قال دافيد سودان، الرئيس المدير العام ل«نستلي المغرب»، إنه في إطار مواصلة سياستها الرامية إلى خلق القيمة المشتركة وقعت «نستلي المغرب» على عقد إطار اتفاقية تجميع لمنتجي الحليب بجهة دكالة عبدة، بشراكة مع «وكالة التنمية الفلاحية» و«المديرية الجهوية للفلاحة بدكالة عبدة». وتم توقيع هذه الاتفاقية في إطار مخطط «المغرب الأخضر»، الذي جعل من قطاع الحليب سلسلة إستراتجية يجب تطويرها عبر تنمية الإنتاج الحالي من الحليب بنسبة 50 في المائة في أفق سنة 2020. وصرح سودان ل«المساء» أن هذه الاتفاقية تهدف بالأساس إلى تطوير إنتاج الحليب بجهة دكالة عبدة، وتحسين إنتاجية القطيع وجودة الحليب، ورفع حصته في المصنع، وكذا إشراك القطاع الخاص في تنمية سلسلة الحليب. وعن اختيار جهة دكالة عبدة، قال مدير «نستلي المغرب» إن ذلك لم يكن اعتباطيا، إذ تنتج الجهة لوحدها 22 في المائة من حليب المغرب، أي ما يعادل 341 مليون لتر سنويا، وتحتضن 43 ألفا و200 مربٍّ يشتغلون في إنتاج الحليب بالجهة، ويحققون رقم معاملات يزيد عن مليار درهم. كما يتوجه 38 في المائة من إنتاج الجهة نحو تصنيع الحليب المبستر أو مسحوق الحليب، في حين ستهم عملية التجميع 24 في المائة من منتجي الحليب بجهة دكالة عبدة. وأوضح أن التجميع يعد نموذجا مبتكرا لتنظيم المزارعين حول فاعلين خواص أو هيئات مهنية ذات قدرات تسييرية قوية بهدف تجاوز الإكراهات المرتبطة بتشتت المساحات الزراعية، عبر ضمان ولوج الاستغلاليات المجمعة إلى التقنيات العصرية للإنتاج، والتمويل، والأسواق. كما يتعلق الأمر أيضا بشراكة «رابح – رابح» على أساس عقود محددة وواضحة. وتلتزم «نستلي المغرب»، بموجب اتفاقية التجميع، بحمل خبرتها لفائدة حوالي 11 ألف منتج حليب متكتلين في 130 تعاونية متخصصة في قطاع الحليب و8 ضيعات فردية داخل أربعة مجالات محددة. يتمثل الأول في التزويد وتقديم الخدمات، وانتقاء مدخلات الإنتاج الملائمة لمزارع الألبان، والمساهمة مع المجمعين في التزود بالبذور المستوردة للتلقيح الاصطناعي ذي القيمة الجينية المرتفعة.فيما يشمل الثاني تجهيز المجمعين عبر تجهيز مراكز تجميع الحليب بصناديق الحليب، وثالثا التأطير من خلال عمليات استيراد السلالات الأصيلة للأبقار الحلوب، والمساهمة في برنامج تأطير المنتجين المجمعين (تكوين، وتنظيم أيام تحسيسية حول مواضيع متعددة للسلوك التقني لمنتجي الحليب)، والمرافقة في مجال حيازة تجهيزات تربية الأبقار من قبيل القنينات الحديدية، ومعدات الحلب، وصالات المعالجة، وتجهيزات الجمع والمحافظة على الأعلاف. وآخر مجال هو التمويل، حيث تلتزم «نستلي المغرب» بدعم تمويل مدخلات الإنتاج، المتعلق بالوحدات المتنقلة للتلقيح الاصطناعي، والمراقبة الحليبية وتحديد الأبقار، وأيضا إنشاء وتجهيز مراكز جمع الحليب بقنينات الألمنيوم من أجل تجميع الحليب، والمعدات المتنقلة للحلب وصالات الحلب، وتجهيزات المراقبة. من جهة أخرى، تلتزم «نستلي المغرب» بموجب هذه الاتفاقية الإطار، بإبرام اتفاقيات فردية مع المجمعين تهدف من خلالها إلى ضمان جمع وتلقي الحليب المنتج ونقله أيضا، وتثمينه، وأخيرا أداء ثمن اللتر تبعا لجودة الحليب المنتج. وستعمل هذه المبادرة أيضا، حسب سودان، على خلق مناصب للشغل وضمان موارد قارة للفلاحين المنتجين للحليب بالجهة، في حين يصل الاستثمار الإجمالي لهذه الاتفاقية إلى حوالي 50 مليون درهم خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتؤكد «نستلي المغرب» عبر اتفاقية تجميع منتجي الحليب لجهة دكالة عبدة التزامها بخلق القيمة المشتركة لدى التجمعات المحلية. يذكر أن شركة « نستلي أنغلو سويس ميلك» ولجت السوق المغربي وأسست فرعها لتسويق منتجات نستلي المصنعة منذ سنة 1927. ورغبة منها بالانتقال إلى المرحلة الصناعية تم إنشاء شركة «نستلي م.إ» المغرب في سنة 1984. وشكلت سنة 1992 الانطلاقة الحقيقية للأنشطة الصناعية للمجموعة عقب بنائها وحدة صناعية بالجديدة. ويوجد مقر شركة «نستلي المغرب» في الدارالبيضاء، حيث تتم إدارة أعمال المجموعة على مستوى المغرب العربي. ويضم الفرع المغربي 450 موظفا موزعا بين المقر الرئيسي والوحدة الصناعية بالجديدة.