للتحلي «بالجرأة في اتخاد القرار»، وانه «لا ينبغي السكوت والتضحية بالحزب من أجل صنع القيادة». ووصف حجي البيان السياسي للمرشحين الأربعة بأنه «مبهم، ولن يساعد على نجاح المحاولات الهادفة إلى إنقاذ الحزب»، وقال: «هل سيخرج المؤتمر بنفس المكتب السياسي ونفس الأزمة». من جهة أخرى، أبدى ناصر حجي تفاؤله بخصوص نجاح المؤتمر في شوطه الثاني، مرجعا الانتفاضة التي حدثت في الشوط الأول إلى حرب اللوائح، وقال «لقد ظل المؤتمرون ينتظرون بحث المشاكل الحقيقية للحزب، في الوقت الذي انشغل فيه البعض بصنع اللوائح خارج الخيمة»، وأكد أن الاتحاد الاشتراكي بحاجة إلى التغيير لتجاوز ضعف الفعالية لدى القيادة والعودة إلى الهوية الاشتراكية وإعادة بناء الأداة الحزبية وتوضيح الخط السياسي والمشروع المجتمعي. و انضاف ناصر إلى لائحة المرشحين المتنافسين على منصب الكاتب الأول، التي تضم أربعة أسماء هم عبد الواحد الراضي، فتح الله ولعلو، الحبيب المالكي، وإدريس لشكر(لم يعلن رسميا) وهو ما ينبئ بصراع قوي بين الأسماء المرشحة في الشوط الثاني من المؤتمر الذي سيعقد في السابع من نونبر.