نظم حوالي 3000 شخص من سكان 20 دوارا في جماعة بوزمو وإملشيل، في ميدلت، وقفة احتجاجية في السوق الأسبوعي صباح أمس الخميس، تنديدا بما وصفته مصادر من المحتجين ب«تراجع» الجهات المسؤولة محليا عن الوعود التي سبق أن قدمتها للسكان، والتي تتعلق بمطالب اجتماعية. وأكدت المصادر ذاتها أن الوقفة الاحتجاجية المذكورة تميزت بانضمام سبعة دواوير في الجماعة، بعد أن كانت الدواوير المشاركة لا تتجاوز 13 دوارا، من بينها أيت علي ويكو، تيغرمت، بوزمو، تيسيلة، سونتات، تورفطيط، ألمغو، أيت عمر، تامستيرت، أقديم، تيماريين وأكدال.. وتتعلق المطالب الاجتماعية للمحتجين بالتطبيب وبإقامة إعدادية وتوفير قاضٍ مقيم للتوثيق وعدول. كما يحتج السكان على ارتفاع ثمن حطب التدفئة وغياب الماء والكهرباء في مجموعة من الدواوير وعلى غياب الطرق وغيرها من المطالب الاجتماعية المحضة، التي سبق للسكان أن تلقوا بخصوصها وعودا بتنفيذها إثر خوضهم مسيرة احتجاجية قبل شهور، توجهت إلى منطقة تنغير. وأضافت المصادر ذاتها أن السكان عازمون على الاستمرار في الاحتجاج في حال لم تتمَّ الاستجابة لمطالبهم بشكل جدي، حيث تقرر تنظيم مسيرة احتجاجية في اتجاه العاصمة الرباط مشيا على الأقدام للمطالبة برفع ما وصفوه ب«الحكرة»، بسبب غياب أبسط ظروف العيش في هذه المناطق، التي يعيش سكانها «تحت الصقيع». وندد سكان من المنطقة بما اعتبروه «التراجع غير المبرر» عن الوعود التي سبق أن تلقوها بخصوص عدد من المطالب العاجلة التي عرضوها على مجموعة من الجهات المسؤولة، التي التقاها ممثلو السكان وتقرر، بناء عليها، وقف المسيرة التي كانوا قد خاضوها نحو تنغير بعد التوصل إلى حلول وصفتها مصادر من اللجنة بأنها «ترقيعية» ولم تصل إلى سقف انتظاراتهم، غير أنهم ظنوا أنها ستحل نسبيا بعض مشاكل السكان وستقلص من حجم معاناتهم من أجل قضاء بعض الأغراض الأساسية، خاصة المتعلقة بتوفير قاض للتوثيق في المنطقة، والذي تقرر أنه سيلتحق كل أسبوع بجماعة بوزمو. وأضافت المصادر نفسها أن الحل الذي تم تقديمه للجنة بخصوص تأمين طبيب قار في الجماعة تبينَ بخصوصه أن هذه النقطة «صعبة التحقيق»، حيث أكدت الجهات المسؤولة أن أغلب الأطباء يرفضون الاستقرار في هذه المنطقة نظرا إلى طبيعتها «القاسية» وصعوبة التنقل من جهة أخرى، إلا أن الحل الذي تم التوصل إليه هو تأمين انتقال طبيب من إملشيل إلى بوزمو يوما واحدا في الأسبوع. وأكد مصدر من المنطقة ل«المساء» أنه بخصوص النقطة المتعلقة ببناء إعدادية فإنهم كانوا قد تلقوا وعودا بأن أشغال البناء ستنطلق، غير أن ذلك لم يحدث إلى حد الآن. كما ندد المصدر نفسه ب»غياب» سيارة الإسعاف، وهي هبة ملكية للمنطقة لا يستفيدون من خدماتها إلى حد الآن، لأسباب وصفها ب»الواهية». وأضاف المصدر نفسه أن الظروف «القاسية جدا» التي يعيش فيها هؤلاء السكان، هي التي أملت عليهم الخروج عن صمتهم والاحتجاج، حتى يصل صوتهم ومعاناتهم إلى جميع الجهات المسؤولة، إذ إن أبسط ما يعاني منه هؤلاء السكان الآن هو البرد القارس، الذي مازال يجتاح المنطقة، إضافة إلى قلة الكلأ للمواشي، حيث إن الشعير المدعم ورغم أن المستفيدين منه أدوا ما بذمتهم من مصاريف فإنهم مازالوا لم يتوصلوا بأي شيء منه، رغم حاجتهم الملحة إليه، علما أنه لن يكفي لمدة طويلة.